نقاط على الحروف
سردية العدوّ في إعلام الـMTV
لطيفة الحسيني
متى يتوقّف بعض الإعلام اللبناني عن السير بالسرديات الإسرائيلية؟ خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، ومنذ تنفيذ حركة حماس عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تُبرّز بعض وسائل الإعلام المحلية المناهضة لخيار المقاومة كلّ رواية يصدّرها إعلام العدو. انسجامٌ واضح بين الجانبيْن. لغةٌ مُستنسخة عمّا يورده العدوّ في صُحفه ومواقعه وقنواته وإذاعاته.
نفق جبيل المزعوم
النفق المزعوم في جبيل والذي حسم العدوّ فقط أنه عائدٌ إلى المقاومة تبنّت قناة الـMTV فرضيّته، وعملت على تظهيره وكأنه حقيقة، على الرغم من إيفادها مراسلة إلى المنطقة والتحرّك فيها بحريّة تامة والتحدث من هناك مع أحد المهندسين العاملين في مصلحة المياه في جبل لبنان والنائب السابق فارس سعيد المعروف بعدائه لحزب الله.
القناة هنا تحاول الإيحاء بأنها تتحقّق من الخبر والادّعاء، لكن أداءها في الحقيقة يشي بشيء واحد: تصديق كلام مركز "ألما" الإسرائيلي الذي أشاع الرواية منذ نحو سنة. ماذا يعني استخدام عبارات تحمل إشارات تشكيك كـ"المعنيون فقط يدخلون النفق"، وطرح سؤال على أحد المهندسين "هل نحن أكيدون من هذا الموضوع؟ أو هل يعقل أن يكون لأيّ طرف آخر إمكانية الوصول إلى هذا النفق؟"، وماذا يعني أيضًا القول "وجود الأنفاق واقعٌ واحتواؤها على صواريخ احتمال"؟، ثمّ استصراح مواطنين من المنطقة لا يردّدون إلّا عبارة "شي بخوّف"؟
هل من البراءة اعتماد هذا الأسلوب في الكتابة الإعلامية وصياغة التقارير الإخبارية؟ ألّا يدلّ ذلك سوى على إصرار بالسيْر بكلام مركز إسرائيلي يقدّم نفسه على أن معلوماته مُستقاة من استخبارات العدو.
رسالة السنوار المُختلقة
ماذا عن رواية الإعلام الإسرائيلي عن رسالة مزعومة بعث بها قائد حركة حماس في قطاع غزّة يحيى السنوار إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، تتضمّن اختلاقات لا تصبّ سوى في مصلحة الدعاية السياسية التي يعتمدها الصهاينة في الحرب المستمرة مع المقاومة في فلسطين ولبنان؟ تخصيصُ دقيقتيْن و47 ثانية والاستناد إلى معلومات لم ترد إلّا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية لترداد فكرة واحدة: السنوار غاضب من السيد والوثائق المدّعاة التي عثر عليها جيش الاحتلال في غزّة، تؤكد ذلك.
مهمّة القناة لا تقف عند حدود نقل ما هو مُفبرك، بل تتّسع لتستعيد رواية تندرج في سياق الدعاية الإعلامية ذكرتها صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية قبل شهريْن عن غضبٍ مُتبادل بين حماس وحزب الله.
ما تقدّم يُثبت أن قناة MTV لن ترتاح سوى بتبنّي ما يُسيء إلى المقاومة، وإذا كان صادرًا عن الكيان الصهيوني فــ"زيت على زيتون". الهدف هو محاربة المقاومة وفصائلها في لبنان وخارجه بتصديق قصصٍ يختلقها العدو، وتركيزها في أذهان جمهورها.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024