طوفان الأقصى

الخليج والعالم

"الديمقراطية الأميركية" تواجه المخاطر.. أميركا على حافة حرب أهلية جديدة!
14/12/2021

"الديمقراطية الأميركية" تواجه المخاطر.. أميركا على حافة حرب أهلية جديدة!

كتب وليام جيل وداريل ويست مقالة نشرت على موقع معهد "Brookings" تحدثا فيها عن مدى نسبة التأييد للانفصال عن الولايات المتحدة في الداخل الأميركي، حيث اعتبرا أن ذلك مؤشر على تدهور "المزاج المدني". 

واستشهد الكاتبان باستطلاع أجرته جامعة "Hostra" في أيلول العام الماضي كشف أن نسبة ما يقارب ٤٠٪ من الناخبين "المرجحين" تؤيد انفصال ولايتهم عن الولايات المتحدة في حال خسر مرشحهم. واستشهدا باستطلاع آخر أجرته "YouGov" و"Bright Line Watch" في شهر حزيران الماضي كشف أن نسبة ٣٧٪ من الاميركيين تدعم فكرة الانفصال عندما طرح عليهم السؤال عما اذا كانوا يدعمون الانفصال عن الولايات المتحدة للانضمام إلى اتحاد آخر، وأشارا في نفس الوقت إلى أن نسبة التأييد الأعلى في هذا الاستطلاع كانت في الولايات الجنوبية ولدى أنصار الحزب الجمهوري. 

غير أن الكاتبين لفتا إلى أن المسألة تشمل الليبراليين ايضاً حيث استشهدا باستطلاع أجرته جامعة فرجينيا في شهر تموز الماضي كشف أن نسبة ٤١٪ من أنصار الرئيس الحالي جو بايدن (إلى جانب ٥٢٪ من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب) تدعم أقله نسبياً فكرة تقسيم البلاد، وأشارا إلى أن الاستطلاع هذا بيّن أن هناك فئتين مختلفتين بالكامل هما على استعداد لاتخاذ مثل هكذا اجراء، وهما سكان الولايات الجنوبية المحافظة الذين يرفضون السياسات الليبرالية من جهة، وسكان ولايات الساحل الغربي وشمال شرق الولايات المتحدة الذين يدعمون السياسات الليبرالية من جهة أخرى. 

وقال الكاتبان انه ليس واضحاً ما إذا كانت ستتحول الولايات المتحدة إلى دولتين أو عدة دول في حال حصلت عمليات الانفصال بالفعل، حيث تحدثا عن سيناريو مشابه لأوروبا بنشوء عدة كيانات كون حالة الاستقطاب في الداخل الأميركي هي في نسب متفاوتة بين منطقة وأخرى، وتحدثا عن سيناريو نشوء عدة دول تتبع سياسات متباينة في مجالات مختلفة، بحيث تقرر الغالبية في المناطق المعينة السياسات المتعبة في ملفات مثل وباء الكورونا وضبط حيازة السلاح وغيرها من الملفات. 

وتناول الكاتبان تداعيات مثل هذه السيناريوهات على المؤسسة العسكرية الأميركية حيث أشارا إلى أن هناك العديد من القواعد العسكرية المنتشرة في كل أنحاء أميركا، غير أنهما قالا ان الجنوب سيكون لديه أكبر عدد من القوات والقواعد العسكرية في حال انقسم البلد وأصبحت كل ولاية تتحكّم بالقواعد الموجودة في المناطق التابعة لها، ونبها إلى أن ذلك ستكون له تداعيات كبرى على صعيد السياسة الخارجية سواء على مستوى قارة أميركا الشمالية أو العالم، ولفتا في الوقت نفسه إلى أن عدد القواعد العسكرية في شمال شرق البلاد هو أقل نسبياً مقارنة مع بقية البلاد وبالتالي فإن المناطق الواقعة في الشمال الشرقي ستكون في موقع الضعف على هذا الصعيد مقارنة مع المناطق الجنوبية. 

كذلك أضاف الكاتبان أن بعض المسؤولين يتحركون باتجاه إنشاء وحداتهم الخاصة إدراكاً لمكاسب القوة العسكرية في ظل أجواء "التفتت الجيوسياسي"، وأشارا في هذا الإطار إلى اقتراح حاكم ولاية فلوريدا "Ron DeSantis" إنشاء وحدة "حرس" تابعة لولاية فلوريدا تكون تحت إمرته وليس تحت امرة البنتاغون أو قوات الحرس الوطني التابعة للولاية. 

وفيما قال الكاتبان إن سيناريو انفصال الولايات يبقى مستبعداً اعتبرا أن مجرد ذكر هذا الموضوع في الخطاب العام يكشف المخاطر التي تواجهها "الديمقراطية الأميركية" اليوم، وأوضحا أن حالة الاستقطاب الحادة جعلت الناس منفتحين لأي سيناريوهات وأن السيناريوهات التي كانت تعتبر مستحيلة ربما أصبحت الآن جزءا من الواقع المحتمل.  

كذلك شدد الكاتبان على ضرورة عدم تجاهل مثل هذه المعتقدات حيث قالا انها قد تؤشر على مستقبل يختلف جوهرياً عن "الماضي القريب". 

أميركا على حافة حرب أهلية جديدة

وفي سياق غير بعيد، كتب الصحافي تشارلز بلو مقالة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز" تحدث فيها عن وجود الكثير من القواسم المشتركة بين ما يجري في الولايات المتحدة اليوم وما كان جرى قبل حوالي مئتي عام، معتبراً أن البلد أصبح على حافة حرب أهلية جديدة. 

ولفت الكاتب الى أنّ الحرب الأهلية التي يتحدث عنها ليست عبارة عن حرب قتالية تودي بحياة المئات، بل حرب ستخاض في المحاكم وصناديق الاقتراع جراء صدور قانون جديد في ولاية تكساس الأميركية يحظر عمليات الإجهاض بعد مرور ستة أسابيع على فترة الحمل، معتبراً أن ذلك يشكل انتهاكاً لحقوق المرأة، واعتبر أنّ هذه الحرب لن تتمحور فقط حول قهر السود بل أيضاً قهر جميع من يتحدى "سلطة البيض العنصرية". وتابع أن هذه الحرب ستستهدف كل الفئات "الغربية" مثل السود والمهاجرين والمسلمين واليهود والنساء وغيرهم. 

وبناء عليه، رأى الكاتب أن المعارك التي تخاض اليوم في المحاكم حول قانون تكساس هي بمثابة اختبار، معتبراً أنّ ما يحصل على هذا الصعيد يجب أن يثير مخاوف كل الأطراف، محذرًا من وصول الأمور إلى مرحلة جديدة من تردي الوضع في أميركا.

واشنطن

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم