يوميات عدوان نيسان 1996

منوعات ومجتمع

خربة
15/03/2021

خربة "برناط" تواجه أطماع المستوطنين

على قمة السفح الشمالي لجبل عيبال وإلى الشرق من بلدة عصيرة الشمالية يقع الموقع الأثري المعروف باسم "برناط".

تبلغ مساحة الأراضي المحيطة بهذا الموقع الأثري 37 دونما حسب تقرير لموقع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم.

حجارة متراصة فوق بعضها البعض، صامدة شامخة، تتحدى اليد المحتلة التي قرّرت أن تكون وجهتها اليها للاستيلاء عليها وسلبها من أهلها تحت ذرائع دينية وتاريخية، اذ يدعي المستوطنون أن هذا الموقع الأثري هو مذبح يوشع بن نون.

وعن سبب تسمية "برناط" بهذا الاسم، يحدثنا عضو مجلس بلدية عصيرة الشمالية جمال ياسين، والذي يقول: "حسب أهالي عصيرة الشمالية، فهذا الموقع نسميه برناط أو منطقة البروج وسبب هذه التسمية أن هذه المناطق جميعها كانت بمثابة سلة غذائية لأهالي عصيرة الشمالية، حيث كانت جميعها تزرع بالقمح والشعير وكثير من الحبوب الأخرى لأن أهالي عصيرة كانوا يمارسون الزراعة بشكل كبير، ولكن بعد تطور الزمن واتجاه اهالي عصيرة الى الوظائف أهملت هذه المنطقة، ونحن نأمل بالعودة اليها بشكل كبير".

ويتابع: "حسب أجدادنا انهم هم من قاموا ببناء هذه السلاسل الحجرية، وهم من قاموا بإنشاء هذا المبنى حيث كان يستخدمه المزارعون ليكون مأوى لهم من مطر الشتاء وحر الصيف، حيث كانوا يضعون ادواتهم الزراعية ومواشيهم في هذا المكان لفترات زمنية طويلة، وهذا تأكيد على أن هذا المكان ليس بمكان يهودي نهائيا".

من جانبه، يوضح الباحث التاريخي غسان دويكات حكاية الموقع والادعاءات التي يطلقها المستوطنون، فيلفت الى أن "أصل القصة انه بعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة عام 1967 شرع الآثاريون الإسرائيليون بتنقيب تلال الضفة باحثين عن مجد غابر، واعتقد آدم زرتال، وهو من أشد المتحمسين للموقع، انه وجد مذبح يوشع بن نون في برناط، وأرخ لذلك بالقرن 13 قبل الميلاد".

الريح جاءت خلاف ما اشتهت السفن، فقد كان هناك جملة من الاسباب التي تنفي ادعاءه، إذ عارضه في اعتقاده هذا عدد كبير من رواد علم الآثار، الفلسطينيين والاسرائيليين أنفسهم أمثال إسرائيل فنكلشتاين، والغربيين مثل كاثلين كنيون ونيل أشر سلبرمان.

كما أنه لم يكن في أرض كنعان ديانة توحيد في القرن 13 ق.م، بل كانت ديانات وثنية، والمذبح كنعاني قُدمت عليه القرابين لآلهة الكنعانيين.

يضاف الى ذلك أن الديانة اليهودية أخذت تتبلور وتتشكل في فترة السبي البابلي، ولم تأخذ شكلها إلا عام 539 ق.م، عند العودة من السبي زمن قورش الفارسي.

كما أن جبل عيبال ووفقا للتوارة هو جبل اللعنة، فلا يمكن لنبي أن يبني مذبحه على هذا الجبل، وذلك وفقا للسامريين.

وقد أثبت علم الآثار بطلان نظرية الدخول العسكري ليوشع بن نون.

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع