يوميات عدوان نيسان 1996

آراء وتحليلات

01/06/2019

"قمم العرب" تثبّت اليمن لاعباً اقليمياً لا يمكن تجاوزه

شارل أبي نادر
أصدر المجلس الأعلى لمجلس التعاون، البيان الختامي، لدورته الطارئة، التي عقدت في قصر الصفا بمكة المكرمة، ليل الخميس وأدان فيه الهجمات التي قام بها الجيش اليمني واللجان الشعبية، باستخدام طائرات مسيرة مفخخة استهدفت قدرات المملكة النفطية، وتطرق فيه الى استمرار اليمنيين بإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المملكة، وأدان الدعم الإيراني المتواصل للحوثيين في اليمن، والاهم في البيان كان بالتحديد: نؤيد الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران ونشيد بالإجراءات التي اتخذتها واشنطن".

في الحقيقة، لم نكن ننتظر من اخوتنا العرب ان يقفوا هذا الموقف الضعيف الذي يصرخ ويستنجد بكل العالم وبكل الاتجاهات: انقذونا من متمردي اليمن، فهؤلاء الحفاة العراة الفقراء هزمونا، ليس فقط في جبهاتم الداخلية، وليس على جبهة الساحل الغربي وبالتحديد في الحديدة التي اجتمع " لتحريرها من المتمردين" ربع العالم وفشل، وليس على الجبهات الحدودية حيث وصلوا على مشارف اغلب مدن المملكة الجنوبية، بل بالله عليكم يا دول العالم احموا سماء عاصمة المملكة التي تبعد الف كلم عن اليمن، انقذوا موانئها على البحر الاحمر، والتي اصبحت مهددة بصورايخ انصار الله، انقذوا خط النفط (شرق ـ غرب) الذي اعتقدنا يوما انه البديل الاستراتيجي عن مضيق هرمز، انقذوا نفط المملكة الذي هو نفط العالم وبدونه ستدفعون لروسيا 200 دولار ثمن البرميل، ومن دونه سوف تزحفون الى كاراكاس عاصمة فنزويلا طالبين نفطها بالسعر التي تحدده.

ويتابع قادة العرب بيانهم الذليل: "نؤيد الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران ونشيد بالإجراءات التي اتخذتها واشنطن". ممتاز، ولكن عن اي استراتيجية اميركية يتكلمون ويؤيدون؟ عن تلك التي دفعتهم الى مستنقع اليمن واستنزفتهم  واستنزفت اموالهم ونفطهم وقدراتهم، ام عن الاستراتيجية التي سمحت للاميركيين وعلى عجل دون دراسات او ما شابه، بإجبارهم على توقيع عقود شراء اسلحة بمئات مليارات الدولارات؟؟ أم عن الاستراتيجية التي اظهرتهم ضعفاء عاجزين عن اية مواجهة مهما كانت قدرات خصمهم ، دون دعم الاميركيين ودون مساندتهم التقنية والفنية والاستشارية والجوية؟
 
ام يتكلمون عن الاستراتيجية الاميركية التي برهنت لهم واشنطن من خلالها رفضها شن اي حرب على ايران حماية لهم، لأن في ذلك خطر عليهم جميعاً، وطبعا على الوحدات الاميركية في المنطقة، ولان في ذلك خطر أكيد على مصادر الطاقة العالمية وعلى حركة وتجارة النفط عبر العالم؟

هل سمح قادة العرب في مكة المكرمة لانفسهم بالتساؤل ولو لحظة عن معنى ان يجتمعوا ضد ايران ، في نفس الوقت الذي كانت فيه الاخيرة وحلفاؤها يحتفلون باحياء يوم القدس العالمي، تنديدا بالاحتلال الصهيوني للاراضي والمقدسات الاسلامية والعربية؟
 
هل يركز هؤلاء "القادة" العرب لبعض ما قاله قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في مسيرات يوم القدس العالمي للتعبير عن التمسك بالقضية الفلسطينية ، في الوقت الذي تخاض فيه أشرس هجمة بربرية على اليمن وعلى شعبه ؟؟ وهل يتمعنون قليلا بمعنى كلامه عن الجدوى والقوة والثمرة والإيجابية الكبيرة لما قدمته المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، بالرغم من الكثير من مواقف التواطؤ والتآمر والخذلان التي وقفتها الأنظمة العربية التي يقودونها  ويجتمعون باسمها اليوم تحت شعار محاربة ايران  وحماية للعدو الصهيوني ؟؟

بالامس ، وفي كلمته بمناسبة يوم القدس العالمي، اعتبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله: "أن الشعب والجيش وأنصار الله في اليمن، ربحوا الحرب بعد ان امتلكوا سلاحا كاسرا للتوازن: سلاح الطائرات المسيّرة الذي لا علاج له مع رادارت وتقنيات وصواريخ الأميركيين والسعوديين معاً... وبذلك قد نجحوا بخلق معادلة جديدة كتبوا فيها تحوّلهم قوة إقليمية حاسمة.
 
اخيراً، وبعد إذن سماحة السيد حسن نصرالله ، يسمح لي بالقول ان قمم العرب في مكة نجحت نجاحا منقطع النظير، والسبب انها ثبَّتت في بيانها الختامي مضمون المعادلة التي اشار اليها سماحته، عن تحوّل اليمنين الشرفاء الى قوة اقليمية حاسمة، ولن يستطع احدٌ بعد اليوم تجاوزها، كما شَهِدَ في بيان قمتهم، شهودٌ من قادة العرب الافاضل.

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات