طوفان الأقصى

آراء وتحليلات

المسيّرات سلاح الإرهابيين الجديد في استهداف المدنيين  
30/06/2023

المسيّرات سلاح الإرهابيين الجديد في استهداف المدنيين  

دمشق - علي حسن

بعد فترة طويلة نسبيًّا من الهدوء الحذر الذي شهدته جبهات الشمال السوري كسر الإرهابيون هذا الهدوء عبر هجمات وحشية بالطائرات المسيرة استهدفت المواطنين الآمنين في قراهم ومنازلهم. وذكرت الانباء أن طائرات مسيرة انطلقت من مناطق سيطرة الإرهابيين استهدفت عددا من القرى والبلدات في ريفي حماه واللاذقية حيث أوقعت هذه الهجمات ثلاثة شهداء في بلدة سلحب وهم أب وأولاده الاثنان كما استهدفت بلدة ديرشميل بريف حماه أيضا. وفي ريف اللاذقية أدى هجوم بطائرة مسيرة في مدينة القرداحة إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين في حين استهدف الارهابيون بالقذائف المدفعية البلدات الحدودية وخاصة جورين مما أوقع عدداً من الإصابات.

 "هجمات الإرهابيين رسائل دموية لخلط الاوراق" 

وفي تعليقه على الاعتداءات الدموية التي ارتكبها الإرهابيون بحق المواطنين السوريين قال المحلل السياسي اسماعيل مطر لموقع العهد الإخباري إن الجماعات المتطرفة بالإضافة إلى رغبتها في إشباع شهوة الدم أرادت من خلال هذه الهجمات وزج الطائرات المسيرة فيها تحقيق عدة أهداف أهمها محاولة خلط الأوراق في المنطقة وتعطيل مسار التسوية السلمية التي تسير قدما الى الأمام لأن هذه الجماعات وعلى رأسها هيئة تحرير الشام تستشعر الخطر الكبير من إمكانية تحقيق التسوية السلمية في سورية لأنها ستكون الخاسر الأكبر وبالتالي أرادت هذه الجماعات إحداث صدام عسكري ودحرجة الأمور نحو مواجهات مباشرة ينخرط فيها الأتراك ضد الجيش السوري وتجهض بذلك التفاهمات المشتركة بين الجانبين والتي بنيت بعناية وتأنٍّ خلال السنوات الماضية ولم يتبق على إتمامها سوى اللمسات الأخيرة.

ورأى مطر أن هيئة تحرير الشام والتي كانت تراقب بقلق الحشود العسكرية السورية القادمة باتجاهها تحاول من خلال تلك الهجمات شد العصب تجاهها والظهور أمام الرؤوس الحامية والقوى المتطرفه بمظهر الطرف الوحيد الذي لا زال متمسكا بقرار استمرار القتال ضد الحكومة السورية في حين تخضع بقية الفصائل للأوامر التركية بضرورة الامتثال لمتطلبات التسوية المقبلة

واضاف مطر  أن  هذه التحركات مكشوفة ولن تغير من واقع الأمور شيئًا ولا من إرادة الدولتين السورية والتركية بإغلاق باب الخلاف وفتح صفحة جديدة. 

"الرد السوري والصمت التركي يقوضان مخططات الإرهابيين"

من ناحيته رأى المحلل السياسي ابراهيم العلي في تعليقه على الأحداث أن الرد السوري على رسائل الإرهابيين كان بليغا وواضحا

وقال العلي لموقع العهد الإخباري إن الرد السوري اتسم بالسرعة والقوة حيث إأنه طاول مواقع الإرهابيين التي انطلقت منها قذائف الهاون فضلا عن استهداف مواقع تابعة لفصائل اوزبكية واخرى تركستانية تابعة لهيئة تحرير الشام كما طال مستودع ذخيرة وخطوط إمداد خلفية والاهم من ذلك استهدافه غرفتي تحكم للطائرات المسيرة وجاءت كل هذه الردود مع بيان رسمي للجيش يوضح فيه ملابسات الأمر وطبيعة الرد السوري مع تسجيل مصور.

ورأى المحلل السياسي أن المشاركة الروسية في تلك الغارات حملت بدورها رسائل قوية للإرهابيين والقوى الغربية الداعمة لهم مفادها أن الأحداث الأخيرة التي حصلت في روسيا لم تؤثر على دورها في بقية أنحاء العالم وأنها تقف بحزم مع بقية الدول الموقعة على بيان استانا في تنفيذ مقرراته وبنوده وطي صفحة الخلافات وفتح صفحة جديدة في المنطقة.

واعتبر العلي أن الصمت التركي على الغارات السورية الروسية المشتركة تطور لافت في موقف انقره يدلل بوضوح على المراحل المتقدمة التي وصل إليها مسار التسوية السياسية وسوف يشكل عامل احباط كبير للإرهابيين الذين كانوا يستندون إلى الأتراك في استقبال الدعم وتلقي الأوامر على حد سواء.
 

روسياتركيا

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة