ميثاق مدرسة الحاج قاسم

إلى الإيرانيين..

العنوان الثالث


خطابي لإخوتي وأخواتي الإيرانيّين

إخواني وأخواتي الإيرانيّين الأعزّاء، أيّها الشّعب الشّامخ والمشرّف، الذي ترخص روحي وأرواح أمثالي، آلاف المرّات لكم، كما أنّكم قدّمتم مئات آلاف الأرواح لأجل إيران والإسلام، فلتحافظوا على المبادئ، المبادئ تعني الوليّ الفقيه، خاصّة هذا الحكيم المظلوم الورع في الدّين والفقه والعرفان والمعرفة، فلتجعلوا الخامنئيّ العزيز عزيز أرواحكم، ولتنظروا إلى حرمته كحرمة المقدّسات.

أيها الإخوة والأخوات، أيها الآباء والأمها، يا أعزائي!

الجمهوريّة الإسلاميّة تطوي اليوم أكثر مراحلها شموخًا، فلتعلموا أنّ نظرة العدوّ إليكم ليست مهمّة، أيّ نظرة كانت للعدوّ تجاه نبيّكم؟! وكيف عامل [الأعداء] رسول الله وأبناءه!؟ وأيّ تهمٍ وجّهوها إليه!؟ وكيف عاملوا أبناءه الأزكياء؟ إلا يؤدّينّ ذمّ العدوّ وشماتته وضغوطاته إلى تفرّقكم.

اعلموا، وأنتم تعلمون، أنّ أهمّ إنجازٍ مميّزٍ للإمام الخميني العزيز، كان أنّه جعل، في بادئ الأمر، الإسلام ركيزة لإيران، ومن ثمّ، جعل إيران في خدمة الإسلام. لو لم يكن الإسلام، ولو لم تكن تلك الروح الإسلاميّة سائدة في هذا الشّعب، لَنَهَشَ صدّام هذا البلد كذّئب مفترس، ولقامت أمريكا بالأمر نفسه ككلب مسعور، لكنّ ميزة الإمام الخميني أنه جعل الإسلام ركيزة ورصيداً، وجعل عاشوراء ومحرّم وصفر والأيام الفاطميّة سنداً لهذا الشّعب. لقد أشعل الثورات داخل هذه الثّورة. ولهذا، جعل الآلافُ من المضحّين، في كلّ مرحلة، من أنفسهم دروعًا تحميكم وتحمي الشعب الإيرانيّ وتراب الأراضي الإيرانيّ والإسلام، وجعلوا أعتى القوى الماديّة ترضخ ذليلة أمامهم.

أعزّائي، إياكم أن تختلفوا في المبادئ.

الشهداء محور عزّتنا وكرامتنا جميعًا، وهذا الأمر لا ينحصر بيومنا هذا فقط، بل إنّ هؤلاء اتّصلوا، منذ الأزل، ببحار الله، جلّ وعلا، الشاسعة. فلتنظروا إليهم بأعينكم وقلوبكم وألسنتكم بإكبار وإجلال كما هم حقاً، عرّفوا أبناءكم على أسمائهم وصورهم، وانظروا إلى أبناء الشهداء، الذين هم أيتامكم جميعاً، بعين الأدب والاحترام. فلتنظروا بعين الاحترام إلى زوجات الشهداء وآبائهم وأمّهاتهم. وكما تعاملون أبناءكم بالصّفح والتغاضي، عاملوا هؤلاء بعناية واهتمام خاصَّيْن في غياب آبائهم وأمّهاتهم وأزواجهم وأبنائهم.

عليكم باحترام قوّاتكم المسلّحة التي يقودها الوليّ الفقيه اليوم،

وذلك من أجل الدفاع عن أنفسكم ومذهبكم، وعن الإسلام والبلاد. وعلى القوات المسلّحة أن تدافع عن الشّعب والأعراض والأرض كدفاعها عن منازلها، وأن تُعامل الشعب بأدب واحترام، وأن تكون بالنسبة للشعب، كما قال أمير المؤمنين ومولى المتّقين، مصدر عزّة، وقلعة، وملجأ، للمستضعفين والناس، وزينة للبلاد.