طوفان الأقصى

خاص العهد

تموز النصر في عقول وقلوب السوريين
17/07/2023

تموز النصر في عقول وقلوب السوريين

دمشق - علي حسن

 بشغف واهتمام كبيرين يتذكر السوريون أيام حرب تموز 2006 ونصر المقاومة المؤزر الذي يعتبرون أنفسهم شركاء فيه، وذلك الصيف الحار الذي كان لاهبًا ومريرًا على العدو ولكنه نزل بردًا وسلامًا على المقاومة وجمهورها ومحبيها في أصقاع الأرض. وإلى جانب العاطفة الجياشة لم يهمل السوريون نتائج الحرب والأثر الكبير الذي أحدثته في ميزان الصراع العربي - الإسرائيلي، ولم يستطع كيان العدو تجاوز نتائجها السلبية رغم مضي أكثر من 17 عامًا على اندلاعها.

فشل اسرائيلي على كافة المستويات

وفي إضاءة على الحرب والعبقرية التي أديرت بها من قبل المقاومة، قال الكاتب والصحفي عمار عيد لموقع "العهد" الإخباري إن "نظرة شاملة للحرب تقودنا للحديث عن فشل عسكري اسرائيلي على كافة الأصعدة، الفشل الرئيسي للكيان كان على مستوى الاستخبارات، ففي هذه الحرب كان العدو في حالة عمى استخباراتي تام، لم يكن لديه بنك أهداف محدد وليس لديه أدنى فكرة عن كمية ونوعية الأسلحة التي تمتلكها المقاومة، وحتى في لعبة الاغتيالات التي يبرع بها عجز الموساد طيلة الحرب عن اغتيال ولو قائد واحد من الصف الأول السياسي او العسكري للمقاومة".

مفاجآت السيد أربكت العدو

وأضاف عيد أنه منذ الأيام الأولى للحرب بدأت المفاجآت التي وعد بها السيد تربك القيادة العسكرية الإسرائيلية، فمع الاعلان الشهير للسيد عن ضرب السفينة الإسرائيلية ساعر 5 واستخدام المقاومة الصواريخ المضادة للطائرات خرج كل من سلاح البحرية والطائرات المروحية الإسرائيلية خارج أرض المعركة وبات الاعتماد الصهيوني الوحيد هو على الطائرات الحربية المقاتلة، ورغم تطورها الكبير ومضاهاتها لأقوى دول العالم في هذا المجال إلا أن هذا السلاح وباستثناء الأذى الكبير الذي ألحقه بالمدنيين ومنازلهم، قد أفرغ معظم نيرانه الغزيرة في الجبال الجرداء والسهول الخاوية نتيجة النقص الحاد بالمعلومات وفي ظل التحصين الشديد لمواقع المقاومة والسرية والجدية التي عمل بها المقاومون".

اللهاث خلف نصر معنوي لم يتحقق

وفي الأهداف والنتائج، قال الكاتب والصحفي عمار عيد إن "كيان العدو الذي وضع أهدافًا كبيرة للحرب لا تقل عن نزع سلاح المقاومة وتغيير هوية لبنان اصطدم بالواقع المرير فبدأ يقزم أهدافه وصولاً إلى البحث عن أي نصر معنوي من الممكن أن يقدمه لجمهوره، ومع تواصل الحرب أدرك العدو النتائج التي ستترتب على سير المعارك وأراد تحقيق أي نصر ولو معنوي. وكانت الأهداف المعنوية التي أرادت القيادة العسكرية الإسرائيلية تحقيقها مع بدء الهجوم البري تتلخص في الوصول إلى نهر الليطاني من أي نقطه ودخول بنت جبيل التي ألقى فيها السيد خطابه الشهير واصفًا "اسرائيل" ببيت العنكبوت لذلك سمى الصهاينة هذه العملية بالشبكة الفولاذية ولكن كيان العدو فشل فشلًا ذريعًا في المهمتين رغم اعتماده أقرب طريق إلى نهر الليطاني عبر إصبع الجليل، إلا أن 36 ساعة من الخسائر الفادحة كانت كفيلة بوقف الهجوم البري والاستغناء عن تحقيق هذه الأهداف لتبقى هزيمة "اسرائيل" أمام المقاومين جلية واضحة".
 
حرب تموز خيبت آمال الأمريكيين وأجّلت مشروع فوضاهم الخلاقه عدة أعوام

من ناحيته اعتبر المحلل السياسي اسماعيل مطر أن الإدارة الأمريكية وربيبتها "اسرائيل" كانتا تعولان كثيراً على هذه الحرب في تغيير وجه المنطقة خاصة بعد الغزو السريع للعراق والاغتيالات الداخلية في لبنان ومحاولات تأليب الرأي العام ضد المقاومة، وأن الأجواء باتت مهيأة تماماً للاستفراد بالمقاومة مع التأييد الضمني الذي قدمته العديد من الدول العربية الوازنه لـ"إسرائيل" في حربها، إلا أن الفشل العسكري الذريع وغير المتوقع لكيان الاحتلال خرّب هذه الأمنيات واجهض مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كانت تتحدث وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس عن ولادته مع نيران الحرب التي تشعلها "اسرائيل" في لبنان.

وأوضح مطر أن هذه الحرب فرملت المشروع الأمريكي في المنطقة ولعبت دوراً بارزاً في افشاله وتخريبه كما كان لها دور بارز في كي الوعي الصهيوني ودمغه بالهزيمه والدليل على ذلك أن كل المناورات العسكرية - الإسرائيلية التي جرت بعد ذلك أسمتها "اسرائيل" بـ"نقطة تحول" وهذا إقرار واضح من الصهاينة على أنهم يسعون للخروج من حالة الهزيمة التي لحقت بهم في حرب تموز والعودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل اندلاعها وبات لبنان كابوسًا بالنسبة لهم لا يفكرون بالعودة إليه وتقلصت طموحات كيان الاحتلال في حروبه فباتت لا تزيد عن معارك صغيرة ومحدودة في الضفة أو قطاع غزة.
 
واعتبر المحلل السياسي أنه ورغم كل الخراب الذي لحق بالمنطقة فيما بعد وما تشهده منطقتنا العربية من صراعات إلا أن حرب تموز كانت نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي - الصهيوني تلهم العرب والسوريين وتزيل الوهم من عقول كثير من العرب الذين كانوا ما يزالون يرون في "اسرائيل" أمراً واقعاً لا يمكن إزالته أو مواجهته.

حرب تموز 2006عدوان تموز 2006الكيان المؤقت

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة