طوفان الأقصى

خاص العهد

هل تحضر سوريا في القمة العربية المقبلة في الجزائر؟
11/11/2021

هل تحضر سوريا في القمة العربية المقبلة في الجزائر؟

محمد عيد - علي حسن

زيارة وزير الخارجية الاماراتي مع وفد رفيع المستوى إلى العاصمة السورية دمشق طوت صفحة القطيعة وشكلت بداية عهد جديد في تعاطي العرب مع سوريا. وتعتبر هذه الزيارة أول زيارة رسمية إماراتية إلى سوريا منذ بدء الحرب الإرهابية عليها، في خطوة يراها العديد من المراقبين البداية الفعلية لكسر القطيعة الدبلوماسية العربية مع دمشق، وبداية تبلور قناعة عربية بأن دمشق رقم صعب وإن لم يكن هناك من سبيل لقهرها على تغيير مواقفها فالأفضل أن يتم احتواؤها.

مهند الحاج علي: الزيارة تتجاوز في مضامينها مسألة عودة العلاقات

يرى عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أن "الوفد الإماراتي الذي زار دمشق وضم إليه شخصيات رفيعة المستوى و"مؤثرة جدًا" على الساحتين الخليجية والعربية، والذي يترأسه عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويُرافقه كل من خليفة شاهين وزير دولة في الخارجية الإماراتية، وعلي محمد حماد الشامسي رئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بمرتبة وزير، يحمل عناوين التحول في التكتيك العربي المتبع حيال دمشق وإن من بوابة الاقتصاد المرتبط حتمًا بالسياسة.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري عقب الزيارة مباشرة يشير الحاج علي إلى طبيعة المباحثات التي جرت بين الوفد الإماراتي والقيادة السورية حيث تم البحث في العديد من الامور وعلى رأسها الشؤون الاقتصادية والتسهيلات المقدمة من كلا البلدين على المعابر الحدودية لتعزيز التبادل التجاري.

وبحسب عضو مجلس الشعب السوري فإن في هذا رسالة واضحة لكن من يروج أن سوريا بقيت طوال فترات الأزمة "الرقم الصعب" الذي لا يمكن تجاوزه، هذه الزيارة تتجاوز في مضامينها مسألة عودة العلاقات التي لم تنقطع أصلا فلو كانت هذه الزيارة لاعادة العلاقات، لرأينا زيارات ذات طابع سياسي وديبلوماسي وامني بين البلدين تمهد للزيارات ذات الطابع الاقتصادي".    

ويشدد عضو مجلس الشعب السوري لـ"العهد" على أن التعاون السياسي والأمني بين سوريا وبعض العرب كان يسير على قدم وساق وبعيدًا عن عدسات الكاميرات، كالعلاقة مع الأردن ومصر، حفاظًا على عدم احراج هذه الدول أمام أمريكا التي كانت متعنتة برأيها ضد سوريا "، ويبدو أن هذا الموقف بدأ يلين، لذلك نرى هذه العلاقات بدأت تطفو على السطح سواء بضوء أخضر أمريكي أو لا".

عضو مجلس الشعب السوري نوه في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن كل ما تقدم يشير إلى أن العالم كله بدأ يعي موقع سوريا الجيوسياسي والجيو اقتصادي الذي لا يمكن تجاهله، وأن هذه الحرب على سوريا أضرَّت بمصالح الدول العربية كما أضرّت بمصالح سوريا، وثباتها على مواقفها الداعمة لمحور المقاومة والرافضة للتطبيع، سواء مع الاسرائيلي او مع الامريكي، في ظل التفاف الشعب حول هذه القيادة".

وتوقع الحاج علي أن تحمل هذه الزيارة أيضًا دعوة سياسية لسوريا لكي تعود الى مقعدها في الجامعة العربية "وهنا نستطيع أن نقول إن الجامعة ستعود لعروبتها وقد تستعيد ثقلها السياسي العالمي قريبًا".

دنورة: عودة العلاقات الطبيعية بين سوريا وبعض الدول العربية مستمرة

من جهته، المحلل السياسي السوري الدكتور أسامة دنورة أكد لموقع "العهد" الإخباري أنّ "حركة عودة العلاقات الطبيعية ما بين سوريا وبعض الدول العربية مستمرة ولكن تمر بعتبات ومفاصل وهذه الزيارة تبدو مفصلًا مهمًا في هذا الإطار. وهذا يشير إلى أنّ السياسات الأمريكية للضغط على الدول العربية في محاولة استمرار سياسات العزل والمقاطعة تتراجع بعد أن ثبُت فشلها ومن الواضح أنّ المرحلة الجديدة لا يمكن فيها إلا أن تسحب السياسات القديمة وتُطرح أخرى جديدة لكي تكون هناك استعادة للحد الأدنى من منظومة العمل العربي المشترك".

وأضاف: "الدور السوري وثقل دمشق في المنظومة العربية افتُقِدَ كثيرًا حيث كان من شأن الدور السوري حل العديد من الأزمات العربية كالحرب التي تشن على اليمن وما يتعلق بالوضع في العراق ولبنان، ولذلك تبدو عودة العلاقات السورية العربية خاصة مع دول الخليج تمهد لملء الفراغ الكبير في المنظومة العربية كما أنها تثبت نجاح سوريا في الحرب على الإرهاب".

 الأصفري: لا نستبعد أن تكون سوريا حاضرة في القمة العربية المقبلة

بدوره، يرى المحلل الاستراتيجي السوري علاء الأصفري في حديثه لـ"العهد" أنّ "الاتصالات لم تنقطع بين سوريا والإمارات، وإن كانت سرية طوال السنين الماضية، ولكن الضغوط الأمريكية كانت تحول دون إظهار تلك العلاقات بينما اليوم تتوج بزيارة علنية للسيد وزير الخارجية الإماراتي وهي بداية عودة الحضن العربي الى سوريا"، مضيفًا "هناك قمة عربية في شهر آذار المقبل في الجزائر لا نستبعد أن تكون سوريا حاضرة فيها فهذه الزيارة الإماراتية إلى سوريا تمهيد للانفتاح الدبلوماسي نحو دمشق والإمارات العربية المتحدة لها ثقل عربي كبير ولها باع طويل في المصالحات العربية العربية وسباقة لحل الخلافات بين الأشقاء العرب".

الإمارات العربية المتحدة

إقرأ المزيد في: خاص العهد