طوفان الأقصى

#جماعة_82

عن
09/11/2021

عن "جماعة ٨٢"

ليلى عماشا

وإنّ تحدّث الجمع عن خلل في موازين الحرب، عن لوازم وشروط القتال، عن معايير المواجهة "الواقعية"، عن التركيبة المنطقية للصراع، حدّث عن عماد.
حدّث عن جهاد.
عن "الدحنون" وعن "بو حسن".
عن فتية آمنوا بربّهم، بربٍّ حزبه يغلبُ.

إن قال قائلٌ لا تدخلوا الحرب إلّا بعتاد يوازي عتاد العدو، حدّث عن الحقّ إذ تجسّد في رجالٍ، وواجه بالرصاص الدبابات.

إن وصف المستسلمون حربك بالجنون، أرهم جنون قلوب تقفز على حواف أعمارها كي تبلغ الرجولة وتقاتل، وقل لهم أن يلملموا من دروب المجانين ما فاض عنهم من الحكمة، الحكمة التي سطّرت العشق ملحمة، والحرب ساحة العشاق.

حدّث الناس، كلّ الناس، عن أعين أشهرت ضوءها رصاصًا يخترق دروع التسويات، بارودًا يفخخ سواتر الهزائم، ويقتلع المخرز من جحره.

حدّثهم عن أعمار تتهادى على حافة الثامنة عشرة، ليصير الرقم تفصيلًا في حكاية رجال صنعوا الزمان بنبضهم الناطق بالحقّ، وأرادوه نصرًا يرفع عن خدّ الحدود أسلاك الدمع والقهر، ثم بقبضة من جمرٍ يزيل الحدود.
عن عزم من نسجِ الجبال، من هيبة الشمس ومن حياء القمر،
عن عشق يتوسّد صخر البقاع ويلتحف تراب عاملة ويعبر من الضاحية إلى ما بعد بعد الحكاية.

وتحدّث، بملء صوتك المذخّر بالضوء الآتي من مشيتهم ذات عتم في البلاد، عن جماعة الحبّ إذا قطفوا عن جدران المساجد رائحة يقينهم، وتسلّحوا بأرواحهم إذا استحالت الروح بندقية، ثمّ مضوا لقتال جيشٍ قيل لا يُقهر. عن شجعان حفروا بأظافر بأسهم الطريق الأوّل، ومدّوا أكفّ قلوبهم بساطًا من تراب خصب، بالدمع ارتوى، بالدم، ينمو فيه النصر وردًا أصفر كشموس تصطفُّ وتشرب الضوء من عيون العابرين في الطريق، الماضين إلى الشهادة، الأحياء الأحياء.

وتحدّث، عن سياراتهم المحملة بعبوّات النصر المظفّر وهي تعبر حاجز "الأوّلي". عن لهفات عيونهم وهي ترسم في ليلات الاجتماع، همسًا، خارطة المعارك وقواعد المواجهة، ووصايا مَن لن يعودوا.

إن حدّثك الناس عن الحبّ المصفّى، دع قلبك يجيب بأسمائهم، نبضة نبضة، طلقة طلقة، واترك له عنان الدمع إذا الدمع نطق.
حدّث، حدّث بكل ما بروحك من لغة اليقين الزلال. حدّث عن الحقّ الذي يُعرف بأهله، عن المعارك التي تعيد سرد الذاكرات، عن حكايات لم تخضع لسطوة الأمر الواقع والهزيمة الضرورة. حدّث، والمدى صوتك، عن "جماعة ٨٢".

يوم الشهيد

إقرأ المزيد في: #جماعة_82