يوميات عدوان نيسان 1996

آراء وتحليلات

قمة تونس: بين الممكن والواقع العربي المأزوم
02/04/2019

قمة تونس: بين الممكن والواقع العربي المأزوم

تونس - روعة قاسم

انتهت أعمال القمة الثلاثين للجامعة العربية في تونس دون ان تأتي بجديد فيما يتعلق بالحلول العملية والعاجلة للقضايا الساخنة في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والموضوع السوري والازمة اليمنية وغيرها من الاخطار التي تحدق بالمنطقة.

ولم يختلف مشروع "إعلان تونس" عما سابقه من إعلانات وشعارات ظلت لقرن من الزمن هي الخطاب البروتوكولي الأوحد المتبع في الجامعة العربية.. فبالنسبة للكثير من المراقبين فان قمة تونس وان لم تكن ناجحة فيما يتعلق بإحداث الفارق والمفاجأة على مستوى اعادة مقعد سوريا الى الجامعة العربية فإنها ظلت قمة الممكن في واقع عربي مأزوم ومفكك ..فعلى الصعيد الشكلي على الأقل نجح الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في تجميع الفرقاء العرب الى طاولة واحدة بالرغم من كل الخلافات العربية - العربية المشتعلة حول عديد القضايا في المنطقة..

في هذا السياق اكد الاعلامي والكاتب التونسي كمال بن يونس لـموقع "العهد" الإخباري بانها قمة ناجحة وفي نفس الوقت عادية جدا ويضيف بالقول :" هي ناجحة لانها وجهت رسالة قوية لترامب بانه لا للعنف السياسي ولا للعنف اللفظي وان القدس والجولان والاراضي العربية المحتلة ليست للبيع وكان هناك رسائل قوية من الرئيس الفلسطيني والمجتمع المدني التونسي والعربي الذي تحرك طوال شهر تقريبا وكذلك من عدد من القادة العرب وحتى بيان القمة اكد موقفا اكثر وضوحا فيما يتعلق برفض مبادرات الادارات الامريكية من القمم السابقة واكد ان الامن القومي العربي رهين انهاء الاحتلال وان العدو الاول هو الاحتلال الاسرائيلي" ففي هذا المستوى يعتبرها بن يونس قمة ناجحة.

اما على المستوى الثاني فهي ـ بحسب قوله ـ قمة عادية ويوضح بالقول :" البيان الختامي للأسف تضمن قضايا خلافية لا يجمع عليها القادة العرب وبيانا طويلا جدا هو مجموعة من القرارات وليس هناك آليات للتنفيذ والمتابعة. والنقطة الثانية ففي عهد الرئيس الامريكي المتغطرس ترامب هناك ضغوطات مالية على الفلسطينيين من خلال الاونروا ومؤسسات اخرى وليس هناك اجراءات عملية حقيقية لدفع هذه الضغوط الامريكية، بل هناك توصية لا اعتقد انه سيقنع متابعتها باسناد 100 مليون دولار فقط للشعب الفلسطيني وهي هزيلة بمقارنة مئات المليارات التي تدفع لقوى اخرى".

الدبلوماسية التونسية

اما فيما يتعلق بدور الدبلوماسية التونسية فاعتبر بن يونس ان نجاح الدبلوماسية التونسية يكمن في اقناع القادة العرب ـ الذين تغيب  اكثرهم عن قمة بيروت بسبب الوضع العربي الراهن ـ بالحضور الى تونس.. فكان هناك 13 رئيس دولة ". واضاف محدثنا :" في واقع العالم العربي يمكن القول انها قمة افضل الممكن لكن الشعوب تريد الافضل خاصة فيما يتعلق بحماية  القدس وتسوية النزاعات واحداث اليات للمتابعة وعدم الاكتفاء بمجرد قرارات لا تنفذ".

واعتبر محدثنا ان تغييب مقعد سوريا أثر كثيرا على القمة لان لا يمكن الحديث عن عمل عربي مشترك بتغيب دولة عربية خاصة اذا كانت محورية مثل سوريا واعرب عن امله بأن يبدأ ـ بعد هذه القمة ـ مسار سياسي تفاوضي لارجاع سوريا الى الجامعة العربية.

حراك معارض

اما الناشط السياسي احمد الكحلاوي فقال لـ " العهد" انه بالنسبة للحراك الذي شهدته شوارع تونس يمكن القول ان روزنامة الشارع شيء وروزنامة القمة شيء آخر... فالشارع يطالب بتغيير الاوضاع غير الصحيحة فيما يتعلق اولا بالقضية الفلسطينية. وفيما يتعلق بعدم حضور سوريا قال: " لا يمكن ان تعقد قمة لا تحضرها سوريا وهي احدى الدول السبع المؤسسة للجامعة... فلماذا تعاقب ولمصلحة من تعاقب... ويستطرد بالقول: "هي تعاقب من قبل اعداء الامة الامريكيين والصهاينة فكيف لمن حضروا القمة وهم يدّعون انهم عرب كيف بهم يحرمون هذا البلد من حقه في الوجود في القمة، وكان الاولى بهم ان تكون سوريا اول الحاضرين واول المكرمين لانها دافعت عن شرف الامة ودافعت عن سيادة الامة ومصالحها وحقوقها".

كما رأى الكحلاوي ان البند المتعلق باليمن ليس في مستوى الحدث باعتبار ان "السعودية تزعمت هذه القمة لذلك لم يتخذ اي قرار بوقف تدمير اليمن ووقف قتل اليمنيين".

اما القضية الليبية فلم يعلن عن مخطط واسع لرفع يد التدخل الاجنبي عن ليبيا ".

ورأى الكحلاوي ان النقطة الرئيسية الوحيدة المهمة هي ان القمة قد انعقدت والقادة قد اجتمعوا رغم ان احدهم قد غادر لخلاف مع طرف آخر، معتبرا ان العرب لم يرتقوا الى الان لحل الخلافات التي تتعلق بوجود هذه الأمة".

يشار الى ان هناك حراكا مدنيا بمشاركة احزاب تونسية عديدة منها حزب الجمهورية وحزب الشعب تظاهروا في شارع الحبيب بورقيبة بالقرب من قصر المؤتمرات مكان انعقاد القمة العربية للاحتجاج على عدم دعوة سوريا للمشاركة في القمة وكذلك احتجاجا على عدم ادارج بند يتعلق برفض التطبيع مع الصهاينة تحت شعار " لا للمحاولات تمرير التطبيع على ارض تونس".

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات