طوفان الأقصى

خاص العهد

العشائر تحشد إلى جانب الجيش السوري ردًا على حشود واشنطن وأدواتها على الضفة المقابلة للفرات
27/07/2023

العشائر تحشد إلى جانب الجيش السوري ردًا على حشود واشنطن وأدواتها على الضفة المقابلة للفرات

محمد عيد

تجمّع عددٌ كبيرٌ من مقاتلي العشائر والقوات الرديفة في مدينة دير الزور، تأكيدًا على وقوفِهم مع الجيش السوري في مواجهة التهديدات الأخيرة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، مما يُسمى قوات "قسد" والمجلس العسكري المدعومين أمريكيًا، واللذين يحشدان قواتهما على طول ضفة النهر المقابلة للجيش السوري.

الحضور الروسي في التجمع كان لافتاً حيث تواجد قائد القوات الروسية في المنطقة الشرقية وعدد من شيوخ العشائر، الأمر الذي عكس وحدة الموقف من جانب الحلفاء الذين رصدوا استفزازات عسكرية أمريكية من خلال التحركات الأخيرة في القواعد العسكرية غير الشرعية لقوات الاحتلال الأمريكي شرق الفرات.

العشائر: رهن إشارة الجيش السوري

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد فراس جهام قائد قوات الدفاع الوطني في دير الزور أن الحشود الغفيرة التي حضرت هي تجمع أبناء العشائر وقوات الدفاع الوطني بكافة تشكيلاتها، مشيراً إلى أن الدفاع الوطني يتكون بأغلبيته الساحقة من أبناء العشائر.

 ووجه قائد قوات الدفاع الوطني في دير الزور رسالة "للمحتل الأمريكي وعملائه بأن تجمعك وعتادك ومن والاك لن يخيفنا وعليك أن تقرأ تاريخ دير الزور الذي جعلنا منه مقبرة لـ"داعش" كما سنجعل منه مقبرة الأمريكي وعملائه".

بدوره أكد الشيخ محمد نزال من قبيلة السادة المشاهدة أن أبناء القبيلة وأبناء بقية العشائر في دير الزور صغيرهم وكبيرهم مع وطنهم وقيادتهم قلبًا وقالبًا ضد قوات الاحتلال  الأمريكي".

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار الشيخ نزال إلى أن "قوات الاحتلال الأمريكي ومن يقف معها من الأدوات يهدفون إلى تغيير قواعد اللعبة من خلال التمدد عبر الفرات إلى مناطق سيطرة الجيش السوري بعد أن كان حديثهم يتمحور حول محاربة "داعش" لكن ذلك لن يحصل بسبب تكاتف قوات الجيش السوري وأبناء العشائر والمخلصين من أبناء الوطن الذين يضعون في صلب اهتماماتهم طرد المحتلين من هذه الأرض".

رسائل نارية للجيش السوري

عيون الجيش السوري لم تكن بعيدة عن التحركات الأمريكية فبادرت وحدات منه إلى إجراء مناورات بالذخيرة الحية في عمق البادية.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد علي خضور قيام الجيش السوري بشن غارات جوية تدريبية وتمهيد ناري كثيف بالصواريخ والمدفعية حيث هدفت المناورات إلى اختبار جاهزية وحدات قتالية من أسلحة الجو والمشاة والمدفعية والصواريخ ضمن مشروع تدريبي متكامل.

وأضاف العميد خضور إن قيادة الجيش السوري هدفت من وراء التدريب في عمق البادية ضمن ظروف مناخية قاسية الى محاكاة مواجهاتها مع "داعش" التي غالباً ما يسخرها الأمريكيون لمحاولات استنزاف الجيش السوري، مشيراً  إلى أن الجيش الأمريكي قد قام كذلك باستدعاء للفرقة العاشرة من فيلادلفيا لكي تصل إلى الحدود السورية والعراقية كما أنه استدعى طائرات إف ٣٥ واف ١٦ في ظل تصعيد أمريكي شرق البلاد، تصعيد يقوم على نقل قوات وعتاد عسكري متطور إضافة إلى سماحه بقيام تدريبات لميليشيا "قسد" في قاعدة الشدادي جنوبي الحسكة وأخرى لميليشيا ما يسمى "جيش سوريا الحرة".

وشدد الخبير العسكري والاستراتيجي على أن التدريبات السورية - الروسية في عمق البادية السورية أرادت كذلك إرسال رسالة واضحة من قبل هذين الحليفين إضافة إلى بقية الحلفاء في محور المقاومة تقول إنه لن يتم السماح بتغيير الوضع القائم حالياً إلا من جانب ما ترتئيه دمشق وفي التوقيت الذي تختاره والتكتيك الذي تعتمده كما لن يسمح أبدا باستفزاز القوات السورية أو حتى السماح لـ"قسد" بالتقدم إلى غرب الفرات كما تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية لأنهم سيجدون الجيش السوري ومعه عدد كبير من مقاتلي العشائر السورية في انتظارهم.

ولفت العميد خضور إلى أن مناورات الجيش السوري في عمق البادية كانت قد سبقتها تدريبات أخرى للجيش السوري والقوات الروسية شملت طلعات جوية في ريف حلب الشرقي على مقربة من المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، وأن انتقال واشنطن من القول إن وجودها في سوريا يرتبط بمحاربة "داعش" إلى العمل على الصدام مع الجيش السوري وحلفائه ومحاولة تغيير خريطة السيطرة شرق البلاد تفرض جهوزية عالية على الضفة الغربية للفرات حيث تجري الاستعدادات على قدم وساق تحسباً لأي تطور في الميدان.

شرق الفرات

إقرأ المزيد في: خاص العهد