طوفان الأقصى

الخليج والعالم

06/07/2019

"إيكونوميست": ما هو دور المال السعودي بالإعلام البريطاني؟

نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرًا تتحدث فيه عن تحقيق السلطات البريطانية في تأثير المال السعودي على صحفها، مشيرة إلى أن المالك الروسي لصحيفتي "إيفننج ستاندرد" و"إندبندنت" أدخل المال السعودي، ما أثار عاصفة من الجدل.

وقالت المجلة إن  "صحيفة "إيفننغ ستاندرد" التي تهتم بتغطية الأمور المتعلقة بالحياة اليومية وطرق المعيشة لا الأخبار السياسية، لا يشعر البريطانيون بالارتياح تجاه شراء أمير سعودي نسبة 30% من أسهم الشركة المالكة لها بما يقارب 31 مليون دولار".

وتناول التقرير آراء عدد من المواطنين البريطانيين حول دور المال السعودي في الصحف المحلية، إذ اعتبر فنان الكولاج جيس بيمرتون ان الصحف تمثل منبرا لحرية التعبير لهذا "فمن النفاق حصول (إيفننغ ستاندرد) على دعم السعودية"، فيما قال مواطن آخر: "ما يضايقني أنني لا أعرف شيئا عن المالك الجديد".

ورأت المجلة ان "مواقف كهذه تدعم قرار وزير الثقافة جريمي رايت في 27 حزيران/ يونيو، لإجراء تحقيق في عملية الشراء التي قام بها سلطان محمد أبو الجدايل، المصرفي السعودي الذي لا يعرف الكثير عنه، ويعتقد أنه مرتبط بالحكومة السعودية، وتصف وزارة رايت عملية الشراء بأنها "امتلاك محتمل من دولة أجنبية"".

وأشار التقرير إلى أن استثمار أبو الجدايل في "إيفننغ ستاندرد" ليس الوحيد، فكان الاستثمار الأول في عام 2017، عندما اشترى نسبة 30% في "إندبندنت الرقمية للأخبار والإعلام"، والمالكة لصحيفة "إندبندنت الرقمية"، وهي صحيفة أهم من "إيفننغ ستاندرد"، وبعد عام وافقت الصحيفة على إنشاء نسخة عربية "إندبندنت عربية"، وأخرى أردية وفارسية وتركية، وبالتعاون مع شركة الأبحاث والتسويق السعودية، وهي شركة إعلامية مرتبطة بالعائلة السعودية الحاكمة، وينظر إليها على أنها فرع للقوة الناعمة في البلد.

وذكرت المجلة أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كان في ذلك الوقت يتمتع بسمعة "المصلح"، لكن عملية الشراء تمت بعد مقتل الصحفي في "واشنطن بوست" جمال خاشقجي، ويعتقد على نطاق واسع أن استهدافه بالجريمة جاء بأوامر من ولي العهد".

وأضاف التقرير أن مالك صحيفتي "إندبندنت" و"إيفننغ ستاندرد" هو يفغيني ليبديدف، وهو ابن ثري روسي، وضابط سابق في مخابرات الاتحاد السوفييتي "كي جيه بي"، لكنه لم يكشف عن هوية المستثمر الجديد، الذي كشفت عنه صحيفة "فايننشال تايمز" في شباط/فبراير.

وكشف التقرير عن أنه تم إتمام الصفقتين من خلال شركتين في جزر كايمان، لافتا إلى أن وزارة الثقافة البريطانية تتعامل مع العقدين بين شركتي أبو الجدايل في جزر كايمان، وشركتين إعلاميتين في بريطانيا، على أنهما "حالة اندماج"، ما يبرر التدخل.

وتلفت المجلة إلى أن الوزارة اشتكت من أنها انتظرت أربعة أشهر للحصول على معلومات من شركة "ليبديدف"، مشيرة إلى أن الأمر يقع الآن على كاهل مؤسسة المعايير الإعلامية "أوفكوم" وسلطة التنافس والأسواق، للبحث فيما إن كانت عملية الشراء السعودية تؤثر على طريقة عرض الأخبار والتعبير عن حرية التعبير، بالإضافة إلى أنه سيكون من الأمور الأساسية للتحقيق البحث في أي علاقة بين أبو الجدايل والدولة السعودية.

وبحسب التقرير، فإن شركة "ليبديدف" القابضة و"إندبندنت الرقمية للأخبار والإعلام" اعترضتا على التحقيق، وقال أصحابهما إن وزارة الثقافة لا تملك الذريعة للتدخل في الدمج المذكور؛ لأن الشركتين تعملان بطريقة منفصلة.

وتقول المجلة إن عددا من الأصوات في الإعلام البريطاني توافقت مع واحدة من الشركتين، قائلة إن الصحف البريطانية بحاجة للمال، لافتة إلى أن الشركتين تقولان إن المال السعودي سيقدم شريان الحياة لصحيفة "إيفننغ ستاندرد"، التي تخسر ويحررها وزير الخزانة السابق جورج أوزبورون. فيما سيسمح المال لـ"إندبندنت" بالاستثمار في فريقها التحريري.

ونقلت المجلة عن مدير صحيفة، قوله إن الذي يستثمر في الصحف في وقت تراجع موارد الإعلانات هو شجاع، مضيفا أن "الفصل الأول في كتاب الديكتاتور هو السيطرة على الإعلام"، ولهذا السبب هناك قلق حول الاستثمارات السعودية في الماركات الصحفية المعروفة في الغرب.

ويرجح التقرير أن ليبديدف، الذي استثمر 100 مليون جنيه في الصحيفتين البريطانيتين، قد لا يكون قادرا على الاستثمار السخي في المستقبل، مشيرا إلى أن "أوفكوم" وسلطة التنافس والتسويق ستقومان بتقديم نتائج التحقيق الشهر المقبل، في الوقت الذي تقول فيه الشركة المالكة للصحيفتين إنهما تقدمان "العرض الدقيق للأخبار، وحرية التعبير تقع في قلب الصحيفتين، وسنواصل الدفاع بقوة عن نزاهة التحرير والتعاون في هذه العملية".

وختمت "إيكونوميست" تقريرها بالقول إنه "مهما كانت النتيجة، فإن قراء "إندبندنت" و1.4 مليون لندني يقرؤون "إيفننغ ستاندرد"، سيظلون غافلين عن المال الذي يقف وراء الصحيفتين".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم