طوفان الأقصى

لبنان

الموفد القطري يغادر لبنان.. والراعي يستضيف لقاءً مسيحيًا اليوم في حريصا
05/04/2023

الموفد القطري يغادر لبنان.. والراعي يستضيف لقاءً مسيحيًا اليوم في حريصا

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم على نتائج زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي الى بيروت، والتي شملت العديد من المرجعيات والقيادات السياسية ومثلت بنهايتها حصاد الاستعصاء الرئاسي.

كما تناولت الصحف موضوع الجلسة التي يستضيفها البطريرك الماروني بشارة الراعي للنواب المسيحيين في لقاء عنوانه روحي وباطنه سياسي ورئاسي بامتياز في دير بيت عنيا الملاصق لحريصا اليوم.

"الأخبار": فرنسا تطلع الراعي على لقاءات باريس ولائحة بكركي تتوسّع إلى 16 اسماً.. قطر تعود إلى ترشيح قائد الجيش

لا تزال زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لباريس، نهاية الأسبوع الماضي، تشغل الوسط السياسي، وقد حضرت في اللقاءات التي أجراها، على مدى يومين، وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي مع غالبية القوى السياسية. وفيما بقي التكتم يحيط بالزيارة الباريسية، أعطت الجولة القطرية انطباعاً بوجود خلافات كبيرة بين دول اللقاء الخماسي حول الصيغة الأنسب لمعالجة الأزمة.

في غضون ذلك، يستضيف البطريرك الماروني بشارة الراعي، في دير بيت عنيا الملاصق لحريصا اليوم، النواب المسيحيين في لقاء عنوانه روحي وباطنه سياسي ورئاسي بامتياز. وبحسب الدعوة التي وجهها المعاون البطريركي المطران أنطوان عوكر، فإن النواب مدعوون إلى جلستي تأمل تحضيراً لأعياد الفصح، قبل انعقاد جلسة تلي الرياضة الروحية، وتختتم بقداس يتضمن عظة للبطريرك. وقال مقربون من بكركي إن الراعي «يراهن على خلق مناخ يسمح بالتفاهم بين النواب المسيحيين على ثوابت مشتركة، والتداول في خيارات رئاسية للخروج من المأزق الحالي، أو بالحدّ الأدنى منع الآخرين من تحميل المسيحيين مسؤولية الفراغ واعتبار الخلاف في ما بينهم مانعاً لانتخاب رئيس للجمهورية». إلا أن البطريرك ليس على ثقة بأن اللقاء سيولّد مناخاً توافقياً بين الأطراف المسيحية، على آلية لمقاربة الملف الرئاسي، خصوصاً أنه مطّلع على مواقف كل منها. رغم ذلك، لم يوقف البطريرك «محرّكاته» باتجاه بقية القوى السياسية، وهو بعث أمس برسائل إلى عدد منها، أبرزها حزب الله والرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ضمّنها لائحة بأسماء 16 مرشحاً للرئاسة، بما فيها الأسماء الـ11 التي سبق أن جمعها الموفد البطريركي المطران أنطوان بو نجم (جوزيف عون، سليمان فرنجية، ميشال معوض، إبراهيم كنعان، جهاد أزعور، زياد بارود، روجيه ديب، صلاح حنين، جورج خوري، فريد الياس الخازن ونعمة افرام)، إضافة إلى أربعة أسماء جديدة عرف منها الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للخصخصة زياد حايك، ورجل الأعمال المقيم في الولايات المتحدة فيليب زيادة الذي تردّد أنه طرح كتسوية في حوار جانبي غير مباشر بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.

وعُلم أن الراعي أرفق لائحته بدعوة «الشركاء في الوطن»، إما إلى إضافة أسماء جديدة على اللائحة أو إرسال لائحة موجزة من ثلاثة أسماء. وقد كان جواب بري وحزب الله أنهما يدعمان ترشيح فرنجية، وليسا في وارد الدخول في لعبة الأسماء المفتوحة.
وكان الراعي بحث الملف الرئاسي مع السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، وكان لافتاً أن الراعي عقد خلوة خاصة مع غريو بعد اللقاء الموسع في حضور المساعدين. وقد أبلغت السفيرة الفرنسية البطريرك الماروني أن بلادها تواصل مساعيها للوصول إلى تسوية، وأن البحث في ترشيح فرنجية قائم، وأن النتيجة النهائية رهن تطورات الفترة المقبلة.
وفيما يعمل الفرنسيون على فكرة المقايضة القائمة على انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل ضمانات تشتمل على تشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات واسعة يرأسها السفير السابق نواف سلام، قال معارضون للفكرة إن فرنسا تريد إفهام حزب الله وفرنجية على وجه الخصوص أنها بذلت أقصى ما يمكنها قبل أن تعلن الانتقال إلى خطة أخرى. وألمح هؤلاء إلى أن باريس تواجه معارضة واضحة من واشنطن والرياض وحتى من الدوحة، وهو ما تنفيه «وقائع صلبة» حملها فرنجية معه من باريس.
وفي بيروت، التقى الوزير القطري أمس وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش جوزيف عون، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، كما التقى فرنجية بحضور نجله طوني، علماً أنه كان قد التقى الرئيسين بري ونجيب ميقاتي والبطريرك الماروني ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد والنائب السابق طلال إرسلان.

وتقاطعت مصادر من التقوا الخليفي أمس أنه «تناول الأزمة اللبنانية بشكل عام، من دون الدخول في أسماء، ولم يطرح أي مبادرة، بل كانَ مستمعاً وفي موقع استطلاع الآراء أكثر من إعطاء الرأي». ولم يلمس أحد من زيارته أكثر من «محاولة الدوحة التحضير لدور ما يُمكن أن تلعبه في المرحلة المقبلة بما ينسجم مع الموقف الخليجي، تحديداً السعودي». إذ إن أكثر ما ركّز عليه الخليفي هو «انتخاب رئيس لا يشكل تحدياً لأحد ويُمكن أن يعيد العلاقات مع الدول الخليجية إلى سابق عهدها، لأن انتخاب رئيس لا يحظى بثقة هؤلاء وتحديداً الرياض سيعيق وصول الدعم العربي إلى لبنان». كما شدّد على ضرورة التوصل إلى تفاهم على كثير من العناوين بين اللبنانيين حتى يمكن للدول المانحة تقديم المساعدات.

لكن مصدراً واسع الاطلاع أكّد أن الوزير القطري أشار على هامش أحد اللقاءات إلى أن بلاده لا تزال تعتقد بأن قائد الجيش العماد عون هو المرشح الأنسب للرئاسة، وأن على المسيحيين التوحد خلفه منعاً لاختيار الآخرين رئيساً. كما أعرب عن اعتقاده بأن الإدارة الفرنسية للملف اللبناني تحتاج إلى تقويم، وأن الاجتماع المقبل لدول اللقاء الخماسي هدفه القيام بهذا الأمر.
وعُلم أن الوزير القطري فوجئ بأن بعض من التقاهم في بيروت بادروه من تلقاء أنفسهم بإبلاغه رفض فكرة المقايضة، والتشديد على رفض ترشيح عون، وقارب بعضهم الأمر من زاوية أنه لم يعد مناسباً أن يكون كل قائد للجيش مرشحاً حكمياً للرئاسة، إضافة إلى أن العماد عون لا يملك قدرات تمكنه من قيادة البلاد، وقد ارتكب أخطاء كثيرة في إدارة المؤسسة العسكرية، وهو لا يظهر مرونة في التعامل مع الآخرين وتنقصه التجربة السياسية.

"البناء": حصاد جولة الخليفي.. الاستعصاء الرئاسي مستمر… وبوابة اللبننة منافسة انتخابية حرة

تواصلت لقاءات وزير شؤون الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن الخليفي، وشملت العديد من المرجعيات والقيادات السياسية مثلت بنهايتها حصاد الاستعصاء الرئاسي، وقالت مصادر معنية بالاستحقاق الرئاسي إنّ المطلوب هو مساعدة الأصدقاء والأشقاء في تسهيل قبول الأطراف اللبنانية المختلفة الاحتكام الى الدستور وقبول لبننة الاستحقاق الرئاسي، لا الدخول على خط تبني ترشيحات ووضع فيتوات على أخرى، فإذا استقامت الأمور وذهب النواب الى جلسات الانتخاب، سوف تنتقل المنافسة من الرهان على كسب تأييد هذه الدولة او تلك، الى السعي لتجميع أصوات النواب وكسب تأييدهم لهذا المرشح أو ذاك، وارتضاء النتيجة التي تسفر عنها العملية الانتخابية الديمقراطية، خصوصاً أن لا أحد يستطيع اليوم الحديث عن امتلاك 65 صوتاً لصالح أيّ مرشح.
وواصل وزير الدولة في وزارة خارجية دولة قطر محمد بن عبد العزيز الخليفي جولته على القيادات والمرجعيات السياسية في إطار زيارته الرسمية الى لبنان، والتقى الوزير القطري رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في معراب، كما التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان في دارته في خلدة.

كما استقبله قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه. وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. ونوّه الوزير الخليفي «بدور المؤسسة العسكرية في ظلّ الظروف الراهنة»، مشدّداً على «ضرورة استمرار دعمها لتمكينها من تنفيذ مهماتها في حفظ أمن لبنان واستقراره». من جهة أخرى، شكر العماد عون دولة قطر بشخص الأمير تميم بن حمد آل ثاني «على الدعم المستمر للمؤسسة».
ولفت عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب هادي أبو الحسن، الى أن «زيارة الموفد القطري أتت بالتنسيق مع السعودية، ولن تكون يتيمة وتأتي في سياق جولة استطلاعية وجمع معطيات»، كاشفاً أنه «في لقاء كليمنصو حصل تبادل أفكار لكن لم يتطرّق الى الأسماء».

من جهتها أفادت قناة «أم تي في» بأن جعجع قال للموفد القطري إنّ ما نقوله في الغرف المغلقة نفس الذي نقوله بالعلن، ونحن لن نقبل برئيس ممانع. وذكرت بأنّ «جعجع أكد أنّ «موقفنا واضح من ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وجرّبنا أسلوبهم بالحكم»، لافتاً الى أنّ «فرنجية هو استكمال لعهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ولن نسمح بابتزازنا».

وأشار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب الى أن «الاهتمام القطري في لبنان يعود الى حرب تموز 2006 والمساعدات التي قدّمتها للبنان آنذاك واتفاق الدوحة»، ولفت في حوار مع برنامج «بديبلوماسية» على قناة «أو تي في» الى أنّ «دوحة 2 يحتاج الى توافق داخلي أولاً وتسوية سياسية لبنانية ولكن لا بصيص نور لتسوية حتى الساعة»، ولفت الى أنّ «الولايات المتحدة داعمة لمسار الاتفاق الإيراني السعودي ولجولات المفاوضات بين الطرفين في بغداد، لكن لا يبدو أنّ هناك ارتياحاً أميركياً لهذا الاتفاق لا سيما أنه وُقع في الصين، ورغم تأكيد المبعوثة الأميركية باربرا ليف أنّ السعودية أبلغت واشنطن قبل توقيع اتفاق بكين».

وأشارت أوساط سياسية لـ «البناء» إلى أن «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو الأوفر حظاً في لائحة المرشحين، إلا أنه يواجه تعقيدات داخلية وخارجية لا سيما العقدة السعودية والعقدة المسيحية، لكن الفرنسيين مصرّين على إنهاء الفراغ الرئاسي ولا يجدون مرشحاً يملك دعم وتأييد عدد من الكتل النيابية من ضمنهما كتلتا الثنائي حركة أمل وحزب الله سوى فرنجية في ظلّ عجز قوى المعارضة عن الاتفاق على مرشح موحد».
ووفق معلومات «البناء» فقد أبلغت باريس فرنجية بوجود التزامات سعودية يجب معالجتها لتسهيل وصوله الى بعبدا، مشيرة الى أنه «إذا تمكّن فرنجية من تذليل هذه العقد سيتمكن من الوصول الى كرسي بعبدا، لا سيما أنه في حال حظي بدعم السعودية قد تتأثر بعض القوى السياسية المسيحية وتنزل الى المجلس النيابي لتأمين النصاب فيما تتكفل كتلتا جنبلاط والاعتدال الوطني بتأمين أكثرية الـ 65 صوتاً».
ولفتت الأوساط السياسية إلى أنه إضافة إلى الشروط أو الضمانات التي تطلبها السعودية، فإنّ الفرنسيين يضعون على جدول أولويات أيّ رئيس الإصلاحات الاقتصادية والمالية لفتح باب المساعدات الدولية أكان الجهات المانحة أو صندوق النقد الدولي». وشدّدت الأوساط على أنه «لن يكون هناك انتخاب رئيس من دون الدعم والتغطية السعودية، وفي الوقت نفسه لا رئيس من دون موافقة حزب الله، وهذا التوازن السلبي سيأخذ البلد على فراغ طويل قد يمتدّ لسنوات أو سيؤدي الى تسوية قريبة، لأنّ الوضع الاقتصادي والمالي لم يعد يحتمل»، مرجّحة خيار التسوية بظلّ الإنفراجات والمصالحات الاقليمية والمتغيرات على الساحة الدولية».

وعلمت «البناء» أنّ خط التواصل الفرنسي ـ الإيراني مفتوح والحوار الفرنسي مع حزب الله على كافة المستويات لم ينقطع لتذليل العقبات أمام انجاز التسوية الرئاسية.
في المقابل اعتبر مرجع ديبلوماسي رفيع لـ «البناء» أنّ الاتفاق السعودي الإيراني خطوة كبيرة سيظللّ كامل المنطقة ويضمن مصالح كافة الأطراف الإقليمية من إيران والسعودية والخليج واليمن والعراق وسورية لكن لا مؤشرات واضحة لانعكاس هذه الأجواء الإيجابية سريعاً على الملف اللبناني والعقدة الرئاسية مستمرة تتمثل بعدم قدرة المجلس النيابي على إنتاج رئيس بسبب التوازن السلبي في المجلس، إذ لا فريق حزب الله والثنائي قادر على انتخاب رئيس ولا القوى المعارضة اتفقت على مرشح واحد، وبالتالي لا يستطيع طرف تأمين الأكثرية النيابية ونصاب الثلثين لانعقاد الجلسة»، وأكد المرجع بأنّ الملف اللبناني لم يبحث في بكين وبغداد بل بحث في قضايا تهمّ البلدين أكثر من البلدن الأخرى كون لبنان لا يشكل خطراً على الأمن والاستقرار الاقليمي».

وعشية الخلوة الروحية النيابية التي دعا إليها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في بكركي، استقبل الراعي سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو التي لفتت الى «توحيد الجهود للوصول الى مخرج للأزمة في لبنان وتحديداً الأزمة السياسية، وفي إطار الحوار المتواصل الثابت والموثوق مع غبطته ونحن نقدر دوره البناء لإيجاد حلّ».
وفي حين أفيد عن لقاء عقد بين فرنجية وقيادة حزب الله للتباحث بنتائج زيارة فرنجية الى باريس، علمت «البناء» أنّ المداولات بين فرنجية والفرنسيين أحيطت بكتمان شديد ولم تسرّب معلومات دقيقة عن فحوى الاجتماعات التي عقدها فرنجية.

لفتت مصادر تيار المردة لـ «البناء» الى أنّ «زيارة فرنجية الى فرنسا جاءت في السياق الطبيعي وكانت مقرّرة سابقاً علماً أنّ فرنجية يزور فرنسا مرات عدة في العام، وجرى تشاور في القضايا الداخلية والعراقيل التي تعترض انتخاب رئيس»، نافية الكثير من التحليلات التي تروّج عن فيتو سعودي على فرنجية، مؤكدة على العلاقة المميّزة بين فرنجية وكلّ الدول العربية وعلى رأسها السعودية، كاشفة أنّ اللقاء حصل مع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، ولم يحصل لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيرة الى أنّ «الفرنسيين يقومون بحوار مع كافة الاطراف الفاعلة على الساحة اللبنانية ومن بينهم فرنجية كونه مرشحاً طبيعياً لمعالجة أزمة أكبر من لبنان تتعلق بالصراع الاقليمي منها الملف النووي والحرب في اليمن وسوريا وغيرها».

على صعيد آخر، حدّد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي مواعيد إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في كافة دوائر المحافظات والأقضية، حيث حدّد في دوائر محافظتي لبنان الشمالي وعكار موعد يوم الأحد الواقع فيه 7 أيار 2023، أما في دائرة محافظة جبل لبنان فيوم الأحد الواقع فيه 14 أيار، بينما في دوائر المحافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل في 21 أيار، على أن يكون الموعد في دوائر محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية في 28 أيار.

قضائياً يعود الوفد القضائي الفرنسي الى بيروت في ٢٤ نيسان الحالي وقد طلب في الاستنابة القضائية التي أرسلها الى القاضي شربل ابو سمرا الاستماع الى رجا سلامة وماريان حويك في 25 نيسان الحالي.
وفيما علمت «البناء» أن لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع بسبب الخلاف على الدراسة المالية التي أعدها وزير المال للواقع المالي والاقتصادي ومعالجة أزمة القطاع العام، شدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على أنّ "حكومتنا تقوم بتسيير الأعمال وتصريفها ضمن الحدود الدنيا المتاحة دستورياً، وتقوم بدور الحافظ للكيان والمؤسسات، ولكن تمادي القوى السياسية في إهمال واجباتها الدستورية، يضع البلد أمام خطر الانحلال الكامل، وهو أمر لن نقبل بتحميلنا مسؤوليته نيابة عن الآخرين”.

النهار: هل دخلت “العقوبات” على خط الأزمة الرئاسية؟

: لم تخرج الخلاصات المجمعة عن جولة وزير الدولة في وزارة خارجية دولة قطر محمد بن عبد العزيز الخليفي على المسؤولين الرسميين والقادة السياسيين في لبنان عن الدوامة التي تطبع ازمة الاستحقاق الرئاسي في ظل اقتراب الشغور الرئاسي من شهره السادس، بمعنى عدم تلمس أي إمكانات لاختراق الازمة بعد لاي تحرك خارجي معني بالتعامل معها. ومع ان هذه الخلاصة تختصر حال الانسداد السياسي المستمرة في الداخل، فانها لم تحجب أهمية الطابع الشمولي الذي اكتسبته جولة الموفد القطري والذي بدا واضحا انه من خلال لقاءات اليومين التي اجراها في لبنان ترك انطباعا واضحا على مرونة الدور الذي تلعبه بلاده وإمكانات توظيفه في الاضطلاع بمزيد من التحركات لحض الافرقاء اللبنانيين على الذهاب الى فتح صفحة متغيرة في الازمة من خلال التعامل بمرونة مع أفكار التسوية ومعادلات التسوية حول اختيار الرئيس الذي يحتاج اليه لبنان ويحظى بقوة دفع من المنظومة العربية والدولية. وإذ بدا ثابتا ان الموفد القطري حرص على إضفاء طابع وضع قدرات بلاده في تصرف أي اتجاه للتوافق اللبناني على خطوات انقاذية تنطلق من انتخاب رئيس الجمهورية، فان عدم تطرقه الى موضوع أسماء المرشحين لم يبدد دلالات تخصيصه لقائد الجيش العماد جوزف عون بلقاء اسوة بلقاءاته كبار المسؤولين الرسميين والقادة السياسيين الامر الذي اكتسب ابعادا حيال ما يتردد دوما عن تاييد الدوحة لترشيح قائد الجيش.

وقد دخل على خط الاجتهادات الرئاسية التطور المتصل بإعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على الاخوين ريمون زينة رحمة وتيدي زينة رحمة في ملفات فساد الفيول والكهرباء ( تفاصيل الخبر في مكان اخر) المعروفين بانهما وثيقي الصلة برئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية. وذهبت الأوساط الداخلية في معظمها الى عدم عزل، بل وربط توقيت هذا الاجراء بتطورات ترشيح فرنجية بما يشكل إيحاءات سلبية أميركية محتملة حيال فرنجية الذي سبق له قبل سنتين ان اعلن بوضوح وثوق صداقته وعلاقته بالاخوين رحمة وعائلتهما بإزاء نزاع قضائي في ملف فيول فاسد استهدفهما آنذاك وانفجر معه خلاف حاد بين فرنجية و”التيار الوطني الحر”. ويشار الى ان سابقة فرض عقوبات أميركية على النائب جبران باسيل وسواه كانت تبرر اميركيا بانها ترتبط مباشرة بملفات فساد وليس بخلفيات سياسية للذين فرضت عليهم العقوبات.

لقاء بيت عنيا

وفيما بدت لافتة ايضا الحركة الناشطة للديبلوماسيين الغربيين عشية لقاء الصلاة للنواب المسيحيين في “بيت عنيا” في حريصا اليوم، لا سيما السفيرة الفرنسية آن غريو والاميركية دوروثي شيا وممثلة الامين العام للامم المتحدة يوانا فرونتسكا، أدرجت زيارتا غريو وشيا للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي عشية هذا اللقاء في ابداء الدعم الفرنسي الأميركي المشترك للدور المحوري الذي يضطلع به البطريرك في دفع النواب وحضهم على تجاوز ازمة الأشهر الماضية بل وتشجيعه ضمنا على الاندفاع في اتخاذ مزيد من المبادرات لتحريك الجمود الذي يحوط بأزمة الفراغ الرئاسي. ومع ذلك أثيرت تساؤلات عشية “اللقاء الروحي” للنواب المسيحيين ابرزها عما اذا كان البطريرك الراعي لن يفوت فرصة تلبية عدد كبير منهم الدعوة لاطلاق موقف نوعي يرقى الى مستوى مبادرة نوعية جديدة ولو ان كل الإجراءات المتخذة في تنظيم هذه الخلوة بما فيها ابعادها عن الاعلام تستبعد مثل هذا الاحتمال نظرا الى حصرها بالطابع الديني الروحي.

وقد إستقبل البطريرك الراعي قبل ظهر امس في بكركي، سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو التي لفتت الى “توحيد الجهود للوصول الى مخرج للازمة في لبنان وتحديدا الازمة السياسية، وفي اطار الحوار المتواصل الثابت والموثوق مع غبطته ونحن نقدر دوره البناء لإيجاد حل”. وتابعت “تبادلنا الآراء حول الوضع واكدنا مشاركتنا في جميع الجهود لإيجاد حل توافقي في هذا البلد لأن اللبنانيين اليوم بحاجة الى اجابات ملموسة على تساؤلاتهم وهذا من مسؤولية قادتهم السياسيين”.

اذن ملأت فراغ المشهد السياسي الداخلي لقاءات اليوم الثاني من جولة وزير الدولة في وزارة خارجية دولة قطر محمد بن عبد العزيز الخليفي والوفد المرافق، اذ بدأت بزيارته الى اليرزة للقاء قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه. وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. ونوّه الوزير الخليفي “بدور المؤسسة العسكرية في ظل الظروف الراهنة”، مشددًا على “ضرورة استمرار دعمها لتمكينها من تنفيذ مهماتها في حفظ أمن لبنان واستقراره”. من جهة أخرى، شكر العماد عون دولة قطر بشخص الأمير تميم بن حمد آل ثاني “على الدعم المستمر للمؤسسة”. ثم توالت لقاءات الوزير القطري فشملت كلا من رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في ميرنا الشالوحي فرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، ومن ثم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في بنشعي، علما انه كان التقى مساء الاثنين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس كتلة اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط ، كما التقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومن ثم رئيس “الحزب الديموقراطي اللبناني ” النائب السابق طلال أرسلان.

قطربشارة الراعي

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة