يوميات عدوان نيسان 1996

مقالات مختارة

ثورة البحرين.. ضد التطبيع
17/02/2022

ثورة البحرين.. ضد التطبيع

فاطمة قاسم

جميل أن يكون إحياء الذكرى الـ 11 لثورة الرابع عشر من فبراير 2011 في العاصمة اللبنانية بيروت  لقاءً مفتوحاً ضد التطبيع البحريني مع الكيان الإسرائيلي.

هذه هي بوصلة ثورة شعب البحرين ، وهذه هي اساسيات الثورة التي انطلق منها قبل 11عام .

خلال انعقاد اللقاء التضامني الذي دعت اليه جمعية الوفاق الوطني الاسلامية تحت شعار "متحدون على طريق الحق" بمشاركة حشد من وفود حزبية وعلمائية وسياسية واعلامية وحقوقية ووسائل اعلام عربية، تجلّت الصورة أكثر  بإصرار البحرينيين  على المطالبة  بالإصلاح والتحول نحو الديمقراطية ضمن ثوابت الأمّة العربية وثقافة الشعب البحريني بالوقوف دائما جنباً الى جنب مع الشعوب المضطهدة والمظلومة والمستضعفة ونصرتها ،وعلى رأسها  القضية الفلسطينية.

إنها  بإيجاز عوامل ونقاط الخلاف بين ثورة الرابع عشر من فبراير المناهضة للتطبيع  ونظام البحرين  المطبع والمرتمي في احضان الصهاينة.

وعليه، فإن صورة البحرين الحقيقية والواقعية الرافضة لأصل التطبيع مع الكيان  الاسرائيلي كانت ولا زالت ترعب   دولة  البحرين ، من هذا المنطلق حاربت السلطة   ثورة فبراير منذ نشأتها ،لأنه بإختصار يرمي الى حرف البوصلة وأخذ  البلاد  نحو اتجاه آخر، وبجردة حساب للواقع  حّولت السلطة أرض البحرين من ساحة تنادي بحرية الرأي والتعبير والمطالبة بالإصلاح والحقوق المشروعة إلى  قواعد عسكرية للكيان الاسرائيلي.

من هنا جاء تأكيد الكلمات المتنوعة الأطياف خلال  اللقاء التضامني بقاعة رسالات، وفي مقدمتها  موقف نائب الامين العام لجمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي على  التصدي لكل مشاريع  السلطة  التطبيعية " فالمتتبع لسلوك النظام خلال الاشهر الأخيرة في تفاصيل ادارة الدولة امنياً ومعلوماتياً وعسكرياً رغم الرفض الشعبي العارم".

ففي ذكرى 14 فبراير وتزامنا وانعقاد اللقاء التضامني ذكّر النظام العالم بخيانته للقضية الفلسطينية،حيث انشغلت البحرين رسمياً بإستقبال رئيس وزراء  الكيان الاسرائيلي نفتالي بينيت الضيف الذي اعتبر أنه  دنس ارض اوال وغير مرحب به شعبيا، وكما قال امين عام "الوفاق": "لا اهلا ولا سهلا ".

سبق زيارة رئيس حكومة اسرائيل تعيين عسكري اسرائيلي رفيع المستوى في منصب ضابط ارتباط للبحرية الصهيونية والذي مُنح له موطئ قدم في الاسطول الخامس الاميركي، وأعطي ضوء اخضر بتوسيع نفوذه عسكريا واستخباراتيا على شواطئ الجزيرة الصغيرة التي لا يستطيع المواطن البحريني الوقوف عليها لأن اراضيها سرقت من قبل المتنفذين ،وتحوّلت مياهها الى قواعد عسكرية لأساطيل الغرباء.

إذا ماذا تبقى من  البحرين  في ظل وجود قواعد عسكرية ثلاث "اميركية وبريطانية وجديدها الاسرائيلية"؟ وماذا عن السيادة البحرية المنتهكة، وهل اقتراب النظام  من الكيان الاسرائيلي  يحميه ويضمن له الحماية؟

بلا شك هي استراتيجية نظام البحرين ومعادلة ردعه الجديدة لمواجهة من يعتبرهم اعداء له، وبتوصيف أدق "مواجهة العدو الإيراني" على حد زعمه  وهذا ما دفعه الى طلب الحماية من اسرائيل وتكريس وجودها و تعزيز قوتها من أجل ضمان قوته كدولة.
 
اذا يستمد نظام البحرين جرعات قوة من  القواعد العسكرية الاجنبية  المنتشرة في مياهه الاقليمية وفي طليعتها القاعدة البحرية الاسرائيلية التي زرعها مقابل الشواطئ الايرانية، محوّلا بذلك أرض البحرين الى "ساحة  لأنطلاق أعمال عدائية ضد دول المنطقة والجيران الإقليميين من أجل البحث عن شرعة له عند من لا يملكها، وهذا ما ترفضه جمعية الوفاق وقوى المعارضة البحرينية وجميع عموم الشعب الذي ما زال رافضا لكل اشكال التطبيع الخيانة  ومتمسكا بالقضية الفلسطينية التي كان النظام سابقا يتلكأ وراء ادعاء دعمه لها، قبل أن تنكشف نواياه وخططه العبثية  بإبرام اتفاقية " ابراهام" التطبيع العلني مع اسرائيل في البيت الابيض  بتاريخ 16 سبتمبر عام 2020، ومحاولاته الرامية الى  طمس قضية الأمة العربية " فلسطين" التي ما زال الشعب البحريني متمسكا بها، منذ حقبة الأربعينيات الى وعد بلفور حتى اليوم، مقاوماً في الساحات السلمية من أجل نصرتها والتظاهر رفضاً لبيعها والتآمر عليها من بوابة  التطبيع والسلام المزعوم مع الاحتلال الاسرائيلي.

اذاً فلسطين حاضرة في 14 فبراير وكل مناسبة وطنية وحتى خلال لقاءات الضامن العربية. معادلة صعبة  تفرض نفسها قوامها فلسطين قضية الامة والشعب البحريني، مهما طبّع المطبّعون.

الثورة البحرينية

إقرأ المزيد في: مقالات مختارة