طوفان الأقصى

الخليج والعالم

الصحف الإيرانيّة: ماذا سيُضيف الانضمام المرتقب إلى "البريكس؟
24/08/2023

الصحف الإيرانيّة: ماذا سيُضيف الانضمام المرتقب إلى "البريكس؟

تحدثت صحف إيرانيّة صادرة، صباح اليوم، عن قمّة مجموعة "البريكس" التي بدأت أعمالها يوم الثلاثاء في جوهانسبرغ عاصمة جنوب إفريقيا، والمساعي الإيرانيّة التي تبذل من أجل الانضمام إليها. وفي هذا السياق، أشار الخبير الإيراني، في الشؤون الدولية مراد عنادي، في حديث لصحيفة "جام جم"، إلى أنّه: "في العام 2009، وبحضور زعماء الصين وروسيا والهند والبرازيل في مدينة يكاترينبورغ في روسيا، شُكّل تحالف أعلن فيما بعد وجوده رسميًا ككتلة من القوى الناشئة تسمّى "البريكس"، وذلك عقب انضمام جنوب أفريقيا".

وأضاف عنادي أنّ: "ما دفع كتل القوى الأخرى والخبراء الدوليين إلى إيلاء اهتمام وثيق لدول "البريكس"، كانت قدرات هذا العملاق الناشئ الذي، بالإضافة إلى تغطيته أكثر من 40% من سكان العالم، قد ضمّ أيضًا ما بين 25% إلى 28% من اقتصاد العالم"، وقال: "بهذه القدرات الفريدة، أعلنت مجموعة "البريكس" جزءًا من أهدافها لإصلاح نظام الحوكمة العالمية لزيادة دور الأسواق الناشئة وحصتها".

عنادي تابع أنّ: "هذه الأهداف أثارت حساسية الكتل المتنافسة، مثل الاتحاد الأوروبي واليابان، والأهم من ذلك كلّه، الولايات المتحدة. فقد أصبحت "البريكس"، والتي تُعدّ منافسًا لمجموعة "السبع" في مجال المعادلات الاقتصادية الدوليّة، كتلة جاذبة للعديد من الدول من خلال عقد اجتماعات منتظمة تظهر تفاعلًا كبيرًا بين الأعضاء للتوصل إلى عملة موحدة ومشتركة بهدف التخلص من الدولرة في المعاملات العالمية، وإنشاء بنك التنمية". وأشار في هذا الصدد إلى: "أنّه يمكن ملاحظة بوادر هذا الانجذاب في اهتمام العديد من الدول بالدخول إلى هذا النادي، ففي الوقت نفسه الذي انعقد فيه اجتماع قادة "البريكس" في جوهانسبرغ، أعربت أكثر من 40 دولة عن اهتمامها بالانضمام إلى هذا النادي... وتعدّ الأرجنتين وجمهورية إيران الإسلاميّة ومصر والسعودية وإندونيسيا من بين الدول المهتمة بالانضمام إلى المجموعة".

وبحسب عنادي: "على الرغم من أنّ القوى الناشئة في مجموعة "البريكس" تمتلك الكثير من القدرات والإمكانات على الصعيد الجيوسياسي والجغرافي الاقتصادي، كما أنّ العضوين الدائمين في مجلس الأمن- الصين وروسيا- يمنحانها عامل قوة سياسية، إلا أنّ هذه الكتلة أيضًا تواجه تحديات، يعود جزء منها إلى المماطلة التي تمارسها الولايات المتحدة، والتي تحاول، من خلال تحفيز المنافسة بين الصين والهند، إضعاف التماسك التنظيمي لهذه الكتلة الناشئة من خلال خلق خلافات بين الأعضاء وعرقلة قدر أكبر من الوحدة والتعاون بينهم".

وقال: "في المنظّمات التي تتجمّع فيها عدة دول قوية مع دول صغيرة، وتكون أعضاءً في المنظّمة نفسها، بقدر ما تعطي عضوية ووجود القوى الكبرى وزنًا لتلك المنظمة أو الكتلة، فإنّها تقّلل من قوة المناورة للدول الصغيرة، والذين هم أعضاء في المنظمة"، مضيفًا أنّه: "نظرًا إلى القوة الاقتصادية الهائلة التي تتمتع بها الصين وبعدها عن الأعضاء الآخرين، فإنّ هذا التحدي أعطى بكين مكانة خاصة في قرارات "البريكس"".

ورأى أنّ: "دخول البلدان ذات الإمكانات الإقليمية إلى المجموعة من أجل موازنة المعادلات، على سبيل المثال، مثلما سيؤدي انضمام دول مثل إيران، كونهاقوة إقليمية إلى حلف شنغهاي، إلى تخفيف النخبوية للصين وروسيا في هذه المنظّمة. ففي حال "البريكس"؛ فإنّ دخول دول مثل إندونيسيا ومصر وإيران وروسيا والسعودية لن تقوم بزيادة ثقل ومكانة المجموعة فحسب، بل ستساعد في تحقيق التوازن في قرارات هذه الكتلة لتحقيق أهدافها، خاصة لتعزيز التعددية على الساحة الدولية".

رائحة مؤامرة على الشام

من جهة أخرى، أشارت صحيفة "قدس" إلى أنّ: "وقوع بعض الأحداث المشبوهة وتشكيل احتجاجات مناهضة للحكومة في سوريا، في الأيام القليلة الماضية، لفتت الانتباه مرة أخرى إلى هذه المنطقة"، وقالت: "على الرغم من تذرع المحتجين بسوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية، إلا أنّه رُفعت شعارات تطالب بإسقاط الحكومة"، وأكدت أنّ: "الأكثر إثارة للاهتمام هو أنّ أحد قادة هذه الاحتجاجات في درعا، قال خلال مقطع فيديو نُشر بوضوح: "نحن لسنا جياعًا، مطالبنا سياسية". ورأت أنّ: "حمل بعض المحتجين لعلم "المعارضة" يدلّ على أهداف المنظّمين والأيدي الخارجيّة خلف الستار لجلب الفوضى إلى سوريا".

ووفق "قدس"، "تأتي التطورات الأخيرة المشبوهة بينما تحاول سوريا ببطء إصلاح وضعها الاقتصادي، بعد أن مرّت بمشاكل أمنيّة، في السنوات القليلة الماضية. وهي عمليّة لا ترضي بلا شك أمريكا والكيان الصهيوني وحلفائهم الإقليميين"، مضيفةً أنّ: "الولايات المتحدة غير راضية عن تحسّن الوضع في سوريا، وتعلن عن هذا الأمر بوضوح. وعلى سبيل المثال، بعد إعادة فتح سفارات عدة دول عربية في دمشق وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، انتقدت واشنطن وحلفاؤها الغربيون هذه العمليّة وأعلنوا أنّهم غير مستعدين لقبول شرعيّة حكومة الرئيس بشار الأسد".

الاستراتيجية الناجحة لحكومة رئيسي

من جهتها، قالت صحيفة "إيران": "خلافًا لدعاية التيارات المتنافسة ومعارضي الحكومة الإيرانيّة الثالثة عشرة، والتي دقت طبول غرق السفينة الدبلوماسيّة مع تنصيب حكومة السيد إبراهيم رئيسي، فقد حدث في هذا المجال أوضح تقدّم للقدرات." وأوضحت الصحيفة أن: "تطوير العلاقات مع الجيران والتفاعل والتعددية، والتي وُضعت على جدول الأعمال على أساس سياسة خارجية موجّهة نحو النتائج والاقتصاد، سرعان ما أخرجت دبلوماسيّة البلاد من الخسائر المتتالية وتحرّكت نحو النتائج المرغوبة..  وكونها عضوًا في منظمة شنغهاي للتعاون، فإنّ تحسين العلاقات مع العديد من الدول القريبة والبعيدة، والتي اُستبعدت من علاقات إيران الإستراتيجية وعلاقاتها التجارية خلال تركيز الحكومة السابقة على تحسين العلاقات مع الغرب، وضع إيران على طريق الوصول إلى القدرة، وهو ما يمكن رؤيته في تحقيق أحداث دبلوماسية فشلت الحكومة السابقة في تحقيقها رغم كل الجهود".

وأضافت "إيران": "بدأت الحكومة الثالثة عشرة، في مواجهة الأزمة الاقتصادية عملية التحسين المستمر والبنية التحتية. وهذه العمليّة على الرغم من عدم إحداثها تغييرًا  جذريًا من حيث الحدّ من التضخم، إلا أنّ المؤشرات الاقتصادية كانت على طريق التحسّن، وكان من بين هذه التغييرات زيادة معدل النمو الاقتصادي من 0.4% إلى 4.5%، وتمويل عجز الموازنة بنحو 400% عن الحكومة السابقة، وخفض التضخم بما لا يقلّ عن 20%".

ولفتت إلى أنّ: "من أهمّ الإجراءات التي وُضعت على جدول أعمال الحكومة، إعادة إحياء المصانع ووحدات الإنتاج الراكدة وشبه الراكدة، والتأكيد على تعزيز الإنتاج أساسًا للقوة الاقتصادية للبلاد،... وقُضي على ما لا يقل عن 5 آلاف قطاع صناعي وإنتاجي واقتصادي راكد وإحياء الوحدات وإعادتها إلى دورة الإنتاج، الأمر الذي أدى إلى تقليل اعتماد البلاد على السلع المستوردة، عدا عن توفير فرص العمل للقوى الفنية العاطلين عن العمل".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ: "تعزيز الإنتاج كونه أحد أسس بناء القوة لم يقتصر على السلع التقليدية، ليكون تعزيز صناعات البلاد، بما في ذلك المجال العسكري وتصنيع الأسلحة المتطورة، والتي ظهرت نتائجها في حالات مثل اقتناء صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت وطائرات من دون طيار متطورة، من بين الإجراءات الأخرى التي تحققت بدعم الحكومة المؤسسات العسكرية في البلاد، خاصة منظمة الطيران والفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني، وزادت من القوة العلنية والخفية لجمهورية إيران الإسلامية".

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل