خاص العهد
محاميات حزب الله: أعمدة حقوقية في القضاء اللبناني
لطيفة الحسيني
المرأة ركنٌ أساسيّ في عمل حزب الله. كما في كلّ محافل الجهاد وخدمة المُستضعفين، يبرز المجال القانوني والقضائي في لبنان كمسرحٍ على خشبته تُبرهن المُنتسبات الى خطّ المقاومة قُدرتها ودورها الفعّال. عنوان المهمّة انتزاعُ العدالة بالحقّ. لأجل ذلك، التسلّح بالكفاءة المدعومة بالعلم أداةٌ لإنجاز الرسالة وإتمامها.
تحدياتٌ كثيرة أمام محاميات حزب الله. أن يكنّ على خارطة العمل الحقوقي والقانوني وسط ظروف لبنان العصيبة وحساباته ذلك وحده مَشقَّة. بحجابهنّ الإسلامي، يقرّرن أن ينصرن من يُطابق المعايير القانونية والشرعية في دعواه، ويتابعن المسار حتى استرداد حقّه.
معركةٌ حقيقية تخوضها محاميات حزب الله، منذ الالتحاق بتجمّع المحامين الى تسلّم الدعاوى القضائية وحتى الوصول الى النهاية المرجّوة. نحو 15% من التجمّع محاميات لامعات والأعداد الى ازدياد، فماذا يقلن لموقع "العهد" الإخباري عن نشاطهن؟
المحاماة رسالة والانتساب الى خط حزب الله عزّ
المحامية بالاستئناف تمام نور الدين مُنتسبة الى تجمّع محامي حزب الله منذ العام 2005. تُعتبر من الناشطات الاجتماعيات على صعيد العمل المناصر للمرأة والطفل على حدّ سواء، فهي عضو في لجنتي المرأة وحقوق الطفل والأحداث في نقابة المحامين، وعضو أيضًا في معهد حقوق الإنسان في النقابة.
هاتف نور الدين لا يهدأ. على مدار الساعة تتلقّى مُراجعات قانونية واستفسارات في قضايا عقارية وجزائية وتجارية ومالية تتولّاها، فضلًا عن دعاوى أحوال شخصية ومحاكم عسكرية تتسلمها أحيانًا، غير أنها تضع خطًا أحمرَ لما لا يمكن أن تتجاوزه وفقًا لمبادئها: قضايا المخدرات والقتل.
نور الدين تتحدّث لـ"العهد" عن طبيعة عملها الحقوقي المُلتزم في الوقت نفسه بخطّ سياسي واضح، فترى أن الانضمام الى تجمّع محامي حزب الله يعني الاقتناع بقضية تشكّل وسام شرف وعزّة على صدر المحامي لا تُعيق أيّة مهمة موكلة إليه، وذلك بناءً على قاعدة أن المحاماة رسالة وليست مهنة للدفاع عن الحقّ.
بحسب نور الدين، المحاميات في حزب الله يمتلكن كفاءات مهمّة وخبرة طويلة، ويمثّلن نوعية لا كمية تفوز بثقة الموكّلين الذي يختارونهن للدفاع عنهم في دعاويهم، لهذا يمكن القول إن المهارات التي يحتضنها التجمّع هي التي تستقطب الموكّلين وترفع نسبة الإقبال عليه.
وعن المعايير التي تضعها من موقعها كمحامية مُلتزمة بخطّ ديني وسياسي، توضح نور الدين أن كلّ دعوى تصل إليها ويُطلب منها تسلمها تُخضعها للتدقيق الشرعي والقانوني، ما يتطلّب التأكد من المُستندات التي تُثبت أحقيّة الدعوى، وما اذا كانت تتضمن افتراءً أو تجنّيًا أو ظلمًا أو كذبًا.
محاميات حزب الله في الواجهة
تغريد الحاج، زميلة نور الدين في التجمّع أيضًا منذ 8 سنوات. في العام 2002 أصبحت رسميًا محامية بالاستئناف. اليوم تُراكم سنوات تجربتها في القضايا المدنية والعقارية والمالية، وأحيانًا في الدعاوى الشرعية.
تقول الحاج لـ"العهد" إن حزب الله يحتضن المحاميات في التجمّع عبر إخضاعهن للورشات الدورية وإبراز جدارتهن وأهليّتهن القانونية في الإعلام، والمساواة الكاملة بينهن وبين المحامين، فهنّ يُشاركن في كلّ النشاطات النقابية والانتخابات والندوات الإعلامية والمناسبات كالمُحامين تمامًا.
وإذ تلفت الى أن علينا محاربة كلّ هذه الموجة ضدّ حزب الله من مواقعنا المختلفة، تُبيّن أن هناك إقبالًا على توكيل محاميات محسوبات على خطّ حزب الله للثقة التي يتمتّع بها هذا النهج، وبطبيعة الحال مجتمع حزب الله سيتّجه الى محاميه، وتشير في الوقت نفسه الى أن الأداء الجيّد للمحامية هو ما يزيد الاعتماد عليها.
الصعوبات التي تواجه المحاميات في الجسم القضائي تُقسّمها الحاج الى اثنتيْن: الأولى كانت في بدايات عملهنّ وهي الحجاب ونظرة الموظفين والقضاة سابقًا الى المحامية المُحجّبة التي لم تكن بالمستوى المطلوب، لكنّ الحجاب رغم ذلك لم يعرقل أيّة مهمّة ومع الوقت تغيّر الوضع مع ارتفاع أعداد المحاميات المحجّبات.
ثانية التحدّيات وفق الحاج هي الانتساب الى خطّ سياسي معروف وواضح، ولا سيّما أننا في دولة غير إسلامية وهذا النهج يُحارب من كلّ الجهات. اليوم تبدّلت الظروف وقطعنا أشواطًا كبيرة.
أحوال الأمس اذًا تغيّرت لصالح المرأة المحجّبة والفاعلة في المجتمع والمِهن على اختلافها. من هنا تشدّد الحاج على أن "لدينا في تجمّع محامي حزب الله طاقات ومحاميات ذوات خبرة ووجوها جديدة تنضمّ الى صفوفنا". الواقع القادم يصبّ لما ينفع الناس ويخدمهم في حقوقهم من قبل أهل للثقة.
وحدة المهن الحرة في حزب اللهالقضاءتجمع المحامين في حزب اللهنقابة المحامين
إقرأ المزيد في: خاص العهد
05/12/2024
الحياة تعود إلى النبطية من تحت ركام العدوان
02/12/2024