خاص العهد
عبث أميركي جديد في مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق
محمد عيد
يعيد جيش الاحتلال الأمريكي ترتيب أوراقه في منطقة التنف ضمن مثلث الحدود بين سوريا والعراق والأردن بغية استثمار هذه المعطيات الجديدة على الساحة السوريّة بوجه كل من دمشق وموسكو، بعد أن عمد سابقًا إلى تعزيز حضوره قرب الحدود السوريّة مع تركيا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا ردًا على محاولات أنقرة الحثيثة لتوحيد مناطق نفوذها تحت سلطة واحدة هي " هيئة تحرير الشام"، فما الذي تريده واشنطن من إعادة إمساك الأوراق بقوة في منطقة التنف؟
إعادة هيكلة الإرهاب لهذه الأسباب
لم يعد ثمة كيان يسمى "جيش المغاوير" فقد عمدت قوات الإحتلال الأمريكي إلى إعادة هيكلته عبر إقصاء قائده مهند الطلاع وتنصيب النقيب الفار من الجيش السوري فريد القاسم مكانه إضافة إلى ضم عدد من عناصر الفصائل الصغيرة إليه تمهيدًا لتغيير اسمه ليصبح "جيش سوريا الحرة".
اعترض عناصر "جيش المغاوير" بداية على إقصاء قائدهم واستبداله بآخر من خارج هيكل تنظيمهم المصنوع أمريكيًا، لكنهم كما كل العملاء عبر التاريخ سرعان ما رضخوا لرغبة سيدهم الأمريكي وتجهزوا ليكونوا عنوان المرحلة المقبلة وأداة تنفيذ "المشروع الأمريكي" المقبل في مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية.
المحلل السياسي اسماعيل مطر أكد في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أن ملامح مشروع أمريكي جديد بدأ يرتسم في هذه المنطقة الحيوية الهامة والذي بدأ عمليًا من خلال مساعي قوات الإحتلال الأمريكي لرفع عديد المجموعات الإرهابية المرتبطة بها في قاعدة التنف بعد إخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة تعتمد الأسلوب الدفاعي، ولهذا الغرض بدأ هذا الفصيل الجديد باستقبال المتطوعين من جميع الفصائل الأخرى بصرف النظر عن الإيديولوجية التي ينتمون إليه، فهم في نهاية المطاف مرتزقة يقبضون المال لقاء الخدمة، مشيراً إلى أن عديد الفصائل الأخرى الصغيرة قد انضمت كذلك إلى هذا "التنظيم الإرهابي الهجين" بعد أن رصد جيش الاحتلال الأميركي ميزانية لهذا الغرض.
وأشار مطر في حديثه لموقعنا إلى أن كل ذلك كان قد تم مناقشته باستفاضة في الاجتماع الذي جرى بين وفد من قبل ما يسمى بـ "التحالف الدولي" بقيادة قائد "قوة المهام المشتركة" الجنرال الأمريكي ماثيو ماكفارلن وبين قادة "جيش سوريا الحرة" حيث تم الإتفاق على زيادة عديد القوات لهذا الفصيل الهجين بالتدرج بحيث يجري في كل مرحلة تدريب المقاتلين الجدد والتأكد من جاهزيتهم قبل الإنتقال إلى مرحلة جديدة.
وأضاف مطر أن الحد الأدنى من العدد الذي تريده واشنطن للشروع في تنفيذ خططها هو ألفي مقاتل سيتم توزيعهم على كتائب ذات قيادة موحدة بغية تحصين قاعدة التحالف في التنف أكبر قواعد قوات الإحتلال الأمريكي في سوريا والتي يستشعر الأمريكيون أن قرار استهداف شامل لها من قبل محور المقاومة قد يتخذ في أية لحظة.
ولفت مطر إلى أنه لم يعد خافيا أن تدريبات هؤلاء المرتزقة ستركز على تكتيكات التصدي للهجمات الصاروخية والمسيرات الانتحارية التي قضت مضاجع الأمريكيين في الآونة الأخيرة. وليست بعيدة كذلك عن رغبة محور المقاومة في أن تكون مهاجمة قاعدة التنف الأمريكية الرد المناسب على تسهيل هذه القاعدة عمل طيران العدو في استهداف مواقع داخل سوريا.
وأشار مطر إلى أن تدريبات "جيش سوريا الحرة" ستشمل كذلك أساليب تحصين الآبار النفطية التي تسيطر عليها قوات الإحتلال الأمريكي في شمال شرق البلاد رغم بعدها النسبي عن قاعدة التنف الأمريكية الموكلة بحمايتها.
إحياء لمشروع دفنه ترامب
وأكد مطر في حديثه لموقعنا أن هذه الخطوة الأمريكية في مثلث الحدود السورية - العراقية - الأردنية ليست أكثر من محاولة إحياء لمشروع أمريكي قديم دفنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عندما أراد الخروج من سوريا قبل أن يبدل رأيه على خلفية "رشى خليجية" وهناك رغبة أمريكية حالية في احيائه تخوفًا من أي خرق ميداني قد يحدث في شمال شرق البلاد حيث مكمن الثروة النفطية السورية التي يسيطر عليها الاحتلال الأمريكي وأداته "قسد".
وشدد مطر على أن عقبات كثيرة تحول دون تنفيذ هذا المشروع الأمريكي أهمها العجز عن تحشيد عدد كبير من المقاتلين فضلاً عن وجود "خلفيات داعشية" لدى العديد منهم وعلى رأسهم "جيش المغاوير" نفسه الذي ثبت ارتباطه بـ"داعش" وامتناعه عن محاربتها.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
14/10/2024