يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

السعودية تعنّف الأثيوبيين: ضربٌ وانتهاكاتٌ بالجملة
17/08/2019

السعودية تعنّف الأثيوبيين: ضربٌ وانتهاكاتٌ بالجملة

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا للكاتب توم غاردنر قال فيه إن "الإثيوبيين في السعودية يواجهون الضرب والرصاص، في وقت زادت فيه حملات الترحيل من السعودية".

وأشار التقرير إلى أن الشرطة السعودية عندما اعتقلت الإثيوبي طيب محمد على الحدود الجنوبية، وضعت كل ما يملكه على الأرض وحرقته. 

وأوضح غاردنر أن محمد المهاجر غير الشرعي كان يحاول عبور الحدود من اليمن، بعد رحلة خمسة أيام في الأدغال، وقال في مقابلة معه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا: "طلبوا مني خلع ملابسي.. أخذوا مني كل شيء، هاتفي وملابسي ونقودي وأشعلوا فيها النيران أمامي". 

وذكر أن محمد يعد واحدا من حوالي 10 آلاف إثيوبي يرحلون كل شهر من السعودية منذ العام 2017، إذ شددت السلطات حملتها لترحيل المهاجرين غير المسجلين، مشيرا إلى أن حوالي 300 ألف مهاجر عادوا منذ آذار/مارس من ذلك العام، بحسب الأرقام الأخيرة لـ"منظمة الهجرة الدولية"، وعادوا في طائرات مزدحمة كل أسبوع إلى مطار أديس أبابا. 

ولفت التقرير إلى أن عدد المهاجرين الإثيوبيين في السعودية قبل بداية الحملة غير معلوم، إلا أن هناك إحصائيات تقدر عددهم بحوالي نصف مليون مهاجر يعملون عادة في المهن اليدوية، وبأجور قليلة في مواقع البناء والخدمة المنزلية، مشيرا إلى أن معظمهم يصلون من خلال البحر الأحمر، في رحلة تأخذهم من جيبوتي إلى اليمن.

وقال إنه "مع ذلك فإن لا أحد ينتبه إلى الأعداد المتزايدة التي تفر من الفقر والبطالة في بلادها"، مشيرا إلى أنه "تم ترحيل مئات الآلاف من الإثيوبيين في عملية فوضوية عامي 2013 و2014، إلا أن الأعداد أكثر في هذه المرة، لكن لم ينتبه أحد لهذا الأمر". 

التقرير اشار إلى أن الأشخاص الذين رحلوا، مثل محمد، يعودون خاوين الوفاض، ولديهم قصص عن الانتهاكات على يد الشرطة السعودية وحراس السجن، فيما عاد عدد منهم في وضع صحي بائس وماتوا بعد فترة قصيرة من وصولهم إلى مطار أديس أبابا، موضحا أن بعضهم وصل وعليه آثار طلقات رصاص لم يتم علاجها. 

كما قال إن السعودية تعد واحدة من الدول القليلة التي لم تصادق على معاهدات معاملة المهاجرين في مراكز الاحتجاز، مشيرا إلى أنه بحسب مشروع الاحتجاز الدولي، ومقره جنيف، فإن الخط الفاصل بين احتجاز المهاجرين وسجن المجرمين غير واضح.

وأكد التقرير أنه لا توجد رقابة مستقلة على ممارسات الاعتقال، مشيرا إلى أن آخر زيارة للسجون قامت بها منظمة حقوقية مستقلة هي تلك التي نظمتها "هيومان رايتس ووتش" كانت خلال العام 2006. 

باحث في "هيومن رايتس ووتش"

ونقل عن الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش" آدم كوغل قوله إن "هناك 10 مراكز احتجاز، بما في ذلك سجون يتم استخدامها لاحتجاز المهاجرين داخل السعودية، لكن العدد الحقيقي لها غير واضح"، مشيرا إلى قول عامل إغاثة: "تتم معاملتهم في هذه السجون كالحيوانات".

وذكر الكاتب أن وزارة الإعلام السعودية نفت هذه المزاعم، ونقل عن مسؤول سعودي قوله: "لا يتم ترحيل أي مريض إلا بعد معالجته وتعافيه.. لا يتم ترحيل أي مذنب بالقوة"، وأضاف المسؤول: "الترتيبات المتعلقة بالحالات المرضية والعناية بالأطفال والمذنبين كلها تتم من خلال التنسيق مع البعثات الدبلوماسية التابعة لدولهم". 

وتنقل الصحيفة عن طيب محمد  قوله إن أول مركز اعتقال قضى فيه خمسة أيام، ولم يحصل على طعام أو ماء في أول 24 ساعة من اعتقاله، وعندما بدأ هو وغيره بالشكوى أخذ بعضهم خارج المعتقل وضربوا، وعندما جاء الطعام لم يكن سوى ستة صحون تشاركوا فيها بينهم.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم