نقاط على الحروف
الأسد من جدة رسم خارطة طريق الخلاص للعرب
خليل نصر الله
خمس دقائق مدة كلمة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية التي استضافتها السعودية. خمس دقائق فند فيها الرئيس الأسد عناوين الأزمات وكيفية علاجها انطلاقًا من عناوينها الرئيسية وليس من النتائج أو الفروع.
لم يكن توصيفه لعلاج العوارض بدل المرض شيئًا عابرًا، هو صوّب على مكامن المشكلة الأساسية ووضع الأمور في نصابها عندما صوب على دور الغرب اللا أخلاقي والسلبي فيما يتعلق بمنطقتنا، ومن ثم دور الكيان الإسرائيلي في التخريب والهدم، وكذلك الأطماع التركية واضحة المعالم التي نعايشها.
لم يذهب الرئيس الأسد نحو غفران ما فعله الأقربون قبل الأبعدين ببلده، هو سامح ربما لأجل الالتقاء، لكن دون أن يغفر، خصوصًا أن سوريا لا زالت تلملم جراحها، ولها دين كبير في الوجدان العربي ككل، فكثر من المتواجدين في القاعة هم شركاء في تفتيتها وسفك دمها.
من يعرف توجهات القيادة السورية، المتمسكة بثوابتها ومبادئها، يفهم أن حديثها عن العروبة ليس من منطلق تسجيل الموقف والمزاحمة، إنما من منطلق الإيمان، وهو ما دفع الرئيس الٍأسد إلى القول إن العروبة انتماء، وليس ارتماء في حضن، مؤكدًا أن سوريا قلب العروبة النابض، قولًا وفعلًا. ربما غمزه من بوابة علاج الأزمات العربية ينطلق من ثابتتين هما رفض التدخلات الخارجية في عالمنا العربي والتلاقي مع الإقليم، وكذلك علاج أسباب المشكلات لا فروعها أو كما وصف الأسد علاج العارض بدل علاج المرض.
أمام ما استعرضه الرئيس الأسد، الذي بدا واضحًا أنه استعاد دور بلاده من موقع القوة، يضع العرب جميعًا أمام فرصة تاريخية لتغيير سلوكيات الماضي القريب والتطلع إلى مستقبل أكثر ازدهارًا، وهو أمر منوط بالتقاطهم إشارات المتغيرات الدولة الآتية. هو كمن يوعز لهم بالتحرر من هيمنة الغرب الذي يمارس الضغائن حتى ضد شركائه. فلا عمل عربي مشترك دون التحرر من أي هيمنة أميركية وغربية.
تحدث الرئيس الأسد بلغة التمني، هو لا يريد إحراج أحد، لكنه فعل ما عليه فعله، وصوّب التوجه العربي كما يجب، ويبقى على الآخرين الأخد بالنصح، كي لا يقدموا نحو مغامرات أخرى غير محسوبة، أثبتت الوقائع والتجارب أنهم سيدفعون ثمنها.
وعليه، وجدنا الرئيس الأسد ناصحًا، مشخصًا للأزمات، التي يقع على عاتق جميع العرب حلها بالتكاتف ترجمة لمصطلح التضامن العربي، ولا يقع على عاتق سوريا وحدها.
لا نبالغ إن قلنا إن الرئيس السوري وضع خارطة طريق واضحة المعالم والخطوات لمن يهمه أمر شعوب المنطقة ومصالحها وتقديم تلك المصالح على ما سواها.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/09/2023
مدرسة MTV.. عن شر البليّة!
27/09/2023
التطبيع السعودي العلني.. ابن سلمان لا يتعظ
26/09/2023
لبنان موطِن الخيال العلمي.. فهل من يُقدِّر؟
25/09/2023
معادلة ذهبية غير قابلة للتعديل
23/09/2023
الخيانة السعودية.. ماركة مسجلة
التغطية الإخبارية
لبنان: مراقبو وزارة الاقتصاد في مرجعيون جالوا على مؤسسات في 3 قرى
العراق: حققنا 900 مليار دولار من جولات تراخيص النفط خلال 12 عامًا
الاحتلال يعتقل الشاب الفلسطيني محمود شطارة بعد اقتحام منزله في قلقيلية فجر اليوم
إيطاليا تعيد النظر في محاكمة 4 ضباط مصريين متهمين بمقتل ريجيني
لبنان: انطلاق أعمال التزفيت في التبانة بطرابلس
مقالات مرتبطة

الأسد في الصين: تعزيز للعلاقات والأدوار
الأسد التقى رئيس الوزراء الصيني: سورية اليوم أكثر تمسّكًا بالتوجه شرقًا
الأسد في الصين: مواجهة بايدن

زيارة الأسد إلى بكين: شراكة استراتيجية سورية - صينية

الأسد في الصين

اللغة السامية الأم وابنتها العربية.. البنت سرُّ أمها

"اتفاقيات إبراهام".. الهدف تأجيج الانقسامات لا "التسامح الديني"

المرجع الروحي للموحدين الدروز لأبناء جبل العرب: ليتقدّم انتسابكم الوطني على الانتساب إلى ما يتجاوز الأوطان

هل ستتمدّد الثورات العسكريّة الإفريقيّة المُتناسلة إلى الوطنِ العربيّ؟
