طوفان الأقصى

الخليج والعالم

لماذا تريد الهند تغيير اسمها إلى "بهارات"؟
11/09/2023

لماذا تريد الهند تغيير اسمها إلى "بهارات"؟

أثارت حكومة رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" جدلًا في البلاد باستخدامها مصطلح "بهارات" اسمًا للدولة، في الدعوات الرسمية الموجهة لحضور العشاء، خلال قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في نيودلهي، يومي التاسع والعاشر من الشهر الجاري.

وللدولة اسمان "الهند"، وهو الأكثر استخدامًا محليًا ودوليًا، والذي أطلقه المستعمر البريطاني على البلاد. أما "بهارات" فهي كلمة تأتي من اللغة السنسكريتية القديمة ومشتقة من كلمة بهاراتام، وتعني أرض الجنوب، فقد ظل الهندوس يستخدمونه منذ أكثر من ألفي سنة، ويقال إنّه يعود لحاكم هندوسي في قديم الزمان. وعندما أراد مؤسس باكستان محمد علي جناح الاستقلال دعا أن تسمّي الهند نفسها "بَهارَت"، وأن يكون "إنديا" اسمًا عامًا يشمل الهند وباكستان معًا، وهو الأمر الذي رفضته الهند بشده في ذلك الوقت.

شرارة البداية

ما دفع "مودي" إلى التفكير بتغيير اسم الهند هو اجتماع ضم زعماء 26 حزبًا معارضًا، حين أطلقوا كلمة "إنديا" على تحالفهم الجديد، وهو اختصار يجمع الأحرف الأولى باللغة الإنجليزية من اسم اتحادهم "التحالف الهندي القومي للتطوير الشامل" (India National Development Inclusive Alliance).

وما إن خرجت أحزاب المعارضة بإعلان هذا الاسم لتكتلها، في 16 يوليو/تموز الماضي، حتى بدأ زعماء حزب الشعب، وعلى رأسهم "مودي"، يسخرون من أحزاب المعارضة، بأنّها لم تجد إلا اسمًا "استعماريًا" لتكتلها، مؤكدين أنّ حزب الشعب الهندي يفضل اسم "بهارات" القديم الأصيل، ومعدّين أن أحزاب المعارضة تعاني آثار الاستعمار، وأن ما تقوم به هو خدمة لأعداء الهند.

مؤامرة لتغيير أسماء المعالم الإسلامية

تغيير الأسماء الإسلامية للمدن والقرى والأحياء والشوارع، وحتى محطات القطارات أمر محبّب إلى قلب رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" وزعماء حزبه، ولم يكن ليخطر ببال أحد، قبل هذا الأسبوع أن اسم الهند الرسمي "إنديا" India سيجري تغييره هو الآخر.

فمنذ وصول "مودي" للحكم، في أيار/مايو 2014، غُيّرت مئات أسماء المعالم الإسلامية، كما غُيّرت مناهج التاريخ في المدارس والكليات الهندية، وجرى حذف أبواب فصول تتناول عهد المسلمين بالجملة، بزعم أنّ العهد الإسلامي في الهند كان استعمارًا، ولذلك لا بدّ من تصحيح التاريخ وإزالة آثار الاستعمار. ووصفت الأستاذة الأميركية أودريه ترشك، هذه السياسات المتكررة للحكومة الهندية ورغبتها بإزالة أي معلم يشير إلى إسهامات الحكّام المسلمين بالنهوض بالهند، خلال قرون حكمهم الطويل، بأنها عملية "إبادة للماضي"، ستؤدي لنشوء أجيال جديدة لا تعرف للمسلمين دورًا في رقي الهند وتطورها.

الهند

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة