طوفان الأقصى

خاص العهد

المرأة الفلسطينية في ميدان المواجهة والمُطالَبَة بالحقوق
04/08/2019

المرأة الفلسطينية في ميدان المواجهة والمُطالَبَة بالحقوق

هيثم أبو الغزلان
لم تفتر عزيمة الفلسطينيين طيلة فترة الاحتجاجات على قرار وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان؛ وظلّت المرأة الفلسطينية تشارك الرجل في كل الميادين. لم تفتر لها همّة فكانت إلى جانب الرجل كتفًا إلى كتف، تسانده وتشُدّ من عضده. فعن دور المرأة في الحراك الاحتجاجي، ونشاطاتها خلال الحراك المستمر حاور موقع "العهد" الإخباري عددًا من الناشطات الفلسطينيات في مختلف المخيمات الفلسطينية.
 
..حين اغتال بلال العرقوب وابنه، الشاب حسن علاء الدين المُلقب (الخميني)، ظنّ كثيرون أن ذلك سيقضي على التحركات الاحتجاجية في المخيمات الفلسطينية، لكن الفشل كان نصيب توقعاتهم. تقول الشابة منال (34 عامًا) "أسكن مع عائلتي خارج المخيم، لكنني آتي للمشاركة في معظم التظاهرات التي تحصل في مخيم عين الحلوة ومدينة صيدا".

وعن دور المرأة خلال الحراك قالت الحاجة شيماء مسؤولة الهيئة النسائية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان في مقابلة خاصة مع موقع "العهد" الإخباري: "لطالما انخرطت المرأة الفلسطينية بطرقٍ مباشرةٍ وغير مباشرةٍ، منظّمةٍ وغير منظّمةٍ، في النضالات السياسية والوطنيّة والنقابيّة والحقوقيّة في فلسطين وكانت النساء من الأوائل اللواتي حملن السلاح وقاومن جنبًا إلى جنب الرجال؛ فمنذ بدايات الحراك الشعبي داخل المخيمات الفلسطينية نزلت المرأة سواء كانت زوجة، أوأمًا، أوشابة، أوطفلة في المسيرات التي انطلقت في سائر المخيمات الفلسطينية في لبنان".

وأضافت الحاجة شيماء "ومن المفارقة في مخيم برج الشمالي أن نسبة الحاصلين على الجنسية اللبنانية كبيرة وتتجاوز الـ ٥ آلاف ولا يطالهم القرار ورغم ذلك نزلوا إلى الشوارع لأنهم لم ولن يتنازلوا عن هويتهم الفلسطينية وإذا خيّروا بين الجنسيّتين فسيختارون العودة إلى بلدهم فلسطين. وكذلك نسبة الفتيات المتزوجات واللواتي يحملن الجنسية اللبنانية ومتزوجات من فلسطينيين لا بأس بها في كل المخيمات ويسقط عن أبنائهن طلب إجازة العمل إلا أن أولادهن وأزواجهن نزلوا إلى الشوارع ليطالبوا بالحق المشروع للفلسطينيين".

المرأة الفلسطينية في ميدان المواجهة والمُطالَبَة بالحقوق

من جهتها، تقول الحاجة أم أشرف مسؤولة العلاقات في الهيئة النسائية لحركة الجهاد الإسلامي، في مقابلة خاصة مع موقع "العهد" الإخباري: "المرأة الفلسطينية داخل مخيمات اللجوء خرجت لتعبّر عن حقها وحق أولادها وجميع أهلها في العيش الكريم. وقد شاركت بالاعتصامات السلمية على مداخل المخيمات... وأطلقت بالونات بألوان علم فلسطين، وشاركت بتوزيع الورود على جنود الجيش اللبناني .ورفعت الصوت عالياً لتُوصل رسالة للجميع أنّ المرأة الفلسطينية دائماً كانت تقف إلى جانب الرجل في كل الميادين. وهذا القرار يمسّ جميع الفلسطينيين رجالاً ونساء وأطفالاً وشيوخاً... فهو موضوع معيشي".

وتقول الناشطة النسائية في مخيمات بيروت فاتن الخطيب (أم فؤاد): "للمرأة دور مهم في صنع القرار الوطني وبرزت أهمية دورها في الحراك الشعبي الرافض لقرار وزير العمل اللبناني الظالم حيث شاركت الرجل في الدفاع عن حقوقها وكرامتها وأكدت على واجبها الوطني بالمشاركة في الفعاليات المنددة بالقرار من مسيرات واعتصامات، بالإضافة إلى الندوات الحقوقية التي هدفت إلى ترسيخ الوعي الوطني وتجنّب الفتنة".

وتحدّثت مسؤولة جمعية النقاء النسائية في صور (مفيدة رحيّل) عن دور المرأة الفلسطينية خلال هذا الحراك الشعبي فوصفته بأنه "لا يقل أهمية عن دور الرجل، فهي تشارك في كل المسيرات والاعتصامات وحتى في الهتافات جنباً إلى جنب مع الرجل، لأن هذه القضية تمسّها كموظفة وزوجة وأم وتمسّ الكرامة والحرية والعدالة".

واعتبرت مديرة دار القرآن الكريم في شمال لبنان، الحاجة (جمانة رمضان) أن "للمرأه دوراً توعويّاً، ورئيسياً في تنشيط الدورة الإقتصادية في مخيماتنا، من خلال قطع العلاقات مع المحال والمؤسسات التجاريه العنصرية التي يعتمد ازدهارها على أبناء شعبنا".

ودعت الناشطة النسائية في مخيم الجليل في البقاع، الحاجة (نسرين خليل) "إلى استمرار التحركات الفاعلة، وحثّ الجميع على المشاركة في الفعاليات المختلفة، وزيادة حملات التوعية والمحذرة من قرار وزير العمل وتداعياته".

وأشارت الناشطة والإعلامية في مخيم البص (زهراء رحيّل) إلى "أن للمرأة دور بارز في التصدي لكل المشاريع المثارة لتصفية القضية الفلسطينية. وهي لم تكن مغيّبة سابقًا، ولكنها كانت ولا زالت تنزل إلى الميدان، بل في كثير من الأنشطة يكون الحشد نسائيًا مئة بالمئة".
 
الواجب الديني والوطني

وعن دور المرأة لتحقيق الأهداف الشعبية، تقول الحاجة (أم أشرف): "دور المرأة رئيسي وكبير في تعليم أبنائها وحثّهم على التمسك بالهوية وعدم التخلي عنها. وهذا واجب ديني ووطني .وأيضاً من خلال تنظيم حلقات توعويّة وتثقيفيّة عن حقوق اللاجىء وواجباته تجاه البلد الحاضن".
وتقول الناشطة (فاتن الخطيب): "تلعب المرأة دورًا مهمًا في التخفيف من الضغوط الماديه والمعنوية من خلال عدم الذهاب إلى الأسواق والمنتزهات وعدم الشراء إلا الحاجات الأساسية".

وتحدثث الناشطة النسائية في مخيمات بيروت الحاجة (أم فؤاد): "عن أبرز الأنشطة النسائية، مثل اللقاءات الحوارية كاللقاء مع المحامية بشرى الخليل في مخيم برج البراجنة، والحملات الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الاستنكار  وتنظيم المحاضرات التوعوية للتمسك بالحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني، وإضاءة الشموع في الساحات، بالإضافة إلى رفع الشعارات والعبارات واللافتات المنددة بالقرار فكانت المرأة جزءا لا يتجزأ من الحراك الشعبي السلمي من أجل تحقيق مطالب شعبنا".

وترى الحاجة شيماء مسؤولة الهيئة النسائية أن "المرأة الفلسطينية تعمل بشكل يؤثر على الحراك فهي التي تحثّ جميع أفراد الأسرة داخل المنزل إلى المشاركة في هذا الحراك الشعبي المحق. فنسبة الإناث هي الأكبر عدديًا وهي تشكل نسبة كبيرة من المشاركين في التظاهرات؛ فهي عاملة وموظفة في كل القطاعات اللبنانية وسوف يطالها القانون لذلك من المهم أن تستمر في مشاركتها في هذا الحراك حتى يحقق هدفه".

المخيمات الفلسطينية في لبنانالمراة

إقرأ المزيد في: خاص العهد