اللقاء الاسلامي الوحدوي: لبنان أمام خياري الحصار والصبر عليه
13/07/2020 | 11:16
صدر عن رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي عمر غندور البيان الاتي:
لبنان أمام خياري الحصار والصبر عليهما من شيء في هذا الكون الّا وله وجهان، اما خير واما شر. ويعيش اللبنانيون هذه الايام فاقة الجوع والضياع والفقر متضامنين متساوين في الجوع والطفر وهي الحسنة الوحيدة لهذه الفاقة التي وحدت اللبنانيين على مختلف مشاربهم بعيدا عن المحاصصة والزبانية السياسية.
ولكن الى متى يمكن للبنانيين ان يصمدوا في غياب المخارج والحلول؟
اللبنانيون اليوم تغيرت اولوياتهم وبات همهم الاول تأمين لقمة عيشهم بعد ان فقدت عملتهم الوطنية 80% من قيمتها مقابل الارتفاع الجنوني المدبر لصرف الدولار، وتبخرت اجور العاملين في القطاعين العام والخاص، ولا نتحدث عن الحد الادنى للاجور الذي بات يساوي حوالي المئة دولار.
الحكومات المتعاقبة على مدى عقود لم تلتفت يوما الى ضرورة توفير الحاجات الاولوية من المأكل والمشرب فأهملت قطاع الزراعة والصناعة كما غيرهما وواظبت على العائدات الريعية. و استيراد الحاجات الاستهلاكية اليومية وبالدولار بنسبة 85%.
ومن اين الدولار المفقود اصلا في المصرف المركزي، بينما المصارف حجزت على ودائع اللبنانيين بذريعة انها زودت المصرف المركزي بدولارات المودعين وهذا الاخير صرفها ويصرفها لدعم بعض السلع كالطحين والمشتقات النفطية ورواتب الموظفين !! الوضع الاجتماعي خطير جدا ويحتاج الى المعالجة الفورية وهي غير متوفرة نقديا واداريا و جدية ولذلك نفهم الحديث عن انزلاق خطير خارج السيطرة !!.
وتقول دراسة لمعهد باسل فليحان المالي وهي موجودة في وزارة المالية ان ثلث اللبنانيين تعودوا شراء الحاجات الثانوية قبل تغطية نفقات الحاجات الاساسية وان 58% من الاسر ذات الدخل المحدود لا تتمكن من تأمين حاجاتها الاساسية حتى نهاية الشهر (قبل الكورونا) وان 37% من الشعب اللبناني لا يملكون اي منتج مالي!! والادهى ان 50% من الاسر اللبنانية ليس عندها وعي التخطيط لمستقبل اولادها !! وينفق اللبنانيون 4.4 مليار دولار على تكاليف النقل من مجموع الانفاق الذي يبلغ 33.6 مليار دولار !!.
والسائد عند اللبنانيين تعلقهم وولعهم باقتناء السيارات على حساب الكثير من السلع الضرورية، بينما تتدفق 90 الف سيارة سنويا على السوق المحلي معظمها BMW ومرسيدس و CRV الملائمة لطرقاتنا التي تشبه حكومتنا .
هذه الدراسة تكشف عيوبنا واستهتارنا بانفسنا ومستقبل اولادنا ونكتفي بما لذّ وطاب والتغني بحضارتنا (المزعومة) واخطرها ان 32% في سن دون الستين من العمر وليس عندهم وعي بأهمية التخطيط للشيخوخة ولا يفكروا بوضع خطة للغد !!.
نحن اليوم يصدد محنة لا تهددنا وحسب، بل هي دخلت البيوت، ويتعرض وطننا لازمة لم يعرفها حتى خلال الحرب العالمية الاولى، بينما تستغل الولايات المتحدة تقصيرنا في حق وطننا، وتفرض علينا حصارا قاسيا بالتعاون مع ادواتها العربية، لاملاء شروطها، وترفض توجه حكومتنا الى الشرق لفك حصار عيشنا.
ونخشى ان يكون رفضنا للوصاية الاميركية التي تمس سيادتنا، موضوع خلاف مع بعض القوى السياسية كالادعاء بتغيير وجه لبنان اذا اراد البحث عن البدائل وهي متوفرة في الشرق كما هي في الغرب وهي مشروعة ومرحب بها، اما الاصرار على نكتة التغيير فينبغي ان تطال الذين تعودوا تغيير جلودهم غبّ الطلب.، بينما نحن نفضل الموت جوعا على الاذعان وكسر ارادتنا الوطنية، ورُبّ ضارةٍ نافعة.