يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

عطالله لـ
10/11/2020

عطالله لـ"العهد": العقوبات وسام شرف.. والمهللون لها عملاء حتى الموت

فاطمة سلامة

لا تحتاج العقوبات الأميركية التي فرضت على رئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل الى تفسيرات. المكتوب يُقرأ من عنوانه، وقد قرئ قبل أن يكشف باسيل المستور في مؤتمره الشهير الأحد الماضي. ذلك المؤتمر الذي وبعيداً عن سياسة المجاملات يستحق أن يُسجّل للتاريخ. لم يعتد الشعب اللبناني كثيراً على هذا الكم من الجرأة السياسية والتحرر من القيود الأميركية، لا بل فضح تفاصيل ربع الساعة الأخير ما قبل العقوبات. في لبنان، ثمّة من ينحني طائعاً وملبيا وفق سياسة "اشهدوا لي عند الأمير"، وفي لبنان من يضع مصلحته الشخصية العليا على مصالح الوطن. تماماً كما أنّ في لبنان من يعرب عن استعداده لفعل أي شيء كرمى لأجندة واشنطن وطمعاً بالرضا الأميركي. وفي ذلك، لا حرج من السير عكس التيار وانتهاك مبادئ الوطنية والسيادة والاستقلال. سفارة عوكر شاهدة على أولئك الذين باعوا الوطن. لو قدّر لجدرانها أن تنطق لكشفت عن شخصيات خانت لبنان وذهبت بعيداً في سياسة التخاذل. 

عطالله: العقوبات سياسية لإرغم لبنان

القيادي في "التيار الوطني الحر" الوزير السابق غسان عطاالله يندّد بالعقوبات الأميركية التي تصدر ضد المسؤولين اللبنانيين. يستنكر العقوبات على الوزير باسيل كما استنكر العقوبات على الوزيرين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل. يعبّر عن رفضه المطلق لهذه العقوبات –التي تعد انتهاكاً سافراً لسيادة لبنان- من حيث الشكل والمضمون. حتى المحامون الدوليون يؤكدون أن لا دولة في العالم ترضى بهذه العقوبات. برأيه، يشكل هذا النوع من القرارت الأميركية تدخلاً فاضحاً بشؤون الدول وتسلطا على الآخرين، وكأن هناك راعيا رسميا للعالم يقرر الجيد من السيئ. وفق عطالله، لو كان هناك معلومات دقيقة لدى أي دولة في العالم بإمكانها تبادل المعلومات وفق القوانين الموجودة مع الدول الأخرى سواء لناحية تهريب الأموال وتحويلها وهدر الأموال أو أي ملف آخر، والدولة المعنية هي التي تقرّر حسب القضاء الموجود لديها. 

وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، يؤكّد عطالله أنّه "بات واضحاً أن العقوبات التي تفرضها واشنطن على الشخصيات اللبنانية هي عقوبات سياسية لإرغام لبنان الدولة على القبول بأمور تُفقدها -في حال قبلت بها- المعنى الحقيقي للدولة وتخسر بموجبها كل المبادئ اللبنانية". 

وفي معرض حديثه، يذكر عطالله باللقاء الذي عقده مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، مع بعض الجمعيات اللبنانية والشخصيات حين قال إنّ أميركا هي من موّلت الثورة كاغتيال للوزير باسيل سياسياً وللعهد بشخص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وفق عطالله، هم لا يخجلون من الاعتراف بتمويل بعض الناس وبث الاكاذيب والشائعات لإلغاء شخصية أساسية تعرقل مشروع أميركا في لبنان والشرق. 

العقوبات وسام شرف

ويشدّد عطالله على أنّ هذه العقوبات وبكل فخر هي وسام شرف لنا يؤكّد أننا مختلفون عن باقي الطبقة السياسية في لبنان، فما حدث بحق الوزير باسيل يؤكد ما قلناه سابقا من أن  مشكلتنا الأساسية والحرب الدائرة علينا من الجمعيات والشخصيات والقوى في لبنان هي فقط لاختلافنا عنهم في الكثير من الأمور. فنحن منذ  تكويننا كنا أحرارا وبقينا أحراراً ولم نتآمر ولم نكن مأجورين عند أي سفارة وهذا الأمر يزعج كثيرين. نحن لا نذهب لأخذ المعلومات من أحد عندما نقرر التعامل مع حزب الله أو عند مقاربة أي ملف وطني. وللتاريخ يذكّر عطالله بما قاله الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في كتابه عن الرئيس عون أنه" لأول مرة يلتقي بمسؤول لبناني لا يقول له أعطني وقتاً لأعطيك الجواب". حينها كانت صدمة عرفات أن هناك رجلا في لبنان يأخذ قراره من تلقاء نفسه دون الرجوع الى أحد. وهنا يشدد عطالله على أن "التيار الوطني الحر" من هذه المدرسة التي لم يعتد عليها لا الفرنسي ولا الأميركي ولا أي دولة. هم اعتادوا على زعماء إقطاعيين تبدو مصلحتهم الشخصية أهم من مصلحة الوطن. زعماء يبنون علاقاتهم مع الغرب لمنافع شخصية وللسيطرة على مناطق يمتلكون نفوذا فيها لبقاء الغطاء عليهم لتوريثها لأولادهم، وهذا الأمر غير مؤمنين به أبداً يقول عطالله- بل مؤمنون ببناء دولة ومؤسسات وسنظل نقاتل من أجل قناعتنا حتى ولو "كلفتنا" حياتنا. 

بانتظار موقف واضح من كل المسؤولين في لبنان

وفي الختام، يشدد عطالله على أننا بانتظار موقف واضح من كل المسؤولين في لبنان على هذا الانتهاك الفادح من أميركا بحق مسؤول لبناني ليس بمسؤول عادي بل رئيس أكبر تكتل لبناني نيابي، وبالتالي رئيس كتلة نيابية انتخبتها أكبر قاعدة شعبية. وفق عطالله من غير المقبول أن نرى من يهلل لهذه العقوبات وكأنه يضع نفسه أمام شعب بأكمله، فباسيل لا يمثل شخصا بل شعبا انتخبه بأصوات ليست مسيحية فقط بل تضم كافة المكونات.  من المعيب أن يهللوا لهذه العقوبات لأنهم لا يقدرون أن يكونوا أحرارًا في عقيدتهم بل عملاء حتى الموت.

جبران باسيلواشنطن

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة