نصر من الله

خطاب القائد

النص الكامل لكلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع أعضاء الحكومة الثالثة عشرة
13/07/2024

النص الكامل لكلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع أعضاء الحكومة الثالثة عشرة

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي النص الكامل لكلمة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بتاريخ 07/07/2024 في لقاء مع أعضاء الحكومة الثالثة عشرة. وقال الإمام الخامنئي أن الشهيد السيد رئيسي كان لا يتعب ويسعى دائما من أجل الناس، إضافة إلى اتصافه بالصبر والتواضع والحلم والمداراة.

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين، [ولا] سيّما بقية الله في الأرضين.

أهلًا وسهلًا بكم أيها الإخوة الأعزاء والأخوات الكريمات. هذا اللقاء، وكما جرت العادة مع سائر الحكومات، هو لقاءٌ أُقدّم فيه شكري للمسؤولين والأصدقاء وأعضاء الحكومة. هنا، نفتقد بيننا حضور رئيسنا العزيز، السيّد رئيسي. لكن وفق معتقداتنا فإنّ أرواح المؤمنين الطيّبة، وخاصّة الشهداء، هي ناظرة، وحاضرة، وترى وتسمع. وفي الواقع، إنّ سماحته يطّلع أيضًا على شكرنا وتقديرنا له.

إنّه لقاءٌ من أجل تقديم الشكر؛ نرجو الله المتعالي أن يتقبّل منكم هذه الجهود، إن شاء الله. إنّ ما أنجزتموه في كفّة، وما نوَيتم أن تنجزوه في كفّة أخرى؛ فهو على نفس القدْر من الأهمّيّة. أي، لقد كنتم عازمين في ما بقي من عمر الحكومة على تنفيذ أعمالٍ ومشاريع؛ هذا أيضًا له أجره عند الله المتعالي. أسأل الله أن يوفّقكم ويعينكم على مواصلة هذه الخدمات. بطبيعة الحال، ستكون هناك تغييرات في التركيبة الحكوميّة، لا شكّ في ذلك، لكنّ خدمة الناس لا ينبغي أن تكون فقط ضمن إطار هذه العناوين المعيّنة في إدارات محدّدة، بل ينبغي أن تكونوا مستعدّين للعمل والخدمة في جميع الظروف والحالات. فلتخدموا البلاد، ولتعملوا من أجلها، فإنّكم قادرون [على ذلك] ولله الحمد.

كانت حكومة المرحوم السيّد رئيسي، رضوان الله عليه، حكومة العمل والأمل، وحكومة التحرّك في القطاعات الداخليّة والخارجيّة. ربما لم يكن سماحته أو أعضاء الحكومة يستخدمون هذه الأوصاف، لكن هذا ما كان يُشاهد ويُلمس على أرض الواقع. لقد كان سماحته مفعمًا بالأمل حقًّا، ومتفائلًا بالمستقبل، وقد كان مُحقًّا بالطبع، فقد كان عازمًا على أن يُحقّق تلك الأهداف بالتعاون معكم. في هذا السياق سأتحدّث عن ميزات المرحوم السيّد رئيسي (رضوان الله عليه) التي تحضرني [الآن]. بالطبع ما ذكره السيّد مخبر كان حسنًا جدًا إنصافًا، وقد ذكر الكثير من الجوانب المهمّة، و – أنا العبد – بدوري سأذكر بعض الموارد أيضًا.

برأيي، إنّ من أهمّ ميزات السيّد رئيسي أنّه كان شعبيًّا. وهذا أمر يجب أن يُمثّل قدوة لنا جميعًا؛ للحكومات، ولرؤساء الحكومات، ولأعضاء الحكومات. كان يهتمّ للناس، ويكنّ لهم الاحترام. كان يحضر بين الناس، ويتلمّس الحقائق من خلال الحضور بينهم، وينصت إلى حديثهم، ويجعل احتياجاتهم الركيزة في خططه. هكذا كان سماحته، فحلّ مشكلات الناس هو المحور في خططه وأعماله والخطوات التي يُقدم عليها والمؤشرات التي يأخذها بعين الاعتبار. بطبيعة الحال، قد يُثمر بعضها، ولا يُثمر بعضها الآخر، لكن هذه الأمور شكّلت الركيزة لأعماله. هذا ما كنا نشهده دائمًا خلال الحوارات في جلساتنا.

 

وهذا تمامًا ما يرمي إليه الإسلام. أيْ أن «تكون مع الناس». ففي الرسالة المشهورة التي تضمّنت «عهد» أمير المؤمنين (عليه السلام) لمالك الأشتر يقول (عليه السلام): فلتكن أفضل الأعمال وأحبّها إليك هذه الأمور... ويذكر أمرين أو ثلاثة، منها: «أَجْمَعُهَا لِرِضَى الرَّعِيَّةِ». ينبغي أن يكون أحبّ الأعمال إليك هو العمل الذي ينال رضى جمهور الناس؛ فلتسعَ وراء هذا الأمر. والمقصود بـ«الرعيّة» - الذي يجري التعبير عنه في كلام أمير المؤمنين بـ«الرعيّة»، وأحيانًا بـ«العامّة» - هو جمهور الناس مقابل قُرر الأعيُن، إذْ يُعبّر الإمام (عليه السلام) عن تلك الفئة من قُرر الأعيُن وأصحاب الامتيازات بـ«الخاصّة». يقول [عليه السلام]: فلتكن أفضل الأعمال وأحبّها إليك هي تلك التي يتطلّع إليها جمهور الناس، والتي تُسعدهم وترضيهم، والتي تحظى بقبولهم.

ثمّ يقول في الفقرتين أو الثلاث التالية: «وَإِنَّمَا عِمَادُ الدِّينِ وَجِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ وَالْعُدَّةُ لِلأعْدَاءِ، الْعَامَّةُ مِنَ الأمَّةِ»[2]. إنّ ما ينفعك أمام العدوّ، والذي بمقدوره أن يحقّق الوحدة والاتحاد في البلاد، هو جمهور الناس هذا؛ هؤلاء هم الذين تتوحّد البلاد باجتماعهم، وإلّا، فإنّ لكلّ من قُرر الأعيُن دوافعه الخاصّة، وكلٌّ يعمل من أجل نفسه. وعندما تتعارض الأهواء فإنها تصطدم في ما بينها، وهذا ممّا لا شكّ فيه، وهذا أساسًا يفرغ «الاجتماع» من معناه. أمّا الناس، فنعم، يمكن لعموم الناس، وجماهير الناس، أن يجتمعوا معًا، ويكونوا عُدّةً للأعداء؛ فالناس يحضرون لمواجهة العدو في أيّ ميدان.

طبعًا، لدى الإمام (عليه السلام) في تتمّة كلامه بعض الكلمات المثيرة جدًّا للاهتمام، وقد شرحتُ بعضًا منها في جلسات «نهج البلاغة» التي عقدْتُها للأصدقاء الحكوميّين على مرّ السنين. كما سأشرح الآن بعض المقتطفات منها. يقول الإمام (عليه السلام) إنّ قُرر الأعيُن هؤلاء، هم أثقل مؤونة، وأنفد صبرًا، وأقلّ الناس معونة وأبخسها، وأعناقُهم أكثر تطاولًا عند العطايا، وهم الأكثر تخاذلًا في ما يُنتظر منهم فعله، وإذا قامت الحرب لا تكاد ترى لهم حضورًا؛ على عكس ما عليه عموم الناس، وقد رأيتم نماذج لذلك في ميدان «الدفاع المقدّس»، وفي «الدفاع عن المقدّسات»، والأمور الأخرى. انتبهوا، هذا نهجٌ واضحٌ رَسَمَهُ أمير المؤمنين (عليه السلام). وقد كان السيّد رئيسي يسير على هذا النهج، ويسعى خلفه؛ هذا أمر قيّم للغاية، وحسن جدًّا، وهو أنموذج حقًّا، ويجب علينا جميعًا أن نتعلّمه. كانت هذه ميزة من ميزاته الخاصّة.

النقطة الثانية هي أنّ سماحته كان يؤمن حقًّا بالقدرات المحليّة. بالفعل كان لديه إيمان بها. نحن – طبعًا - في موارد عدّة نتحدّث مع كثير من المسؤولين خلال الجلسات واللقاءات عن قضيّة القدرات والقابليّات المحليّة، ولا أحد منهم يُعارض ذلك، لكنّ المرء يدرك مَن الذي لديه إيمان عميق وراسخ بهذه القدرات، ومَن ليس كذلك. لقد كان سماحته يؤمن بذلك حقًّا، أي إنّه كان يعتقد بقدرتنا على حلّ كثير من مشكلات البلاد، أو أغلبها، أو كلّها بنحوٍ ما، من خلال الاعتماد على القدرات المحليّة، لذلك كان سماحته يسعى [في هذا الاتجاه] أيضًا. هذه هي الخطوط المهمّة والأساسيّة التي كان ينتهجها سماحته.

النقطة البارزة الأخرى التي كانت لدى سماحته، هي الوضوح في إعلان المواقف الثوريّة والدينيّة. لم يكن يعتمد المواربة في الكلام؛ لم يكن يداري في اتخاذ المواقف الثوريّة الواضحة خشية أن يستاء الشخص الفلانيّ، أو الجماعة الفلانيّة، أو الشخصيّة الفلانيّة. أي، كان يعبّر صراحةً عن مواقفه الثوريّة التي كان يعتقد ويلتزم بها. في المؤتمر الصحفيّ الأوّل لسماحته، سألوه عمّا إذا كان سيقيم علاقات مع البلد الفلانيّ؟ فأجاب بوضوح: كلّا. أي دون مواربة وتملّص ومراوغة وأمثال هذه الأمور! كلّا! كان سماحته واضحًا في الأمور كلّها. هكذا كان سماحته بالنسبة إلينا نحن الذين رأيناه.

أمّا صفته الأخرى التي يعرفها الجميع - طبعًا - ولمسوها وشاهدوها، فهي أنّه كان لا يكلّ ولا يملّ. كنت أوصي سماحته باستمرارٍ أن يمنح نفسه شيئًا من الراحة، وكنت أذكر له نماذج عن أشخاص لم يكونوا يستريحون، وكيف تعرّضوا لاحقًا لوعكة صحّيّة، كنت أقول له عندما تجد الفرصة خذ قسطًا من الراحة؛ لكي تتمكّن من الاستمرار في العمل مستقبلًا، وإلّا سوف تنهار يومًا ما، ولا يمكنك بعدها مواصلة العمل، وكنت أكرّر قول ذلك له. فكان سماحته يجيب دائمًا: أنا لا أتعب من العمل. وحقًّا، كأنّه لم يكن يتعب، وإنّ المرء ليتعجّب من ذلك. يكون عائدًا في منتصف الليل من رحلة خارجيّة، ولديه في صباح اليوم التالي لقاءٌ عام مع الناس في المنطقة الفلانيّة - كرج مثلًا - أو في مكان ما، أو جلسة لبحث هذه المسائل أو تلك! هذه أمور مهمّة جدًّا.

هناك نقطة بارزة أخرى لدى السيّد رئيسي، وهي عدم اليأس بسبب الكلام الجارح. هذه نقطة ضعف يعاني منها كثيرون منّا، إذْ فور أن يتحرّك لسان أحدهم وينتقدنا، ينكسر قلبنا، أو نشعر بالمرارة، أو نشعر بالسوء، أنْ لماذا نُقابل بالجحود مثلًا؛ فلا ننجز المطلوب. هذا ما هو عليه الحال في كثير من الأحيان، إذْ نرغب دائمًا بمدح الآخرين لنا.

سماحته لم يكن كذلك. كانوا يوجّهون إليه الكثير من الكلام الجارح، [لكنّه] لم يكن ييأس. طبعًا لا يمكن الادّعاء أنّه لم يكن يتألّم، بلى، كان يتألّم، وفي بعض الأحيان کان يشتكي لي، لكنّه لم يكن ييأس، لم تكن تفتر عزيمته عن العمل ومتابعة الأمور. هذه أيضًا كانت إحدى الخصائص البارزة لدى سماحته.

الخصوصيّة البارزة الأخرى لدى سماحته كانت في السياسة الخارجيّة، إذ كان سماحته يراعي خصوصيّتين معًا في عرض واحد: إحداهما إقامة العلاقات، والأخرى محوريّة العزّة والكرامة. كان سماحته من أهل بناء العلاقات، فكان يتحدّث أحيانًا مع رئيس جمهوريّة أوروبيّ لساعة أو ساعة ونصف عبر الهاتف، تصوّروا! اتصالًا هاتفيًّا لساعة ونصف. كان من أهل بناء العلاقات، ولكن من منطلق العزّة، فلم يكن حادًّا وجافًّا بما يؤدّي إلى قطع [العلاقات]، و[في الوقت عينه] لم يكن يُقدّم الامتيازات كيفما كان، أو يتهاون، وما شابه ذلك. كلّا، كان ينطلق من موضع العزّة، لكنّه في الوقت نفسه مع بناء العلاقات. من هنا، رأيت أنّ عددًا من زعماء العالم البارزين، والذين يُصنّفون الآن في العالم المعاصر ضمن الشخصيّات البارزة وفي المستوى الأوّل، قد أثنوا عليه في البرقيّات التي أرسلوها إليّ بعد شهادته، فأشادوا به بوصفه شخصية بارزة. هذا مهمٌّ جدًّا، أي إنّهم لم يتحدّثوا عنه ويذكروه كرجل سياسة عاديّ، [بل] بوصفه رجل سياسة بارز. كان سماحته يؤمن بمبدأ بناء العلاقات.

كنّا قد أهملنا أفريقيا منذ أعوام طويلة، رغم كلّ التوصيات التي كانت تُقدّم بشأن أفريقيا. لكنّ سماحته تواصل مع أفريقيا، تردّد إليها، وبنى معها العلاقات.

 

 كان سماحته يؤمن [ببناء العلاقات] مع مختلف الدول، ومع جميع الدول التي تتوفّر أرضيّة بناء العلاقات معها، وينبغي بناء العلاقات معها، ففعل ذلك. كما كان يراعي الأولويّات في هذا المجال، وعلى سبيل المثال، كان الجوار يشكّل إحدى أولويّاته، فأوْلى سماحته الاهتمام لقضيّة دول الجوار.

من النقاط الأخرى لدى سماحته - والتي أشار إليها السيّد مخبر وهو محقٌّ - الاهتمام بالمشاريع الكُبرى. كان يهتمّ بالمشاريع ذات الثّقل الكبير. خذوا على سبيل المثال [مشروع] نقل المياه من البحر إلى نقاط عدّة، أو – أيضًا في قضيّة الماء هذه - نقل المياه من المسارات البعيدة إلى المدن التي لطالما انتظرتْ - منذ زمن طويل - وصول المياه إليها. لقد حلّ سماحته قضيّة [مياه] الشُّرب والزراعة لهؤلاء. كانت لديه مشاريع متنوّعة من هذا القبيل. هذه أيضًا نقطة بارزة ضمن ميزات رئيس جمهوريّتنا العزيز.

ثمة نقطة أخرى أيضًا وهي سماته الأخلاقيّة. كان متواضعًا جدًّا، وحليمًا جدًّا، وصبورًا حقًّا. وكان من أهل المداراة مع الأشخاص الذين يختلفون معه في الرأي، سواء بقي الاختلاف نظريًّا، أو تحوّل إلى خلاف عمليّ في الميدان. فكما تعلمون؛ هذه الأمور موجودة في إدارة البلاد، وسماحته كان يتردّد إليّ، ويخبرني بذلك أيضًا، ويبحث هذه المسائل معي، ويذكر بعض الأمور... كما كان يشعر بالمرارة، لكن في الوقت عينه، يُعامل أولئك الأشخاص بالرفق والمداراة. في إحدى المرّات، اختلف مع جهة معيّنة، فطلبتُ من سماحته ألّا يبدي أيّ ردّ فعل، وكان ذلك صعبًا جدًّا عليه، [لكنّه] لم يُبدِ أيّ ردّ فعل على الإطلاق، أي كان يُداري حقًّا، [بينما] لو أنّ سماحته لم يملك هذا الصّبر، وهذه القدرة على التحمّل، لحصل نزاعٌ كبير في البلاد. هكذا كان سماحته.

الخصوصيّة الأخرى هي أنّ سماحته كان من أهل الذكر والتوسّل والدعاء، وجناب [السيّد مخبر] أشار إلى هذا الأمر أيضًا. طبعًا، أنا لا أعلم ما هي الأدعية التي أشار إليها جنابه[3]، لكنّني أعلم أنّ سماحته كان من أهل الدعاء، ومن أهل الذكر، ومن أهل التوسّل والبكاء، وكان ذا قلبٍ نيّر، وعلى اتصال قلبيّ بعالم الغيب، وهذه الأمور هي التي تُنقذ الإنسان، وتدفعه إلى الأمام.

أسأل الله أن يُعلي درجات سماحته، إن شاء الله. لقد ذكرت هذه الأمور كي تُسجّل وتُدوّن كنموذج، ولكي يتّضح أنّ مَن يكون رئيس السلطة التنفيذيّة في البلاد، يمكن له امتلاك مجموع هذه الخصائص العمليّة والفكريّة والقلبيّة وأمثال هذه الأمور معًا، وأن يسعى في إثرها – هي ممكنة ويمكن لرئيس الجمهوريّة امتلاكها – وقد امتلكها سماحته، بحمد الله.

نشكر السادة الوزراء أيضًا، فقد تعاونتم وبذلتم الجهود طيلة هذه الأعوام القليلة، وساعدتم رئيس الجمهوريّة. فلو لم يكن التعاون من أصدقائه، لما استطاع سماحته حتمًا توفير هذه الإمكانات. لا يستطيع الإنسان لوحده إنجاز هذه الأعمال، فهذا يحتاج إلى فريق عمل، وقد كنتم أنتم فريق العمل هذا، وقدّمتم العون، بحمد الله. ولا بدّ لي من توجيه شكر خاصّ لشخص السيّد مخبر، من جهةٍ، لتعاونه مع السيّد رئيسي على مدى هذه الأعوام الثلاثة، «طبعًا ينبغي أن نقيم مجلس نواح كامل للسيّد مخبر [بسبب] المشقّات التي تجرّعها والمشكلات التي تحمّلها»[4]، لقد تحمّل جنابه حقًّا الكثير من المشكلات، لكنّه تعاون بنحوٍ حسن مع المرحوم السيّد رئيسي والحكومة. ومن جهةٍ أخرى، من أجل هذه الأيام الأربعين أو الخمسين الأخيرة التي كان خلالها في موقع «رئاسة الجمهوريّة بالوكالة»، فقد عمل بنحوٍ مميّز جدًّا للحقّ والإنصاف، وبذل جهودًا جيّدة، وتابع الأعمال. قيل: «يجب أن تُنجز الأعمال كافّة حتّى اليوم الأخير»، وكان جنابه [السيّد مخبر] جادًّا بالأخذ بهذا القول، بما للكلمة من معنى. وأنتم أيضًا كذلك أيّها الإخوة، فأنتم جميعًا تؤدّون ما عليكم، بحمد الله، ويجب أن تتابعوا الأعمال حتّى اللحظة الأخيرة. هذه الخصائص كلّها نماذج تُحتذى للحكومات، والرؤساء، والوزراء. أسأل الله أن يستفيد الجميع من هذه القدوة؛ أن نستفيد جميعًا، وأن أستفيد أنا العبد أيضًا.

في الختام، أجدّد شكري للناس في خصوص الانتخابات[5]، كما أتوجه بجزيل الشكر للمسؤولين الحكوميّين، ووزارة الداخليّة، ومؤسّسة الإذاعة والتلفزيون، والقوى الأمنيّة، وأجهزة الحماية، على حسن إقامة هذه الانتخابات. لقد عمل الجميع، وبذلوا الجهود، وبحمد الله، أدّت هذه الجهود إلى إقامة انتخابات عامّة دون وقوع أيّ حادث، وهذا مهمٌّ جدًّا. في أغلب الأماكن حول العالم - ولا ندّعي أن الحال كذلك في كلّ مكان، فنحن لا نحيط علمًا بكلّ مكان - تترافق الانتخابات غالبًا مع الشجارات، والنزاعات، والضرب، والقتل أحيانًا، وأمثال هذه الأمور، نظرًا للخلافات السياسيّة والفكرية القائمة، لكنّ هذا الأمر تمّ هنا مع توفّر الأمن، بحمد الله. كان هذا إنجازكم، فقد استطعتم جعل هذه الانتخابات تبلغ خواتيمها على أفضل وجه.

جرت عادتنا في هذه اللقاءات الأخيرة، أن نُهديَ كلّ شخصٍ من السادة نسخة من كلام الله المجيد، وإنّي أهدي هذه أيضًا إلى السيّد مُخبر. أسأل الله أن يحفظكم، وأن يوفقكم جميعًا ويسدّدكم ويعينكم، إن شاء الله.

والسّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته

الإمام الخامنئي

إقرأ المزيد في: خطاب القائد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة