خطاب القائد
الإمام الخامنئي: التطبيع من أكبر الخيانات للمسلمين اليوم
أكد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن أهمّ أسباب معاناة وآلام الأمة الاسلامية في الوقت الحاضر هي تفرّق المسلمين، والاختلاف عندما يحصل فإنه سينجر بالضرورة الى الخضوع والذلة.
وخلال كلمته اليوم الجمعة بمناسبة المولد النبوي الشريف وولادة الامام الصادق (ع) أثناء استقباله مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية إضافة الى الوفود المشاركة في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية، قال سماحته إن الأعداء يعملون الآن على إخراج الكيان الصهيوني وهذه الخلية السرطانية من عنوان العداء، وافتعال المزيد من الخلافات بين دول المنطقة. مشدّدًا على أن عمليات التطبيع هذه واحدة من أكبر الخيانات للمسلمين الآن.
ورأى الإمام الخامنئي أن "العدو يروم اليوم إلى النقطة المقابلة للوحدة بين المسلمين"، وأردف "لقد صنعوا بذرة فاسدة لخلية سرطانية في هذه المنطقة باسم الكيان الصهيوني ليكون المقر الغربي لعدو الإسلام.. جلبوا الصهاينة القتلة والعديمي الرحمة وأسكنوهم في فلسطين المظلومة وأنشؤوا حكومة مزيفة لهذا العمل".
الإمام الخامنئي شدّد على أن "المراد من الوحدة بين المسلمين أن تكون في حماية مصالح الأمة الإسلامية". وقال "أولاً دعونا نحدد أين مصالح الأمة، ومَن يجب أن نُعادي، ومَن نُصادق... يجري الاتفاق على هذه التوجهات عبر المحادثات. هذا هو المراد: العمل معاً ضد مخططات الاستكبار"، وأضاف "قلتُ ذات مرة: التشيع البريطاني والتسنن الأمريكي روّج بعضهم كذبًا أن التشيع البريطاني يعني الشيعي الذي يسكن في بريطانيا. كلا، المقصود هو الاستلهام من بثّ بريطانيا الفرقة، أي التشيع المفتعل للنزاع والتسنن المفتعل للنزاع".
ونبّه الى أن "الشخص الذي يصنع الخلاف في العالم الإسلامي يخدم العدو"، وتابع "لقد تصرفنا بحزم مع من كانوا يجرحون مشاعر الإخوة من أهل السنة ظناً منهم أنهم يناصرون التشيع. يجب أن يصير هذا حالة عامة. بالطبع، يوجد تطرّف لدى الجانبين".
سماحته بيّن أن "الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس فقط تكريمًا لهذه الذكرى، بل الاحتفال يعني أخذ الدروس لجعل رسول الله (ص) قدوة لنا"، معتبرًا أن "شخصية الرسول الأكرم (ص) شخصية فريدة في كل عالم الوجود، ويمكن رؤية عظمة الحق تعالى في جميع مراحل حياة ذلك النبي العظيم (ص)"، وأضاف "من الدروس التي نستشفيها من حياة النبي (ص) تتجلى في قوله تعالى "لَقَدْ جَاءَکُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْكم بِالْمُؤْمِنِینَ رَءوفٌ رَّحِیمٌ"، وهنا أريد التوقف عند عبارة (عزيز عليه ما عنتم) ومعناها: إذا تألمتم فإن الرسول يتألم".
وأوضح الإمام الخامنئي أن "هذه الآية لا تخصّ فقط المسلمين المعاصرين للنبي (ص)، بل هي خطاب لجميع المؤمنين على مرّ التاريخ، فاذا كان المسلمون اليوم في فلسطين وميانمار ويعانون ويتألّمون، فليعلموا أن الروح الطاهرة للنبي الاكرم تتألم لألمهم".