طوفان الأقصى

خاص العهد

تطور المواجهات بين "قسد" والمليشيات التابعة لتركيا
10/08/2023

تطور المواجهات بين "قسد" والمليشيات التابعة لتركيا

دمشق - علي حسن

رغم أن المواجهات والاحتكاكات العسكرية بين كل من المليشيات الكردية التابعة للولايات المتحدة والميليشيات التابعة لتركيا تبدو أمرًا اعتياديًا ومتكررًا خلال السنوات السبع الماضيه إلا أن تلك المواجهات أخذت طابعًا عنيفًا ومتصاعدًا خلال الأيام والأسابيع الأخيرة من حيث كثافة الهجمات المتبادلة وعدد القتلى وظهور مليشيا "قسد" بمظهر الطرف الأكثر جرأة مع ابتكاره أساليب جديدة في المواجهة لم يكن يعتمدها من قبل.

تسللات "قسد" تؤرق مليشيات تركيا وتكبدها خسائر كبيرة

وفي تطور بارز شهدته تلك المواجهات برزت العمليات النوعية التي نفذها المقاتلون الكرد ضد مواقع الفصائل التابعة لتركيا. وبهذا الشأن قال الخبير العسكري العميد علي خضور لموقع "العهد" الإخباري إن الميليشيا الكردية نفذت عمليات تسلل اتسمت بالجرأة في عمق أراضي الخصم أدت إلى مقتل عدد من العناصر مع تمكن المهاجمين من العودة إلى مواقعهم سالمين أو بخسائر محدوده.

وأكد الخبير العسكري أن هذه الهجمات لم تقتصر على فصيل واحد من الفصائل التابعة لتركيا بل طالت عددًا كبيرًا منها. وخلال عدة أيام فقط نفذ المقاتلون الكرد تسللين استهدف الأول منهما حاجزًا لفيلق الشام وأسفر عن مصرع عناصر الحاجز دون وقوع أي خسائر في صفوف المهاجمين في حين استهدف الثاني موقعًا لإرهابيي السلطان مراد في العريشة قرب رأس العين وأسفر عن مصرع ستة عناصر وإصابة آخرين في حين قتل عنصر واحد من ميليشيا قسد في هذا الهجوم.

واعتبر العميد علي أن هذا التكتيك يعتبر جديدًا بالنسبة لقسد التي كانت في معظم الأحيان طرفاً متلقيًا للضربات باستثناء بعض الردود الخجولة التي لا تتعدى القيام ببعض الرمايات النارية على الأراضي التركية أو الميليشيات التابعة لها. وأكد الخبير العسكري أن تصوير هذه الهجمات من قبل قسد يحمل عدة رسائل يغلب عليها الطابع المعنوي لرفع معنويات جمهور وعناصر قسد ولردع لمليشيات التابعة لتركيا بأن قسد تملك الوسائل اللازمة للدفاع عن النفس بعد ازدياد الهجمات التركية بالمدفعية والمسيرات والتي اوقعت خلال فترة وجيزة 12 قتيلا في صفوف قسد فضلاً عن الضحايا المدنيين.

نقمة كردية يؤججها الصمت الأمريكي

من ناحيته رأى المحلل السياسي ابراهيم العلي أن "رد مليشيات قسد على الهجمات التركية والذي اتسم هذه المرة وعلى غير العادة بالعنف يحمل في طياته تذمرا كرديا من الصمت الأمريكي تجاه الهجمات العنيفة والمستمرة التي تشنها تركيا على مليشيات قسد والتي لم توفر حتى الكوادر والنشطاء السياسيين فيها".

واعتبر العلي أن هناك العديد من العوامل التي تجعل قسد ناقمة على الأداء الأمريكي في شرق الفرات أبرزها أن الولايات المتحدة التي تسلح وتمول ميليشيا قسد التي تقاتل إلى جانبها تقف متفرجة على الهجمات التركية وكان هناك ضوء أصفر أمريكي لهذه العمليات نظرا لأهمية تركيا كحليف للولايات المتحدة ومكانتها في حلف شمال الأطلسي. ومما زاد في هذه النقمة رفض الولايات المتحدة تزويد مليشيا قسد بأي نوع من منظومات الدفاع الجوي حتى البسيطة منها القادرة على مواجهة الهجمات التركية.

 وأضاف المحلل السياسي أن من الأسباب الأخرى لتلك النقمة هي المخاوف الكردية من الاعتماد الزائد للولايات المتحدة على العشائر العربية وبالتالي الانتقاص من دور قسد التي عبرت عن ذلك باستهداف مسلحي تلك العشائر والمواجهات الأخيرة التي اندلعت فيما بينهم.

 وخلص العلي إلى أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تنظر إلى "قسد" إلا كأداة حتى لو اعتقدت الأخيرة أنها حليف وبالتالي فإن عليها مراجعة حساباتها لأن الاحتلال الأمريكي الذي تستند إليه لن يدوم وليس أمامها سوى التواصل مع الحكومة السورية التي لن تألو جهداً في سبيل طرد المحتل الأمريكي خاصةً أنها تملك هي وحلفاؤها الادوات المناسبة لتحقيق ذلك.

تركياقسد

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة