خاص العهد
بين "قسد" و"مجلس دير الزور العسكري".. حرب حلفاء واشنطن؟
محمد عيد
لم يكن تنامي قوة رئيس ما يسمى "مجلس دير الزور العسكري" أحمد الخبيل عامل اطمئنان بالنسبة لقيادة "قسد" التي رأت في مشروع الرجل الساعي إلى محاصصتها على اتخاذ القرار في شرق الفرات مصدر خطورة كبيرة، فبعد أكثر من محاولة فاشلة لاغتياله عمدت "قسد" إلى الحيلة فاستدرجته إلى إحدى القواعد التابعة لما يسمى "التحالف الدولي" بعدما أوحت له أنها تمد يد التعاون حيث تم القاء القبض عليه مع عدد كبير من القيادات المرافقة له لتثور بعدها ثائرة محازبيه من أبناء العشائر العربية ويعود الصراع العربي الكردي ليطفو على السطح مجدداً في هذه المنطقة الهامة.
صراع بين حليفي واشنطن
يرى عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أن ما يحدث في دير الزور هو حالة اقتتال بين ما يسمى مجلس دير الزور العسكري وهو تنظيم من العشائر العربية تابع لتنظيم قسد الانفصالي وبين بقية عناصر وقيادة قسد القادمة من جبال قنديل.
وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار الحاج علي إلى أن سبب هذا الاقتتال الأساسي هو اعتقال قيادة "قسد" أحمد الخبيل المسمى بأبو خولة وعشرين شخصاً آخرين مع قياداتهم مما يسمى بمجلس دير الزور العسكري. وأضاف أن سبب المشكلة الأساسية هو أن الأمريكي يحاول إخضاع كل القبائل والعشائر العربية بما فيها تلك التي تعمل مع تنظيم "قسد" للقيادة الكردية في جبال قنديل بالإضافة إلى وجود الكثير من الممارسات التي أزعجت المكون العربي داخل هذا التنظيم الأمر الذي أدى إلى حالة الاقتتال التي نراها اليوم وقيام مجلس دير الزور العسكري بتحرير عدد من القرى وكذلك السيطرة على حواجز لتنظيم "قسد" وتهديد قياداته بالخطف، كما ارتفعت دعوات واضحة لأسر أكبر عدد ممكن من الكرد من أجل مبادلتهم بأحمد الخبيل.
وشدد عضو مجلس الشعب السوري على أن أية فتنة عربية كردية هي من صناعة أمريكية وأن البديل هو توحد كل العشائر العربية والكردية تحت راية الجيش العربي السوري وتصويب البندقية نحو المحتل الأمريكي الذي لا يستطيع التدخل لأن محاولاته لإعادة توحيد الفصائل الإرهابية قد باءت بالفشل.
وشدد الحاج علي على محاولة المخابرات التركية بأمر من الأمريكيين التنسيق في مسألة دمج مجموعة مما يسمى "العمشات" مع جبهة "النصرة" في محافظة إدلب وشمال مدينة حلب ودمح المكون العربي واخضاعه للمكون الكردي ضمن تنظيم "قسد" وبالتالي التهيئة لتوحيد جبهة "النصرة" مع هذا التنظيم لاطباق الطوق على سوريا من الشمال والشرق واستغلال الاحتجاجات في السويداء جنوباً.
ولفت عضو مجلس الشعب السوري إلى أنه ولتحقيق هذه الغاية فقد تم إرسال عناصر من "قسد" وعرضوا تقديم الأموال والسلاح لكن أهالي السويداء رفضوهم، مشيراً إلى أن فشل هذا المشروع يجعل الأمريكي يقف عاجزاً عن فعل أي شيء فهو إذا تدخل في وجه العشائر العربية المنتفضة ضد قياداتها في "قسد" فإن هذا سوف يؤدي إلى تأجيج الموقف أكثر وتوحيد كل العشائر العربية ضد الأمريكي وهو في نفس الوقت لا يستطيع أن يدعم العشائر العربية ضد "قسد" لأنه سوف يخسر الورقة الكردية التي يستغلها.
وأعرب الحاج علي عن اعتقاده بأن الأمريكي سوف يلجأ إلى المحاولة للضغط على قيادات "قسد" من أجل إطلاق سراح أحمد الخبيل ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الطرفين حتى لا يخسرهما معا ويخسر وقتا ثميناً من مشروعه لفصل سوريا عن العراق قد يستغله الجيش العربي السوري في أية لحظة لتحرير المنطقة.
العشائر العربية تجدد رفضها الاحتلال
الشيخ ميزر المسلط رئيس مجلس القبائل والعشائر العربية في الجزيرة السورية أكد أن الاحتلال الامريكي يريد الفتنة بين مكونات الشعب السوري ويسعى إليها مجدداً في حين تمسك العشائر العربية بالدولة الوطنية السورية وقيادة الرئيس بشار الأسد.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري شدد الشيخ المسلط على أن على المتحاربين في منطقة شرق الفرات من عرب وكرد أن يفهموا أن الأمريكي لا يريد إلا مصلحته وهو سيبيعهم عند انتفاء الحاجة إليهم، مذكرًا بما حصل في العراق وافغانستان حيث أحضرت واشنطن قيادات "طالبان" من سجن غوانتانامو ووضعتهم في قيادة هذا البلد بعدما تركت أدواتها هناك لمصيرهم.
ودعا رئيس مجلس القبائل والعشائر العربية في الجزيرة السورية الجميع إلى التزام خط الدولة السورية التي تعاملت مع أبنائها بمنطق أبوي حين أفسحت المجال لمن أخطأ للعودة إلى الوطن وممارسة دوره فيه مجدداً في الوقت الذي يتحارب صنائع امريكا تحت أنظارها وبرعايتها.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
05/12/2024
الحياة تعود إلى النبطية من تحت ركام العدوان
02/12/2024