يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

 الافراج عن الناقلة الايرانية.. هيبة واشنطن
21/08/2019

 الافراج عن الناقلة الايرانية.. هيبة واشنطن "الورقية" تتمزّق

فاطمة سلامة

في الرابع من تموز/يوليو الماضي احتجزت بريطانيا ناقلة نفط إيرانية قبالة سواحل جبل طارق. في الخامس عشر من آب/أغسطس قرّرت المحكمة العليا في جبل طارق إطلاق سراح الناقلة المحتجزة. وما بين هذين التاريخين، سيل من المواقف والتصريحات، بعضها هدّدت فيه لندن ومن خلفها واشنطن بالويل والثبور وعظائم الأمور، وبعضها الآخر بدت فيه إيران ثابتة كـ"الجبل" لا يهزها كل ما قيل ويقال لـ"خنق إرادتها"، لتكون النتيجة إرساء معادلة "الناقلة بالناقلة" واحتجاز ناقلة النفط البريطانية "استينيا امبيرو". 

الرد الإيراني النوعي فرض أمراً واقعاً جديداً اقتضى رضوخ الغرب والإفراج عن الناقلة وإلا فالآتي أعظم، لترسم طهران معادلة جديدة في تعاملها مع الاستكبار العالمي، معادلة لن يكون فيها بالتأكيد ما قبل احتجاز الناقلة كما ما بعد الإفراج عنها. 

المحلل السياسي الإيراني أمير الموسوي يتحدّث لموقع "العهد" الإخباري عن التراجع البريطاني الذي تبخّرت بموجبه هيبة واشنطن. برأيه لا هيبة للولايات المتحدة الأميركية في العالم من الآن فصاعداً. إيران استطاعت أن تكسر هيبتها من خلال اسقاط طائراتها وتصديها لمشاكساتها في العالم. إيران بقوتها وصمودها وشجاعتها استطاعت أن تكسر الهيبة الورقية لواشنطن التي فرضتها على العالم لعقود، وأيضاً لبريطانيا التي تسلّمت رسائل مهمة وحساسة بأنها إذا رضخت للضغوطات الأميركية ستواجه مشاكل أخرى أكبر، وهذا ما يُفسّر لامبالاة بريطانيا حيال الضغوطات التي مارستها واشنطن والتي طالبت فيها بالاستمرار باحتجاز الناقلة. 

نقطة ثانية يُدلّل عليها الموسوي، تتعلّق بقانونية ومنطقية الموقف الإيراني. فما جرى يُشكّل قرصنة واضحة وغير قانونية ولا يمكن القبول بها. هذا الأمر دفع بالأوروبيين الى عدم التعاطف مع بريطانيا، تماماً كما حدا بالدول الخليجية الى عدم الالتحاق بواشنطن في التحالف المزعوم الذي صنعته مع الأردن في الخليج ضد إيران. ويوضح الموسوي أن أياً من الدول لم تبد استعدادها لتشكيل التحالف البحري العسكري ضد إيران باستثناء البحرين والكيان الصهيوني وبريطانيا. الآخرون لم يبدوا استعدادهم للتعاون مع هذا التحالف بل أطلقوا الوعود بإمكانية درس الأمر. 

 

 الافراج عن الناقلة الايرانية.. هيبة واشنطن "الورقية" تتمزّق

 

هذه التطورات تدل ـ برأي الموسوي ـ على أن الهيبة البريطانية كُسرت وتحطّمت أمام صمود المحور الإيراني ومحور المقاومة، فأفول الاستكبار بدأ يلوح في الأفق من خلال هذه الحادثة النوعية والتي استطاعت بموجبها حركات المقاومة كسر هيبة الغرب. فلأول مرة في تاريخ الاستكبار العالمي تتصدى إيران ويعجز الغرب عن الرد. ولأول مرة يتم احتجاز ناقلة بريطانية "ويقام على عرشها صلاة جماعة" وتعجز لندن عن الرد. في السابق كان يجري الانتقام عبر اجراءات قاسية أما اليوم فجل ما استطاعت واشنطن فعله هو فرض عقوبات على "خَدَمة" الناقلة، وهذا أعلى درجة من الذل والهوان لدولة تدّعي أنها "عظمى". 

ويعرض الموسوي مستوى التراجع الذي وصل اليه الغرب الذي هدّد بالاستمرار باحتجاز الناقلة لكنها خرجت رغماً عنهم، ولو استمرّ احتجازها لكانت الخسارة أكبر بكثير إذ ستلقّن القدرات المسلّحة الإيرانية  أميركا درساً لن تنساه. إلا أن الشجاعة والصلابة التي تمتلكها طهران جعلت الدول المستكبرة تعيد حساباتها ألف مرة. كما يعتبر المتحدّث التراجع الغربي بمثابة "رد جميل" لكل المستكبرين في المنطقة الذين يقولون إنّ واشنطن لن تتلقى رصاصة واحدة من إيران ويتفوّهون ضد محور المقاومة بكلمات غير مسؤولة، أولئك الذين ابتلعوا ألسنتهم الآن واختفوا. 

ويُشدّد الموسوي على أن محور المقاومة عندما يحتفظ لنفسه بحق الرد لا يعني ذلك أنه يجامل أو يهرب، إنما لديه حكمة في التعاطي. وفي هذا الصدد، يؤكّد أن لدى إيران الكثير من الخيارات ويدها مفتوحة للتصدي لأعدائها بقوة ليس فقط في الخليج ومضيق هرمز، بل إنّ يد إيران وصلت الى أماكن بعيدة وهم يعرفون ذلك جيداً إلا أنه يبقى في الخفاء. 

يختم الموسوي حديثه بالاشارة الى أنّ الحرب الاستخباراتية الالكترونية المباشرة مستمرة والحرس الثوري الاسلامي والقوات الايرانية لديها اليد الطولى في هذا العالم.
 

إقرأ المزيد في: خاص العهد