ميثاق مدرسة الحاج قاسم

إلى السياسيين..

العنوان السادس


خطابي للسياسيّين في البلاد

أرغبُ في مخاطبة السياسيّين في البلاد بملاحظة مقتضبة، سواء كانوا من الذين يطلقون على أنفسهم اسم الإصلاحيّين أو الذين يسمّون أنفسهم بالأصوليّين، ما كنت أتألّم لأجله دائمًا هو أنّنا، بشكلٍ عامّ، ننسى الله والقرآن والقيم في مرحلتين، بل نضحّي بكلّ هذه الأمور. أعزّائي، مهما تنافستم وتجادلتم فَلْتَعْلَموا أنّه عندما تؤدّي تصرّفاتكم وتصريحاتكم أو مناظراتكم إلى إضعاف الدين والثورة، بنحو من الأنحاء، فسوف تكونون من المغضوب عليهم من قبل نبيّ الإسلام العظيم (ص) وشهداء هذا النهج. ميِّزوا الحدود ولا تخلطوها، إذا كنتم ترغبون في أن تكونوا مع بعضكم. فشرط ذلك هو الاتفاق حول المبادئ والتصريح الواضح بها، المبادئ ليست طويلة وتفصيليّة، المبادئ عبارة عن بضعة أصولٍ هامّة:

1- أوّل هذه الأصول هو الاعتقاد العمليّ بولاية الفقيه، أي أنْ تُنْصِتوا إلى نصائحه وتطبّقوا، من أعماق القلب، توصياته وملاحظاته، بوصفه طبيباً حقيقيّاً من الناحيتين الشرعيّة والعلميّة. إنّ الشّرط الأساسيّ لكلّ من يسعى في الجمهوريّة الإسلاميّة لاستلام مسؤوليّة معيّنة، أن يكون لديه اعتقادٌ حقيقيٌّ وعمليٌّ بولاية الفقيه. أنا لا أقول بالولاية التنوّريّة ولا بالولاية القانونيّة، فلا تحلّ أيّ من هاتين مشكلة الوحدة، الولاية القانونيّة خاصّةٌ بعامّة النّاس، من مسلمين وغير مسلمين، إلّا أنّ الولاية العمليّة خاصّة بالمسؤولين الذين يريدون حمل أعباء البلد الجسيمة على عاتقهم، خصوصاً وأنه بلدٌ إسلاميٌّ قدّم كلّ هؤلاء الشهداء.

2- الاعتقاد الحقيقيُّ بالجمهوريّة الإسلاميّة وركيزتها الأساسية، من أخلاق وقيم، وصولاً إلى المسؤوليّات، سواء المسؤوليّة قِبَالَ الشعب أو قِبَال الإسلام.

3- توظيفُ أفرادٍ أنقياءَ وأصحابِ عقيدةٍ يخدمون الشعب، لا أولئك الذين، إنْ استلموا مكتباً في إحدى القرى، يجدّدون ذكريات الإقطاعيّين السابقين.

4- فَلْيَجْعَلوا التصدّي للفساد والابتعاد عن الفساد والبهارج مسلكًا ومنهجاً لهم.

5- أن يعتبروا احترام النّاس وخدمتهم، خلال فترة حكمهم وتولّيهم لأيّ مسؤوليّة، نوعاً من أنواع العبادة، وأن يعتبروا أنفسهم خَدَماً حقيقيين ومطوّرين للقيم، لا أن يطمسوا القيم بحجج واهية.

المسؤولون آباء المجتمع، وعليهم أن يعتنوا بمسؤوليّاتهم فيما يخصّ تربية المجتمع والسهر عليه، لا أن يقوموا بسببِ عدم اكتراثهم، ولأجل بعض العواطف واستقطاب بعض الأصوات العاطفيّة العابرة، بدعم أخلاقٍ تروّج للطلاق والفساد في المجتمع، وينتج عنها انهيار العوائل. الحكومات هي العامل الرئيس في تماسك العائلة، وتشكّل، من ناحية أخرى، عاملاً هامّاً من عوامل تلاشيها، عندما يتمّ العمل بالمبادئ، فسوف يكون الجميع، حينها، على خُطى القائد والثورة والجمهوريّة الإسلاميّة، وسوف تنتج عن ذلك منافسةٌ سليمةٌ ترتكز على هذه المبادئ من أجل اختيار الأصلح.