طوفان الأقصى

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية تُجمع على تأكيد الرد على جريمة اغتيال الشهيد رضي الموسوي
27/12/2023

الصحف الإيرانية تُجمع على تأكيد الرد على جريمة اغتيال الشهيد رضي الموسوي

تصدّرت الجريمة التي ارتكبها النظام الصهيوني باغتيال الشهيد السيد رضي الموسوي، في سوريا، مقالات وتحليلات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 27 كانون الأول 2023، وأجمعت على تأكيد الرد على هذه الجريمة.  كما أبدت اهتمامها بالبحث عن الأسباب والدواعي التي دفعت الكيان الصهيوني لارتكاب هذه الجريمة، وبرأيها هي تشير إلى فشله في الداخل الفلسطيني والدور المهم للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة.

كتبت صحيفة "جام جم" في هذا السياق تقول: "إن العملية الإرهابية التي قام بها النظام الصهيوني في سوريا، والتي تعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وهجومًا على الأراضي السورية، لها أبعاد عديدة لم تُذكر، ويمكن أن يكشف فك رموزها عن النظام الإقليمي الجديد.

وأضافت: "في أبسط مستويات تحليل هذا العمل الإرهابي، تحاول "إسرائيل" إخفاء فشلها في غزة بعد 80 يومًا من المقاومة الشرسة، وتوجيه وسائل الإعلام والرأي العام في العالم إلى صراعات جديدة من أجل إيجاد القوة لخوض حرب جديدة، وفيما يتعرض الصهاينة في الأسابيع الأخيرة لأكبر ضغوط إعلامية في جميع أنحاء العالم لعدم إنهاء الإبادة الجماعية في غزة، تحاول "إسرائيل" الآن تحويل وسائل الإعلام إلى صراعات أخرى عن طريق تغيير ساحة اللعب من غزة إلى سوريا".

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الصهاينة حاولوا توسيع جبهة صراعهم لتشمل إيران على أن تُجبر واشنطن وحلفاؤها على خوض حرب مع إيران، وقالت: "فمن الواضح أن تل أبيب كانت تحاول إدخال إيران في صراع إقليمي وتأليبها ضد الحكومات العربية والدول الغربية والشرقية الصديقة لـ"إسرائيل"".

ورأت الصحيفة أن الكيان الصهيوني، ومن "خلال عمليته الإرهابية في سوريا، يريد شن مثل هذه الحرب واسعة النطاق في المنطقة بمساعدة حلفائه الغربيين، في محاولة لإغفال هزيمته مع الحوثيين في اليمن والفلسطينيين في غزة، ومع ذلك، فمن الواضح أن أهداف هذا الإرهاب الوقح لن تتحقق، لأن قوة الردع الإيرانية وصلت إلى حد أن الحكومات الصديقة لـ"إسرائيل" ستحذر الصهاينة من هذه المواجهة. وفي أثناء تشكيل التحالف الأميركي في البحر الأحمر، رأينا أن العديد من الدول رفضت الانحياز لأميركا، لأنها كانت تخشى التورط مع طهران، علاوة على ذلك، فإنّ رد طهران على مثل هذه الهجمات أكثر ذكاءً من محاولة الانجرار مع الموقف الإسرائيلي، فمنذ عملية السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وحتى الآن، اتّبعت إيران نوعًا من استراتيجية الصبر الاستراتيجي، حيث تمر "إسرائيل" بهذه الطريقة بعملية الانهيار من الداخل، وبحسب منظّري السياسة الخارجية في إيران، فإنّ "إسرائيل" تنهار من الداخل واذا استمرت العملية الحالية سيؤدي ذلك إلى كسر هذا النظام".

في هذا الصدد، كتب أحد كبار الدبلوماسيين في إيران حسن كاظم قمي، في صحيفة "همشهري" يقول: "قبل دراسة طبيعة الرد الإيراني ونوعيته على هذا العمل الإرهابي، لا بد من دراسة أهداف الصهاينة من ارتكاب الجريمة، ففي ظل الظروف الراهنة للتطورات التي تشهدها المنطقة وكذلك الأراضي المحتلة، فإن الملفت للنظر أن مثل هذه التصرفات من تل أبيب تهدف إلى التخلص من الأزمة التي تعيشها هذه الأيام".

وأضاف قمي: "اليوم، هذا النظام محاصر داخل الأراضي المحتلة، ومن أجل التخلص من هذا الوضع، يسعى إلى خلق مناطق صراع جديدة لإشراك الحكومات الداعمة والمتغطرسة في الحرب في غزة، من أجل إيجاد مخرج لهذه الأزمة، النقطة المهمة هي أنه خلال 80 يومًا من المقاومة لشعب غزة والفصائل الفلسطينية المقاومة، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، ظهرت الهزيمة العسكرية الكاملة لهذا النظام؛ وهي قضية تمثل فشل تل أبيب الخطير في تنفيذ ادعاء القضاء على حماس خلال أسبوعين".

وتابع: "لقد زعم الصهاينة تدمير غزة وتهجير أهلها، لكن اليوم تحولت أنقاض غزة إلى كمائن لاستهداف الجنود الصهاينة الغزاة وتدمير معداتهم ودباباتهم...  وهناك نقطة أخرى تجدر الإشارة إليها في هذا السياق، وهي انسحاب الولايات المتحدة الملحوظ في الأيام والأسابيع الأخيرة من موقفها السابق الداعم لتل أبيب، وعلى عكس الأيام الأولى من الحرب في غزة، عندما اتخذ الأميركيون إجراءات واسعة النطاق لدعم النظام الصهيوني من أجل مواصلة العمليات العسكرية في غزة، بما في ذلك إرسال سفنهم إلى المنطقة، نراهم الآن ينسحبون من موقع الدعم السابق، والآن، لم يعد بإمكان واشنطن أن تتخذ موقف الماضي الدفاعي من تل أبيب، حتى لو استخدمت الفيتو لتقليل الضغط العالمي على النظام الصهيوني في المنظمات الدولية".

كابوس أميركا في البحر الأحمر

كتبت صحيفة "إيران": "كانت التكلفة بالنسبة إلى الغرب متوقعة في البحر الأحمر، لأن أي توتر في هذا الطريق البحري من شأنه أن يجبر السفن على عبور طريق القارة الأفريقية بأكملها لتسليم حمولتها إلى وجهتها، وبعد تزايد الهجمات ضد سفن الشحن المتجهة إلى تل أبيب، قرّرت أكبر شركات الشحن في العالم تغيير مسار سفنها إلى طريق بعيد عن البحر الأحمر في الأيام والأسابيع الأخيرة. وهذا ما دفع هذه السفن إلى التوجه إلى بلدان أخرى عبر رأس الرجاء الصالح على الساحل الجنوبي لجنوب أفريقيا، وفي هذا الصدد، أعلن عدد من شركات الشحن العالمية الكبرى التي تتولى نحو نصف عمليات النقل الحصرية للبضائع في العالم تعليق عبور البضائع عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر...".

ولفت الصحيفة إلى أنّ لدى الولايات المتحدة مخاوفَ بشأن استهداف مواقع الجيش اليمني، وترى إدارة "جو بايدن" أن الوقت لمّا يحن بعد لمهاجمة الولايات المتحدة اليمن. وبحسب عدة مصادر دبلوماسية أميركية...لكن كل هذا في حين حذّر عدد من مسؤولي الحرب الأميركيين الحاليين والسابقين من أنه في حال تعرض أنصار الله وفصائل المقاومة الأخرى للهجوم، فإنّ أميركا وحلفاءها سيواجهون مخاطرَ كبيرة، وبحسب هؤلاء المسؤولين، تتمتع طهران بنفوذ كبير في العديد من دول المنطقة؛ حيث يمكنها الانتقام في عدة مناطق في الوقت نفسه".

وختمت الصحيفة مشيرة إلى ما قاله أحد القادة العسكريين الأميركيين السابقين، من الذين أشرفوا على قوات العمليات الخاصة الأميركية في الشرق الأوسط في عهد باراك أوباما :"إن الوقت الحالي فظيع، لأنني أعتقد أن إيران في أقوى موقع استراتيجي لها على الإطلاق".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل