نقاط على الحروف
الإرهاب يسخن غرب سوريا .. والجيش وحلفاؤه يوسعون دائرة الرد
خليل نصر الله
تمر الساحة السورية بسخونة ميدانية كانت متوقعة، في الشمال الشرقي اشتباك مدروس وموجه أمريكيا بين "قسد" ومجلس دير الزور العسكري ومن خلفه العشائر، وفي الجنوب أحداث مفتعلة تحت العنوان المعيشي يُعمل على معالجتها سوريا عبر وجهاء المنطقة، وفي البادية مجموعات من "داعش" الإرهابي وتنظيمات أخرى توجه ضربات لطرق الوصل، وفي شمال شرق حلب، اشتعال في منبج موجه تركيا، تحت عنوان مساندة العشائر العربية في دير الزور، وفي إدلب وشمال اللاذقية وريف حلب الغربي هجمات متصاعدة لتنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابية، بلغت خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية ذروتها وتمثلت بتنفيذ عمليات انغماسية ومحاولة للتقدم على محاور في حلب ورريف ادلب الغربي.
خلال المرحلة الماضية، صعد ارهابيو النصرة من الهجمات بطائرات مسيرة مذخرة، وكان الجيش العربي السوري بالتعاون مع الطائرات الحربية الروسية يقوم برد رادع، مانعا بذلك أي تغيير في قواعد الاشتباك القائمة.
وقبل شهرين من الآن، عمد الجيش السوري إلى إرسال تعزيزات باتجاه الشمال، دون أن تتخذ تموضعا هجوميا. وصلت تلك التعزيزات إلى شمال حلب وشرقها، وكذلك غرب المدينة، وفي ريفي ادلب الشرقي والجنوبي.
تموضع تلك القوات حتى الساعة لا ينذر بعملية عسكرية واسعة، مع العلم أن جهوزيتها تسمح بذلك، لكن لا قرار من دمشق وحلفائها بعمل عسكري واسع.
واذا كانت تلك القوات تتموضع بانتظار تهيئة ظروف لعمل عسكري قد تحتاجه سوريا تفاوضيا، إلا ان دائر الرد السوري ـ الروسي وكامل الحلفاء يأخذ منحى تصاعديا. فخلال الساعات الأولى من ليل الجمعة السبت، ثم السبت الأحد، صعد الجيش السوري من قصفه المدفعي، وطال في ريف حلب الغربي نقاطا خلفية لإرهابيي النصرة الذين حاولوا التقدم إلى نقاط كانوا قد خسروها الأسبوع الماضي، ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوفهم، وهو ما عبرت عنه تنسيقياتهم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
الطوق الناري في ريف حلب، امتد إلى جبل الزاوية في ريف ادلب الجنوبي الشرقي، وبعض النقاط في سهل الغاب، في وقت كانت الطائرات الحربية الروسية تنفذ ضربات في عمق محافظة إدلب، أخذت طابعا تصاعديا، إذ سجل ارتفاع في وتيرتها وتوسيع نطاقها لتشمل نقاطا في كامل المحافظة التي يسيطر عليها الإرهاب.
ورغم محاولة الإشغال في إدلب، تدخلت طائرات حربية روسية لتساند قوة للجيش العربي السوري تعرضت مواقعها لهجمات نفذتها ميليشيات تركيا في ريف منبج الشمالي شرق حلب، بعدما عمدت تلك القوات الي التقدم باتجاه نقاط للجيش بحجة مقاتلة قسد اسنادا لما يجري في دير الزور، وهو ما يعد أمرا قليل الحدوث، ويفهم من التدخل الروسي وضع خطوط حمراء أمام اي محاولة لتغيير خارطة الانتشار الحالية، وكذلك عدم السماح بمس مكتسبات اتفاق منبج 2019، ولو لم تنفذ بشكل كامل.
مجمل التصعيد كان متوقعا.. ثمة خلط للأوراق تقف خلفها واشنطن، لكن دونما إمكانية لتحقيق نتائج مرجوة، فمعظم ما كان يحضر كان مكشوفا لسوريا وحلفائها.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
06/10/2024
بماذا أوصى الامام الخامنئي بيئة المقاومة؟
05/10/2024