طوفان الأقصى

منوعات ومجتمع

أشهر التقاليد العاشورائية في إيران
05/09/2019

أشهر التقاليد العاشورائية في إيران

تناقل أهالي أذربيجان وأردبيل في الجمهورية الإسلامية العديد من العادات والتقاليد المرتبطة بمحرم وعاشوراء أشهرها "شاه حسين" التي تبدأ من أواخر شهر ذي الحجة وتستمر حتى ظهر يوم عاشوراء، ينشد المشاركون في العزاء الحسيني عبارات خاصة مع حركات محددة باستخدام العصا التي تستخدم حاليا بدلا عن السيف.

يقف المعزون بشكل منتظم في هذه المراسم يضعون العصا على الأرض ويرددون بصوت عالٍ "شاخ سي" اي (الشاه حسين)، ثم يرفعون العصا نحو الأعلى لتصل إلى مفرق الرأس ويرددون بصوت عالٍ "واخ سي" إي (واي حسين)، كما يضع المشاركون ايديهم على أكتاف بعضهم الآخر كدليل على الوحدة والتماسك.

وتشير هذه الحركة إلى حرب الامام الحسين (ع) وأصحابه بوجه يزيد بن معاوية في صحراء كربلاء.

"رفع الأواني"

أما العادة الأخرى وهي "رفع الأواني" فتنتشر بشكل خاص في مدينة اردبيل، وتسمى بالفارسية "طشت كذاري" وتقام في الأيام الثلاثة التي تسبق محرم، فيتقاسم المشاركون الأيام الثلاثة بالتناوب للقيام بهذا التقليد.

ويتجمّع المشاركون في تقليد "رفع الأواني" في الحارات حيث يقوم كبار الحاضرين برفع الأواني فوق رؤسهم ويجب أن تكون برونزية أو نحاسية.

ويتجه المشاركون نحو المساجد وهم يكرورن شعار "الدخيل يا أبو الفضل"، يدخل بعدها حمل الأواني إلى المسجد بعد الدوران حوله ويضعون الأواني في أماكن مخصصة، ثم يملأها آخرون بالماء الذي حمل أيضاً في جرار على الأكتاف

 

أشهر التقاليد العاشورائية في إيران

ويعتقد بعض المؤرخين بأن هذا التقليد يرمز إلى أهمية المياه ومكانتها في حادثة عاشوراء، ويقول البعض أنه حسب رواية عاشوراء تم قطع الطريق على الامام الحسين (ع) أثناء مسيره وأهله قبل وصولهم إلى سهل نينوى، مما أدى إلى نقص ذخيرة الماء الموجودة مع القافلة، فأمر الامام بوضع المياه الموجودة في القُرب ووضعها في الأواني ليشرب منها جميع الموجودين حتى جيش العدو.

كما ينادي المشاركون في هذا التقليد ندائهم لـ "أبو الفضل العباس" للتذكير بعظمة ووفاء المضحي حامل اللواء وساقي العطاشى.

مراسم نخل المآتم

تعتبر مراسم نخل المآتم أو ما تعرف باسم الطواف بالنخيل إحدى أشهر وأقدم المراسم التقليدية في وسط ايران وصحراء كوير، حيث تقام في عدة مدن منها قم وكاشان وابيانه وخور وبيابانك وزواره واردستان ونايين وغيرها، إلا ان أعرق هذه المراسم تقام في يزد.

يجمع أهالي المدينة مساهمات الراغبين في المشاركة وتبرعاتهم العينية والمادية تحضيرا لشهر محرم الحرام، أغلب المساهمات تكون بالأقمشة السوداء والملونة وألواح الخشب التي تجمع من أجل صناعة "النخلة"، والنخلة هي شكل خشبي ضخم يصنع يشبه شجرة النخيل إلى درجة ما، وله عدة أسماء أشهرها النخلة.

 

أشهر التقاليد العاشورائية في إيران

بعض أشجار مدينة يزد موقوفة لأجل هذا البناء الخشبي، الذي يساهم في صنعه متطوعون من شباب المدينة ورجالها، يبدأ العمل مبكراً لشد ألواح الخشب ورفعها بألواح أخرى لتحمل على الأكتاف في يوم عاشوراء، تغطى النخلة بأقمشة سوداء وأخرى ملونة تحمل رموزاً مختلفة، لكن رمز النخلة الرئيسية يعني جثمان الامام الحسين (ع).

يرى بعض المؤرخين أن هذه التسمية جاءت من احترام سكان البادية بشكل خاص للنخيل فيما يرى البعض أن أول تصميم خشبي صنع لهذه المراسم كان من أشجار النخيل وربما حمل من أرض العراق، وهناك رواية تقول أن جثمان الامام الحسين (ع) حمل يوم عاشوراء على جذع شجرة نخيل وشيع إلى مثواه الأخيرة.

كل هذه الدلالات تنعكس في مراسم نخل المآتم في يوم عاشوراء حيث يحمل عدد كبير من الرجال هذا النخلة في مراسم مهيبة يشارك فيها أهالي المدينة من مختلف الطوائف، حيث يشارك ايضاً الزرادشتيون في صنع النخلة والمراسم احتراماً منهم للامام الحسين (ع).

مراسم "جاووش العزاء" (منادي العزاء)

تقام هذه المراسم بشكل أساسي في مدينة "كاشان" إلى جانب بقية التقاليد المتبعة في عاشوراء في منطقة صحراء كوير وسط ايران، يستقبل أهل كاشان محرم بقراءة المراثي والإعلان عن بدء العزاء عبر موكب يعرف باسم "منادي العزاء"، في بعض الأحيان تكون قراءة المراثي بشكل فردي وأحياناً أخرى بشكل جماعي.

 

أشهر التقاليد العاشورائية في إيران

ينطلق الموكب قبل أيام من شهر محرم وينشد الأهالي المراثي بصوت عذب، يرافقهم حملة الأعلام، ويرتدي الجميع ملابس نظيفة وشالات مرتبة.

ويحفظ أهل كاشان نص المرثية المخصصة لهذه المراسم منذ 500 عام.

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع