يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

ثورة ضد
16/08/2019

ثورة ضد "المستقبل" في الشمال

محمد ملص

لم تكن الأيام القليلة التي مرت عادية في عدد من مناطق الشمال. كانت أيام ثورة وغضب ضد الاقتراح الذي قدمه وزير البيئة فادي جريصاتي مدعومًا من رئيس الحكومة سعد الحريري ونواب الشمال، حول إنشاء مطمر في تربل، بغية التخلص من أزمة النفايات التي تتكدس في 4 أقضية (المنية الضنية - الكورة - بشري - وزغرتا) منذ ما يقارب الأربعة أشهر.

لم يكتب لأبناء المنية أن يفرحوا بالقرار الذي صدر عن الرئيس الحريري بإيقاف العمل في مكب تربل. فالضغوطات التي مورست أجبرت الحريري على اعادة اعطاء الضوء الأخضر للمتعهدين لاستكمال العمل، مرفقًا بضغوط أمنية منعت المعتصمين المعترضين على اقامة المطمر من الوصول الى العقار الذي يقام عليه مطمر تربل. حيث انتشر عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي على جميع المداخل ومنعوا الناس من الوصول الى الآليات داخل المطمر، ما استدعى اعتصامات على اوتستراد المنية استمرت حتى الساعة الثامنة مساء.

قرار عودة العمل بالمكب، جابهه المعتصمون عبر أكثر من جبهة، فنفذت اعتصامات في منطقة حيلان، ومرياطة وعلما جرى خلالها قطع الطرقات المؤدية الى المطمر، وجرى تكسير عشرات الشاحنات المحملة بالنفايات ما اضطرها الى العودة من حيث أتت. حالة الغضب استكملت على اوتستراد المنية حيث اعتصم قرابة 1500 شخص، وقطعوا الطريق لساعات متواصلة، وما زاد من جرعة الا حتقان لدى المعتصمين، هو الفيديو الذي تم تسريبه لعنصر من قوى الامن الداخلي يقوم بضرب إحدى السيدات المعترضات على الشاحنات المحملة بالنفايات.

ثورة ضد "المستقبل" في الشمال

لم تقف الأمور عند هذا الحد، عند الساعة السادسة مساء بدأت التدخلات السياسية لإعادة فتح الطريق، وكان أول الواصلين أحد المحسوبين على تيار "المستقبل" والذي وجه له المعتصمون كيلاً من الإتهامات، ما اضطره الى التراجع والعودة عن التفاوض معهم. وبحسب معلومات حصل عليها موقع "العهد" الاخباري حول كواليس الاتصالات السياسية فإن "الرئيس الحريري الذي كان قد وعد أهالي المنية بإيقاف العمل في مطمر تربل، عاد وأعطى توجيهاته ليلاً للاستمرار في العمل، وهو ما اعتبره أبناء المنية عملية غدر".

ووفقًا لمعلومات "العهد" فإن ما أراده الحريري كان تقطيع الوقت، وامتصاص غضب الشارع لساعات، كونه لا يوجد أي مكان آخر ينهي أزمة النفايات في الشمال. الا أن الانتفاضة التي أعلنها أهالي المناطق المحيطة، وحالة الغضب الكبيرة التي صبت على تيار "المستقبل" ونوابه، استدعت ردًا سريعًا من أمين عام تيار "المستقبل" أحمد الحريري الذي أصدر بيانًا أعلن فيه وقوف تيار المستقبل الى جانب مطالب ابناء المنية في رفضهم للمطمر. لكن البيان الذي أتى بعد عشرة أيام من الاحتجاجات لم يلقً اذانًا صاغية لدى المعتصمين، ما استدعى تدخلًا من النائب عثمان علم الدين ورئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، حيث طالبا المتظاهرين بفتح الطريق والتوجه نحو تربل لإيقاف الآليات ومنعها من استكمال اعمالها، واغلاق المكب بشكل نهائي".

 في النهاية، نجح أبناء المناطق المتضررة من مطمر تربل، بايقاف العمل به، الا أن ذلك لم يمنع هؤلاء من صب غضبهم على صفحات التواصل الاجتماعي على تيار "المستقبل" وكيل الاتهامات له باستغلال منطقتهم لمصالح سياسية خاصة.

إقرأ المزيد في: خاص العهد