طوفان الأقصى

الخليج والعالم

تنديد واسع بقصف مطار "عربت".. تركيا تنتهك السيادة العراقية مرة جديدة
19/09/2023

تنديد واسع بقصف مطار "عربت".. تركيا تنتهك السيادة العراقية مرة جديدة

بغداد: عادل الجبوري

أسفر قصف بواسطة طائرة مسيّرة لمطار عربت الواقع جنوب شرق محافظة السليمانية، في شمال العراق، عن مصرع عدد من عناصر جهاز مكافحة الإرهاب وإصابة آخرين، حيث أشارت مصادر رسمية عراقية إلى أنّ الطائرة المسيّرة التي قصفت المطار اخترقت الأجواء العراقية من جهة تركيا. وكشف الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، أنّ القصف الجوي استهدف قوات لجهاز مكافحة الإرهاب في مطار عربت الزراعي في محافظة السليمانية.

وجاء في بيان، بهذا الشأن، أنّه: "في يوم الاثنين المصادف ١٨ أيلول، وفي تمام الساعة ١٧:٠٠، قامت طائرة مسيرة بدخول الأجواء العراقية عبر الحدود مع تركيا وقصف مطار عربت في محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، ما أدى الى استشهاد ثلاثة من أبطال جهاز مكافحة الارهاب وإصابة ثلاثة آخرين". وأكد البيان: "إنّ هذا العدوان يشكل انتهاكًا لسيادة العراق وأمنه وسلامة أراضيه، ويمثل إخلالًا وتهديدًا للسلم والأمن في المنطقة والعالم، وخرقًا لأحكام القانون الدولي، وانتهاكًا لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.. وإنّ هذه الاعتداءات المتكررة لا تتماشى ومبدأ علاقات حسن الجوار بين الدول، وتهدد بتقويض جهود العراق في بناء علاقات سياسية واقتصادية وأمنية طيبة ومتوازنة مع جيرانه".

من جانبه، أكد رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني، أنّه: "يتعيّن على الأطراف المعنية إجراء تحقيق شامل في سبب وطبيعة هذا الحادث والكشف عن الحقائق في أسرع وقت ممكن". وأدان البارزاني: "أي انتهاك لسيادة كردستان والعراق وكلّ الأعمال غير القانونية التي تعرقل أمن إقليم كردستان واستقراره".

وفي هذا السياق، أكّد رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، "أنّ استهداف مطار عربت الزراعي في السليمانية يمثل خرقًا فاضحًا لحدود إقليم كردستان والعراق"، داعيًا الحكومة العراقية إلى "تحمّل مسؤولياتها الدستورية والوطنية في حماية أرض وسماء العراق بما فيها كردستان". ورأى أنّ هذه العملية الإجرامية هي خرق فاضح لحدود الإقليم والعراق، وهي تأتي ضمن المؤامرات التي تستهدف تخريب أمن إقليم كردستان واستقراره ومنطقة السليمانية، بشكل خاص".

وأصدرت شخصيات وقوى سياسية عراقية بيانات منددّة بهذا الانتهاك الفاضح للسيادة الوطنية، ودعت إلى تبني مواقف حازمة واتخاذ خطوات حاسمة من الحكومة لوضع حد لمثل تلك التجاوزات التي تتقاطع مع مبادئ حسن الجوار، والمواثيق الدولية المنظمة للعلاقات بين الدول والشعوب.

الى ذلك، أدانت منظمة الأمم المتحدة، عبر بعثتها في العراق (يونامي)، القصف الذي استهدف مطار عربت، مؤكدة في بيان لها، أنّها: "تدين الهجوم على مطار عربت بمحافظة السليمانية، والذي تسبب في وقوع عدد من الضحايا"، مشددة على أنّه: "يجب أن تتوقف الهجمات التي تنتهك السيادة العراقية بشكل متكرر.. وأن معالجة "الشواغل" الأمنية من خلال الحوار والدبلوماسية وليس من خلال الضربات".

وتزامن قصف مطار عربت مع هجوم شنّه مسلحون مجهولون على مقرّ لحزب المؤتمر الوطني الكردستاني التركي المعارض في مدينة أربيل، والمقرّب من حزب العمال (PKK)، واغتالوا دنيز هيفي القيادي في الحزب. ورغم أنّ أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن ذلك الهجوم، إلّا أنّ مجمل المؤشرات تذهب الى أنّ جهاز الاستخبارات التركي (ميت) يقف وراء ذلك الهجوم.

تشييع مهيب 

وقد شيّع أهالي مدينة السليمانية والجوار، اليوم الثلاثاء، الضحايا بمراسم مهيبة شارك فيها المئات من الشخصيات السياسية والأحزاب الكردستانية، بالإضافة إلى قوات مكافحة الإرهاب.

وانطلقت المراسم من أمام مقرّ "اللواء 70" التابع للاتحاد الوطني الكردستاني، متوجهًا إلى مقبرة عاوالا وكردسات في مدينة السليمانية.

وكان جهاز مكافحة الإرهاب، في محافظة السليمانية، قد أكد أنّ: "المعلومات الخاصة بالقضية ستبقى طي الكتمان حفاظًا على سلامة مجرى التحقيقات، على أن تعلن نتائج التحقيق لشعب كردستان في المستقبل".

وتجدر الإشارة الى أنّ تركيا استهدفت، مطلع شهر نيسان-أبريل الماضي، مطار السليمانية الدولي، خلال زيارة كان يقوم بها قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي الى السليمانية، فضلًا عن عن قصفها لمنتجع سياحي بقضاء زاخو في العشرين من شهر تموز-يوليو الماضي، وأسفر عن مصرع وإصابة عشرات المواطنين القادمين لأغراض السياحة من مدن عراقية مختلفة.

وفي الوقت الذي تكرر فيه أنقرة الإعراب عن رغبتها بتطوير العلاقات ومعالجة وحلّ القضايا الخلافية مع بغداد، لكنّها من الناحية الواقعية تتصرف خلاف ذلك تمامًا، لا سيما ما يتعلّق بالملف الأمني وملف المياه، الأمر الذي يجعل من التوجّه لبناء علاقات قائمة على أساس المصالح المتبادلة واحترام السيادة الوطنية وعدم التدخّل بالشؤون الداخلية بين بغداد وأنقرة خيارًا غير متاح ويفتقر للأرضيات المناسبة. علمًا أنّ المرحلة القادمة قد تشهد زيارة رسمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق، مهّد لها وزير خارجيته هاكان فيدان خلال زيارته لبغداد في الثاني والعشرين من شهر آب-أغسطس الماضي.

العراقتركيا

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة