طوفان الأقصى

خاص العهد

حزب الله العراق يرد عبر
01/04/2020

حزب الله العراق يرد عبر "العهد" على التهديدات الأميركية: خروجهم من غرب آسيا سيكون الثمن

زينب ضاهر - قسم اللغة الانجليزية في موقع "العهد"

تطورات تصعيدية تشهدها الساحة العراقية في الأسابيع الأخيرة. أزمة انتشار وباء كورونا التي تخيّم على العالم أجمع لم تمنع الولايات المتحدة الأميركية من مواصلة عملياتها العسكرية العدوانية، حيث أشارت تقارير الى نية واشنطن استهداف مراكز الحشد الشعبي في العراق في أكثر من منطقة، يترافق ذلك مع أنباء عن نشر القوات الاميركية في العراق منظومة باتريوت، من دون إذن من الحكومة العراقية. موقع "العهد" الاخباري أجرى مقابلة بهذا الخصوص مع المتحدث باسم كتائب حزب الله ـ العراق محمد محيي، الذي أكّد "أننا كفصائل مقاومة على استعداد تامّ ونعدّ العدّة ولدينا الإرادة ومستعدّون لمواجهة كلّ التطوّرات في المرحلة القادمة، سواء لجأت الولايات المتحدة إلى عدوان أو أصرّت على البقاء في العراق رغم إرادة الشعب العراقي وتحدّت قرار مجلس النواب العراقي الذي فرض عليها أن تخرج من العراق".

المتحدث باسم كتائب حزب الله ـ العراق شدد على أن "الولايات المتحدة ارتكبت جرائم كثيرة في العراق وفي المنطقة. وربّما أكبر جريمة ارتكبتها هي جريمة اغتيال القادة. هذه الجريمة بالتأكيد لا يمكن أن تمرّ من دون أن تدفع الولايات المتحدة ثمناً، والثمن واضح جدّاً وهو ليس أن تخرج من العراق فقط، وإنما من منطقة غرب آسيا برمّتها".

وفي ما يلي نص المقابلة:

* في ما يخصّ التقارير عن منصّات الباتريوت وإرسال قوات أميركية إلى العراق، هل هي برأيكم مؤشر على ضربة أميركية وشيكة؟ وما هو ردّكم على هذه الخطوات؟

معظم التحركات الأميركية اليوم مرتبطة بمعطيات سابقة، لعلّ من أهمّها ارتفاع وتيرة عملّيات مواجهة القوات الأميركية الموجودة في العراق، وازدياد الرفض الشعبي لهذا الوجود، وبالتالي تأتي هذه التحركات كمحاولة لفرض إرادة بالترغيب وبالترهيب، تارة بالحرب النفسية وتارة بتحرّكات على الأرض، وتارة بمؤامرات، وربّما بمحاولات لضرب فصائل المقاومة وقيادات فصائل المقاومة وبعض الشخصيات الوطنية والأمنية التي تقف عادة ضدّ مخططات أميركا.

نحن نأخذ هذه التحركات على محمل الجدّ، ولا نقول إنها مجرّد انسحابات من أماكن معيّنة، وإنما هي انسحابات تكتيكية وليست حتى مجرّد إعادة تموضع، بالرغم من أن الولايات المتحدة تحاول من خلال وضع قواتها في أماكن معيّنة أن تحمي هذه القوات ربّما من ضربة قادمة فيما لو أقدمت على عمل إجرامي جديد.

ونحن في معلومات نشرناها في أحد بياناتنا، قلنا إنّ هناك نيّة لهذه القوات للقيام بإنزال عسكري على مواقع للقوات الأمنية، لفصائل الحشد أو لفصيل من فصائل المقاومة. ونحن مستهدفون بشكل واضح وصريح في معظم التهديدات الأميركية. وقد نبّهنا وحذّرنا من خطورة وتداعيات هذه العملية الإجرامية.

 الواقع اليوم هو أن الولايات المتحدة تحاول أن تفرض واقعاً سياسياً أيضاً من خلال فرض إحدى الشخصيات لتسلّم مسؤولية إدارة الحكومة العراقية ومحاولة فرضه. هذا حقيقةً كان يعتبر انقلاباً سياسياً، والولايات المتحدة تحاول أن تفرضه بالقوة العسكرية بمحاولة ترهيب القوى السياسية وترهيب فصائل المقاومة التي تعارض المخططات الأميركية في العراق. في النتيجة هناك الكثير من الأهداف التي تحاول الولايات المتحدة أن تحققها من خلال هذه التحركات المريبة التي حصلت في الآونة الأخيرة.

* هل بات العراق الساحة الأضعف كي تتمكن الولايات المتحدة من تهديده بين الحين والآخر؟

الولايات المتحدة بوجودها في العراق تهيمن على الوضع العراقي الأمني والعسكري وتعمل كذلك على الهيمنة السياسية في القرار والحكومة وكثير من الأطراف. والحقيقة أنّ لدى الولايات المتحدة أذرعًا بين بعض القوى السياسية التي تعمل بشكل واضح وصريح إلى الجانب الأميركي وتدعو إلى بقاء القوات الأميركية. وهي أيضاً منسجمة بشكل كامل مع المخططات الأميركية. هناك شخصيّات وقوى في المنظومة الأمنية العراقية العسكرية والمخابراتية تعمل أيضاً بشكل واضح مع المخطط الأميركي. وفي النتيجة العراق اليوم يعاني عدم استقرار ويعاني من ظرف خطير جداً استجدّ عليه وهو مواجهة فيروس كورونا إلى جانب عدم الاستقرار السياسي وعدم الإستقرار الأمني والتظاهرات التي حاولت الولايات المتحدة أيضاً أن تركب موجتها وأن تستغلّها لمصلحة مخططها.

كلّ ذلك يجعل العراق خاصرة رخوة ويجعل وضعه هشّاً بحيث تلعب فيه أميركا بالشكل الذي يحصل اليوم أمام العالم من محاولات لفرض إرادة بالقوة ومحاولات للسيطرة على الأرض العراقية وإنشاء قواعد عسكرية بخلاف الإرادة العراقية، ونشر صواريخ الباتريوت التي تشكّل بحدّ ذاتها خرقاً لاتفاقية النضال الاستراتيجي، وهي تشكّل أيضاً خرقاً للسيادة العراقية. وقد نبّه لذلك رئيس الوزراء المستقيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال السيد عادل عبد المهدي قبل يومين عندما قال إنّ هناك تحرّكات غير قانونية ومريبة لقوّات - لم يحدّدها ولكن كان واضحاً أنّه يقصد القوات الأميركية والقوات المرتبطة بها - على الأرض العراقية وفي السماء العراقية. وبالتأكيد فإنّ الولايات المتحدة تحاول استغلال الظرف الذي يمرّ به العراق، على مستوى مواجهة انتشار فيروس كورونا وحظر التجوال والأزمة الاقتصادية التي بدأت تضرب في النظام السياسي والاقتصادي العراقي. فالولايات المتحدة تحاول أن تستثمر في جملة هذه الأمور في محاولة منها لفرض واقع معيّن سواء كان سياسياً أو أمنيّاً.

* ما هو ردّ فصائل المقاومة العراقية في سياق التهديدات الأميركية؟

مواقف المقاومة واضحة جدّاً ولا تحتاج إلى بيان، فنحن في أكثر من موقف أعلنّا أنّ وجود القوات الأميركية في العراق بهذا الشكل هو وجود غير شرعي، وبالتالي من حقّ الشعب العراقي مقاومة هذا الوجود بالطرق التي يراها مناسبة. ونحن كفصائل مقاومة على استعداد تامّ ونعدّ العدّة ولدينا الإرادة ومستعدّون لمواجهة كلّ التطوّرات في المرحلة القادمة، سواء لجأت الولايات المتحدة إلى عدوان أو أصرّت على البقاء في العراق رغم إرادة الشعب العراقي وتحدّت قرار مجلس النواب العراقي الذي فرض عليها أن تخرج من العراق. وذلك كلّه نحن على استعداد تامّ لمواجهته بكلّ الوسائل. وقد أعلنّا ذلك بشكل واضح وجليّ. ولهذا السبب اليوم معظم الحملة التي تشنّها الولايات المتحدة موجهة بشكل مركّز على كتائب حزب الله لأنها الفصيل الذي يشكّل أرقاً للولايات المتحدة ويشكّل حجر عثرة أمام مخططاتها.

ربّما تتوهم الولايات المتحدة بأنّها إذا استهدفت كتائب حزب الله فهي تستطيع أن تنهي وجودنا، وبالتالي تنتقل إلى مرحلة الهيمنة الكاملة على العراق. وربّما تتوهّم الولايات المتحدة أيضاً أنّها بعد أن تجرّأت على اغتيال قادة النصر الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس أنها خرقت الخطوط الحمر وبالتالي ما عدا ذلك يمكنها أن تتجرأ عليه. ولكن حساباتها خاطئة ومبنيّة على رؤية غير سليمة لطبيعة الوضع في العراق، وتقييم غير دقيق لإمكانات فصائل المقاومة وخصوصاً كتائب حزب الله. نحن على يقين أنّ الولايات المتحدة إذا ما تجرأت على ارتكاب حماقة من حماقاتها فسوف تفاجأ بطبيعة الردّ وبكيفية تهيئة واستعداد جميع فصائل المقاومة العراقية وخصوصاً كتائب حزب الله، وأبناء الشعب العراقي بجميع أصنافهم، سوف تفاجأ الولايات المتحدة بكيفية المواجهة وبطبيعتها وبدائرتها الواسعة بحيث إنها لا تتوقع أن يتمّ استهداف الكثير من قواعدها في مناطق ربما تعتبر أنها آمنة.

* لطالما وجّهت أصابع الإتهام إلى كتائب حزب الله باستهداف السفارة والمراكز الأميركية، ووضعت أبرز قياداتها على لوائح الإرهاب والإستهداف. هل يشكّل هذا عائقاً لكم في عملكم المقاوم؟

كتائب حزب الله موضوعة على لائحة الإرهاب الأميركي منذ العام 2009، وهذا لن يغيّر من طبيعة عمل أو نشاط أو أهداف كتائب حزب الله. فرضت كتائب حزب الله في مرحلة الإحتلال على المحتلّ الأميركي أن يخرج وكان لها دور بارز وكبير. واليوم أيضاً تدرك أميركا أنّ كتائب حزب الله كان لها دور كبير مواجهة مخططاتها، ولذلك تركّز على الكتائب وتختلق الذرائع من أجل استهدافها حتى وإن لم تستهدف قواعدها. وقد شهدنا الكثير من الإعتداءات الإجرامية ضدّ مقاتلينا على الحدود العراقية - السورية، وكذلك في الداخل العراقي وعلى مخازن للسلاح ومواقع للتدريب ومواقع لوجود فصائل المقاومة وكتائب حزب الله.

نحن لا تهمّنا التهديدات الأميركية وهذه طبيعة عملنا، ونحن نعمل في أشدّ الظروف قساوة وتعقيداً لأننا نواجه دولة مثل الولايات المتحدة وندرك أنّ لديها إمكانات ولديها أذرعاً وندرك أنها ربما تلجأ إلى أساليب الإستهداف، ولكن بالنتيجة هذا يزيدنا عزيمةً وإرادةً وقوةً. وربّما كلّما تزداد أمريكا بالضغط على الشعب العراقي تزداد المقاومة في المقابل شراسة وعزيمة. وتدرك الولايات المتحدة أيضاً في الوقت نفسه أنّ الشعوب عندما تضطرّ إلى المقاومة وعندما تتعرّض إلى التهديد، ستكون بالقوة التي تفرض على أكبر قوة في العالم أن تخضع لإرادتها، وهذا ما حصل عندما احتلّت أمريكا العراق عام 2003، حين كانت فصائل المقاومة إمكاناتها محدودة وعددها محدودا، وكانت الولايات المتحدة في أعظم أحوالها حيث كان عديد القوات الأميركية 250 ألفاً. اليوم المعادلة معكوسة فعدد القوات الأميركية أقلّ وإمكانات فصائل المقاومة أكبر وأوسع وأكثر خبرة. والأرض لنا، والحق لنا وبالتالي المعادلة لصالح فصائل المقاومة في جميع الأحوال.

* ماذا عن تزامن التهديدات الأخيرة مع زيارة الجنرال قاآني إلى العراق؟

التهديدات مستمرّة منذ زمن طويل ونحن مستهدفون منذ ما قبل استهداف الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس، وقد استهدفت مواقعنا في الحدود العراقية - السورية أكثر من مرّة. حتى في العام الماضي كان هناك استهداف راح ضحيّته العشرات من أبنائنا الشهداء من دون أن يكون هناك مبرّر وتملّصت الولايات المتحدة في حينها من المسؤولية وقالت إن الطائرات ربما تكون "إسرائيلية". نحن على لائحة الإستهداف الأميركي منذ فترة طويلة ولم تتغيّر هذه المعادلة وسوف تستمرّ إلى أن نفرض على الولايات المتحدة معادلة الخروج. نحن نقرأ الساحة العراقية وفق معطياتها ونتعامل معها ضمن واجبنا وضمن خبرتنا الواسعة في مواجهة تحدّياتها منذ العام 2003 ولحدّ الآن.

* هل نحن في سيناريو الحرب المفتوحة أم حرب الإستنزاف لطرد الأميركي من المنطقة؟

اذا أصرّت الولايات المتحدة على البقاء في العراق فهي تفرض معادلة المقاومة. والمقاومة بدأت منذ أن أدركنا أنّ أمريكا لديها مخطّط البقاء، وطالبنا الحكومة العراقية ومجلس النواب والقوى السياسية باعتماد الأطر الدبلوماسية والسياسية والضغط باتّجاه إخراج هذه القوات وفق الأسس التي تراها الحكومة مناسبة. ومضى هذا الخيار حتّى تمّ إقرار قرار مجلس النواب العراقي، ولكن من الواضح أنّ الولايات المتحدة رفضت هذا القرار ولم تعترف به ولم تحترمه، ولم تحترم طلب الحكومة العراقية للأمم المتحدة بإنهاء دور التحالف الدولي في العراق. وكان التحدي واضحاً، وهذا يعني الإصرار الأمريكي على البقاء، وهذا بالنتيجة سيؤدي إلى وجود مقاومة. ونحن قد أعلنّا ذلك بشكل صريح إذا لم تخرج الولايات المتحدة من العراق فسوف تواجه بمقاومة من أبناء الشعب العراقي وفصائل المقاومة وهذا حقّ مشروع.

* ماذا تحدّثنا عن عزم الحشد الشعبي على إنهاء الوجود الأميركي في المنطقة؟

لقد ارتكبت الولايات المتحدة جرائم كثيرة في العراق وفي المنطقة. وربّما أكبر جريمة ارتكبتها هي جريمة اغتيال القادة. هذه الجريمة بالتأكيد لا يمكن أن تمرّ من دون أن تدفع الولايات المتحدة ثمناً، والثمن واضح جدّاً وهو ليس أن تخرج من العراق فقط، وإنما من منطقة غرب آسيا برمّتها.
وفي هذا الأمر نحن جزء من محور المقاومة الذي وضع هذا الهدف نصب أعينه. وساحة عملنا في العراق هي الساحة الأكثر أهمّية باعتبار الوجود العسكري المباشر فيها الذي يفصل ما بين الجمهورية الإسلامية وسوريا وحزب الله في لبنان. تبقى المقاومة العراقية في المنتصف، وبالتالي علينا مسؤولية كبيرة، وقد بدأت هذه المسؤولية، وبدأنا بتنفيذ هذا الهدف الكبير، وسوف نصل إليه إن شاء الله. والولايات المتحدة تدرك أنّ هذه المقاومة مصمّمة على هذا الهدف ولذلك باتت اليوم أكثر شراسة وتحاول أن تنهي المقاومة في العراق متوهّمةً أنها الحلقة الأضعف، أو أنها لا تستطيع المواصلة. ظروف العراق تختلف عن ظروف لبنان وظروف سوريا وظروف الجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبار أنّ هناك أطرافًا تقف إلى جانب أمريكا، ولكن مع هذه الظروف ومع هذه التعقيدات نحن ماضون في تحقيق هذا الهدف، ونحن جزء من تحقيقه. ومهما حاولت الولايات المتحدة فلن تستطيع أن تثنينا عن هذا الهدف.

الحشد الشعبي

إقرأ المزيد في: خاص العهد