يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

بين مريم حراجلي ومهدي رضا ..
20/06/2019

بين مريم حراجلي ومهدي رضا .. "كاميرا" الامتحانات الرسمية "تسقط في الامتحان" (فيديو)

سامر الحاج علي

إلى خواتيمها السعيدة وصلت قضية الطالبة مريم حراجلي المرشحة للامتحانات الرسمية في مرحلتها الثانوية عن فرع الاقتصاد والاجتماع. مريم التي تعاني من شلل نصفي منذ الصغر تقدّم ذووها في شباط/فبراير الماضي ووفق المراسيم والقوانين بكتاب لوزارة التربية والتعليم العالي تضمّن شرحاً لحالتها وطلباً بمراعاتها بما يخص المكان الذي ستخوض فيه الامتحانات، وهو أمر متاح في مثل هذه الظروف. الرد أتى إيجابياً وتبلغه الأهل قبيل أيام من انطلاقة الامتحانات يوم الأربعاء.

بين مريم حراجلي ومهدي رضا .. "كاميرا" الامتحانات الرسمية "تسقط في الامتحان" (فيديو)

ومن الطبيعي أن تخضع مريم للامتحان في مركز مجهّز لذوي الحاجات الخاصة نظراً لعدم قدرتها على الصعود عبر السلالم إلى الطبقات العليا التي تجرى فيها الامتحانات، إلاّ إذا كانت المباني مجهزة فعلاً بمصاعد ومسالك خاصة للمقعدين وسواهم، ولكن الامر كان مختلفاً تماماً..

عند السابعة صباحاً في أول أيام المرحلة الحالية من الامتحانات الرسمية وصلت مريم بصحبة ذويها إلى المركز المعتمد في ثانوية دير انطار الرسمية، والمفاجأة الأولى أن المبنى يبدأ بدرج مرتفع نسبياً بالنسبة لحالة الطالبة المذكورة، أما الثانية فكانت أن المقعد الذي خُصص لها وفق "الظروف الملائمة" كان في إحدى غرف الطبقة الثانية "الثالثة فعلياً" من المبنى، الذي يفتقر لمصاعد كهربائية ولأي مسالك تمكّن الطالبة أو ذويها من سلوكها جراً عبر عربات تتنقل عليها.

في الاثناء، أخذٌ وردّ دارا حول القضية. القرار اُتخذ بأن لا إمكانية لأن تجري مريم الامتحانات في الطبقة الأرضية لافتقارها لكاميرات مراقبة معتمدة في نظام المراقبة الذي اعتمدته الوزارة هذا العام. الوزارة نفسها، التي تقول إنها تعمل وفق القانون، أهملت طالبة تقدم ذووها بطلب رسمي ووفق النظام لفرز ابنتهم إلى مركز مجهّز لمن هم في مثل حالتها ..

ولربما يدور في بال كثيرين كيف وصلت الطفلة المقعدة إلى المكان المخصص لها. الجواب أنه تم ذلك بعد أن حملها والدها ووالدتها عبر السلالم إلى طاولة الامتحان في ظل حضور الطلاب من حولها، دون أن يكترث المعنيون لتأثيرات نفسية وداخلية قد تصيب طالبة تأتي بالأصل متوترة من رهبة امتحانات تحيطها شبكة معقدة من العيون الإلكترونية التي ارتأى الوزير أن ينشرها في مراكز الامتحانات الرسمية..

انتهى اليوم الأول وبدأت حملة التفاعل عبر وسائل التواصل والتي كانت قد سبقتها جملة اتصالات بدأت من مركز تقديم الامتحان ولم تنتهِ عند أدراج الوزارة في بيروت نصرة لمريم وتضامناً مع حقها في تقديم امتحان رسمي وفق ظروف ملائمة يضمنها القانون اللبناني. خطوة نجحت في إعادة تصويب الأمور نحو طريقها الصحيح، كللتها جهود جمعية rein and angel بتواصلها مع رئيسة دائرة الامتحانات الرسمية في وزارة التربية التي أوعزت بتأمين ما يلزم بعد تجاوب المنطقة التربوية في محافظة النبطية مع الحالة والقيام بتجهيز مكان لمريم في الطابق الأرضي من المركز نفسه ثم وضع مسلك خشبي خاص لها عند سلالم المدخل الرئيسي ما يعني أن الوزارة رضخت للقانون ولمطالبات ربما استطاعت أن تحرك الرأي العام في ساعات قليلة.

ومع انطلاقة الامتحانات صباح الخميس كانت مريم حراجلي تدخل مزهوة إلى ثانوية دير انطار الرسمية ووسط استقبال المتعاطفين معها في اليوم الأول. مقعدها الخاص في الطابق الأرضي كان ينتظرها وسط ظروف جرت تهيئتها لتراعي كافة الأوضاع النفسية والفكرية والجسدية لها.

وما ان كادت مشكلة مريم مع الامتحانات الرسمية تُحلّ، حتى فتح الباب على قضية أخرى للطالب مهدي رضا الذي حُرم من استكمال المرحلة الحالية من الامتحانات الرسمية، والسبب مبادرته لتسليم هاتفه للمراقب العام في متوسطة العباسية الرسمية حتى لا يعتبر أنه يغش في الامتحانات فما كان رد الجميل إلا بطرده من غرفته ومصادرة هاتفه الذي لم تحسم الكاميرات إلى اليوم أنه استخدمه للغش.

بين مريم حراجلي ومهدي رضا .. "كاميرا" الامتحانات الرسمية "تسقط في الامتحان" (فيديو)

بين مريم حراجلي ومهدي رضا .. "كاميرا" الامتحانات الرسمية "تسقط في الامتحان" (فيديو)

واقعة تطرح أسئلة توجه لمن ابتدع خطة الكاميرات التي كلّفت مئات ملايين الليرات لكشف محاولات الغش أثناء الامتحان، لماذا لم تحسم إلى الآن إذا كان الطالب قد استخدم هاتفه لأغراض كهذه، ولماذا لم يبادر المراقبون لمصادرة الهاتف المستخدم في عمليات غش مفترضة من قبل الطالب قبل أن يبادر هو لتسليمه؟

 

إقرأ المزيد في: خاص العهد