المفتي قبلان: الأوضاع صعبة والخروج منها يتطلب قرارات جريئة تطال كل عصابات النهب
20/09/2019 | 13:36
رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان "أننا نسمع الكثير عن خطط طوارئ اقتصادية وإصلاحية، وعن أوراق من هنا وهناك، ولكن لا نرى قرارات ولا إجراءات ولا نيات تنفيذية، الناس في قلب المعاناة والبلد واقتصاده وماليته في مآزق كبرى وخطيرة، والمسؤولون على نهجهم في المزايدات السياسية، والناس في بطالة والاقتصاد في تدهور مستمر، ومالية الدولة تنتهب وتهدر والإنفاق العشوائي حدث ولا حرج، والبلد يسير مسرعا إلى الانهيار وأهل السلطة على صراعاتهم ونزاعاتهم ومحاصصاتهم وكأنهم في كوكب آخر".
ولفت المفتي قبلان خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة الى أن "الدولة شبه غائبة إلا على الضعفاء والفقراء، بل مغيِّبة نفسها عن هموم الناس وقضاياهم الحياتية والاجتماعية، وخصوصا التربوية، حيث انعدمت قدرة اللبنانيين على إدخال أولادهم إلى المدارس وتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم المدرسية، بسبب جنون الأسعار، وارتفاع الأقساط، وفلتان مافيا الدولار، وفاقدي الضمير الذين استغلوا الواقع، وراحوا يبتزون المواطنين من دون حسيب أو رقيب".
وأكد أن "الحالة لم تعد تطاق، في ظل دولة فاشلة وسلطة فاسدة، لم تشبع بعد ولن تشبع، طالما أن نظام الطوائف قائم والمحاسبة غائبة والقوانين في خدمة الأقوياء وأصحاب النفوذ، أما الوعود بالإصلاح فلن تصبح حقيقة طالما الشاكي من الفساد هو ذاته من أوصل البلاد إلى هذه الحالة المزرية من المديونية والإفلاس، وهو ذاته الذي يقوم بالصفقات ويقبض السمسرات، ويجعل من الدولة ومؤسساتها مشاعات يصول ويجول فيها كما يحلو ويشتهي، يوظف ويقيل، يعين ويستبعد من يشاء، من دون آلية أو معيار".
واعتبر أن "الأوضاع صعبة والخروج منها بات يتطلب جهودا نوعية، وقرارات جريئة، تطال كل عصابات النهب في هذا البلد، وتحملهم المسؤولية الكاملة عما هو قائم، وتضع موازنة مدروسة ومحسوبة جيدا، تكون على حساب من سرق المال العام، لا ضرائب فيها ولا مساس بجيوب الفقراء".