هل أراد العدو الصهيوني حرباً مباشرةً بين أمريكا وإيران؟

دمشق ـ علي حسن

لا شك أنّ اغتيال القائدين الشهيدين الفريق قاسم سليماني و القائد أبو مهدي المهندس مطلبٌ وهدفٌ كبير للعدو الصهيوني لما كان لهما من دور كبير في قيادة الجانب العسكري لمحور المقاومة، ولكن أن يجرؤ العدو على اغتيالهما بنفسه فهو أمرٌ لا يقدر كيانه الغاصب على حمل تبعاته فحينها لن يسلمَ شبرٌ واحد من صواريخ المقاومة دون أدنى شك، ولذلك كان التنفيذ بيد أمريكية، فإيران لم تسكت لأمريكا عن فعلتها حتى تسكت للعدو الصهيوني لو أقدم على ذلك، ولكن هل أراد العدو بذلك اشتعال حرب مباشرة بين إيران وأمريكا أم أنه يدرك أنه خاسرٌ في كلتا الحالتين؟.

هل أراد العدو الصهيوني حرباً مباشرةً بين أمريكا وإيران؟

الإعلامي الفلسطيني والخبير بالشؤون الصهيونية الدكتور بسام رجا قال من دمشق لموقع "العهد" الإخباري أنّ :" القلق الأمني تصاعد و تزايد لدى كيان العدو الصهيوني بعد أن وجهت إيران الضربة القاسية للقوات الأمريكية في العراق و تحدثت القراءات الصهيونية و مراكز الأمن القومي الصهيوني مؤخراً أنّ إيران أخلّت بضربتها موازين القوى"، مضيفاً أنّه " حين قامت إيران بإطلاق وابل الصواريخ البالستية على قاعدة عين الأسد الأمريكية دفع نتنياهو بوزرائه إلى الاختباء والصمت وكأن الصواريخ سقطت على رأس الصهاينة لا على رأس الأمريكيين والمسألة بالنسبة للمؤسستين العسكرية والأمنية الصهيونيتان تشكل خوفاً متصاعداً رغم أنّ استهداف القائدين سليماني والمهندس كان مخططاً من أمريكا والعدو الصهيوني فالارتباط بين المشروعين الأمريكي والصهيوني ارتباط عضوي".

وأكد رجا لـ"العهد" بأنّ "الأمريكي خسر بمجرد استهدافه وكُسرت هيبته والخوف الصهيوني يحرض اليوم على أن تبقى أمريكا في المنطقة لأجل الدفع بخطوات قادمة لحمايته و لكن بنفس الوقت بدأ الأمريكي نفسه يعرف أنّ البقاء أيضاً بات خطيراً في حال فتحت المقاومة العراقية ضده بما يعني تكرار مشهد التوابيت الطائرة"، و أشار إلى أنّ: " الحرب الشاملة تخيف كيان العدو لأنّها إن حدثت فأوَل صاروخ سيكون على تل أبيب و ستفتح النار على ضرب مواقع حساسة داخل الأراضي المحتلة يظنَها العدو آمنة و ذلك سيكون من كل الجهات، من الفصائل الفلسطينية و من حزب الله و سوريا و بدأ العدو يشعر بذلك و الدَليل هو إخلاء المناطق الحدوديَة اليوم من كل الصهاينة خوفاً من انزلاق الأمور إلى الحرب بعد استهداف القائدين الشهيدين سليماني و المهندس".

هل أراد العدو الصهيوني حرباً مباشرةً بين أمريكا وإيران؟

و من جهته رأى الدكتور إبراهيم علوش لـ"العهد" بأنّ " كل ما جرى من اغتيال الشهيدين هو حسبة صهيونية فالنمط الذي تم به اغتيالهما هو النمط المألوف للموساد الصهيوني باغتيال القيادات المقاومة في السَاحتين اللَبنانية و الفلسطينية و عمليَة اغتيال سليماني و المهندس تمَت خدمةً لأهداف صهيونيَة كما أنَ كيان العدو من قبل الاتفاق النووي مع إيران و هو يدفع الولايات المتحدة لشنَ حرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مضيفاً أنّ :" العدو يدرك أنَ استهداف القائد سليماني لا يمكن السَكوت عنه بحيث تصل الأمور إلى اشتعال حرب مباشرة بين إيران و أمريكا و هذا ما كان يريده"، مؤكداً لـ"العهد" بأنّ:" إيران تدرك المطلب الصهيوني بإعلان الحرب المباشرة على إيران و لذلك كان الرَد حريصاً على عدم الانزلاق إلى حرب مباشرة مع توجيه صفعة كبيرة لأمريكا تفتح المجال أمام مرحلة جديدة من المقاومة". لأمريكا تفتح المجال أمام مرحلة جديدة من المقاومة".

وأضاف علوش" الرد الإيراني كان محسوباً بطريقة معينة تحقق هدفاً استراتيجياً، هو رد لا يهدف لإسالة الدماء فمنطق إيران ليس كمنطق أمريكا و التنظيمات الإرهابية التكفيرية اللتان تعيشان على إراقة الدماء، كما أنّ إيران قد أصابت أمريكا بردها في مقتل استراتيجي أهم مافيه أنه صدقةٌ جارية إن صح التعبير بمعنى أن الرد سيؤدي لقيام ردود مماثلة من غير طهران في أماكن مختلفة قد تكون في العراق و خارجه من قبل محور المقاومة و الرد بكل تأكيد أنشأ مدرسةً في مقاومة الطغيان الأمريكي بحرب غير مباشرة بدل الحرب المباشرة و لكنه بذات الوقت أوصل رسالة بأن طهران قادرة إن أراد الأمريكي التمادي أكثر".

و اعتبر علوش أنّ " الرد غيّر المعادلة في المنطقة و فتح الأبواب على مقاومة الاحتلال الأمريكي و انحسار نفوذها و صعود إيران لرأس الدول الإقليمية المنافسة لأمريكا و بالتالي هو عمل غير مسبوق ضد الهيمنة الأمريكية"، مؤكداً أنّ " الباب قد فتح أمام المقاومة العراقية خصوصاً و سيشكل استمراراً لما قامت به بين عامي ألفين و ثلاثة و ألفين و إحدى عشر حين كبدت أمريكا آلاف القتلى باستهداف قواتهم المتمركزة بالعراق كما أنه فتح الباب أمام المقاومة الشعبية في شرق الفرات بسوريا و الوجود الأمريكي هناك".

و تابع علوش بأنّ " المعركة السياسية لإخراج القوات الأمريكية من العراق تسير بمحاذاة المعركة الميدانية فرافعة النجاح في السياسة هو العمل الميداني و تصعيد عمل المقاومة ضد القواعد الأمريكية في العراق سيساعد كثيراً على إخراج الأمريكي في السياسة و إكمال ما قام به البرلمان العراقي بإصدار قرار إخراج الأمريكي"، لافتاً إلى أنه " يجب الحذر من استغلال حراك الشارع العراقي الأخير و تجيير المطالب المحقة للعراقيين بقضايا كثيرة لمحاولة الإطاحة بمن يطالبون بإخراج القوات الأمريكية و لذلك معركة إخراج الأمريكي أساسها العمل الميداني للمقاومة العراقية و هي معركة لا تختلف عن معركة تحرير فلسطين".

و أكد علوش لـ"العهد" أنّ " أمريكا تدرك تماماً كيفية و هدف الرد الإيراني ضدها و لذلك ستسعى إلى تجيير الشارع العراقي لخدمة مصالحها كما أن ترامب يريد إعادة التفاوض على الاتفاق النووي بشروط جديدة"، و ختم حديثه بأنّ المعركة قد بدأت و فُتحت مرحلة جديدة عنوانها إخراج الأمريكي من المنطقة و لكنها لن تأخذ شكل الحرب المباشرة و هي حرب يفترض أن يخوضها أبناء الشعب العربي ضد الاحتلال الأمريكي و قواعده".

https://www.alahednews.com.lb/article.php?id=15095&cid=153