الخليج والعالم
فشل العدو في المواجهة والانتخابات الأميركية عنوانان بارزان في الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 4 تشرين الثاني 2024 بالتصاعد في حدة التوّتر في المنطقة، لا سيما مع الفشل الذريع للجيش الصهيوني في السيطرة على القرى اللبنانية، وأيضًا مع اقتراب الانتخابات الأميركية المنتظرة.
كيف يستطيع حزب الله تكبيد الاحتلال الكثير من الخسائر؟
كتبت صحيفة وطن أمروز: " 34 يومًا مرت على بدء العملية البرية للجيش الصهيوني في جنوب لبنان. في الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، أرسل جيش الاحتلال خمس فرق إلى الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، أملًا في تحقيق أهدافه المعلنة؛ ولاحقًا أضيف إليهم أيضًا لواء عسكري، لكن الأوساط الأمنية والسياسية الصهيونية تتحدث هذه الأيام عن وقف إطلاق النار ووقف العمليات. وتعترف هذه الأوساط بأن المعركة مع حزب الله سارت على عكس المخطّطات والتوقعات بشكل كامل [...] ولكن ما هو سبب فشل الجيش الصهيوني في مواجهة حزب الله، وما هو العامل الذي دفع وسائل الإعلام العبرية إلى بث أخبار الخسائر الفادحة للجيش الصهيوني عند الحدود اللبنانية بشكل يومي؟ وكيف يمكن لحزب الله أن يكبد الكثير من الخسائر البشرية لجيش الاحتلال؟".
وفق الصحيفة، هناك العديد من العوامل الرئيسية لهذا الأمر، ومن العوامل الطبيعة الجغرافية وتضاريس منطقة المعركة مضافًا إلى العوامل النفسية للقوات المشاركة في الجانبين، فإن الظروف الميدانية صارت لهذه الأسباب في صالح المقاومة. بداية، لا بد من القول إن دخول الجيش الصهيوني إلى جنوب لبنان فرصة تتماشى تمامًا مع عقيدة حزب الله الدفاعية في أي معركة برية، إن مسألة الدفاع في العلوم العسكرية تعنى انتظار أفضل فرصة في الظروف المتغيرة، مع مراعاة كافة الاحتمالات لضرب العدو، انطلاقًا من هذه الإستراتيجية، تستفيد المقاومة من مرونة دفاع مجاهدي حزب الله، من خلال السيطرة على ساحة المعركة، حتّى في بعض الأحيان تسمح للعدو بالتقدم إلى النقطة المحدّدة مسبقًا، ثمّ يخرجون له من الكمين، ويظهرون فجأة، ويهزمون العدو".
وتابعت الصحيفة " الأمر اللافت للنظر هو أن مقاتلي حزب الله، وخاصة فرقة الرضوان، يستعدون للمعركة في هذه المنطقة منذ سنوات، يصعدون وينزلون من تل إلى تل ومن واد إلى واد مرات عديدة، ويعرفون المساحة مترًا بمتر ومارسوا جميع أنواع التكتيكات الدفاعية والهجومية وعليه، فإن عنصر المفاجأة لا معنى له عند المقاومين، بل على العكس، تعتبر المفاجأة من أهم أدوات حزب الله في مواجهة العدو.
وبالإضافة إلى طبيعة بيئة المعركة، قام حزب الله، على مدى سنوات عديدة، بتشكيل البيئة لصالحه أكثر من خلال حفر الأنفاق والخنادق السرية وتخزين الأسلحة في أماكن سرية. وتعتبر الظروف الجغرافية للمنطقة أكبر عائق أمام ألوية العدوّ المدرعة، بحيث لا يملك جيش الاحتلال سوى استخدام المشاة لاحتلال أي مرتفع أو تل".
والنقطة الأخرى في سبب خسائر الجيش الصهيوني هي إرهاق قوات الاحتلال والاستعداد الكامل لمقاتلي حزب الله. جميع الفرق الخمس التي أُرسلت إلى جنوب لبنان كانت موجودة في غزّة من قبل وهي منهكة للغاية، بالإضافة إلى التعب، فإن العديد من القوات المهاجمة مستنفدة نفسيًا أيضًا. أدت حرب المدن في غزّة إلى ظهور حالات غير مسبوقة من الأمراض النفسية بين جنود الاحتلال. بعد عودتهم من غزّة، تم علاج آلاف الجنود الصهاينة في مراكز الطب النفسي وكانوا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وبحسب الإحصائيات الرسمية لجيش الاحتلال، والتي يتم الإعلان عنها برقابة مشدّدة واعتبارات عسكرية وأمنية واجتماعية، فإنّ 10 جنود عائدين من غزّة، انتحروا حتّى أيار/مايو الماضي، حتّى أن أهارون بيرجمان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كينجز كوليدج لندن، الذي قضى 6 سنوات في الجيش "الإسرائيلي"، بما في ذلك حرب لبنان عام 1982، وقال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "إن حرب غزّة ليست مثل أي حرب أخرى قامت بها "إسرائيل"".
حول تصاعد التوتر
كتبت صحيفة رسالت: " أجواؤنا مع النظام الصهيوني تتّجه نحو تصعيد التوتر. ولكن لا يمكن أن نتجاهل انتهاك سيادتنا الإقليمية والوطنية واستشهاد خمسة من مواطنينا نتيجة عدوان النظام الصهيوني. إن عدم الرد ليس هو فقط الخيار الوحيد المطروح على الطاولة، فهو في الأساس ليس خيارًا.
قد نكون عرضة للتصعيد والمعارك، لكن دعونا نرى ذلك من الجانب الآخر. لم يكن لدى نظام الاحتلال عام صعب مثل هذا العام منذ إنشاء كيانه وحتّى اليوم. كانت حرب الاستنزاف الطويلة، التي تلقت ضربات متعددة من خمس جبهات على الأقل، كما أن الهجرة العكسية، وإخلاء المدن الشمالية، وتوقف الاقتصاد، والاضطرابات والنزاعات الداخلية، من بين التحديات الرئيسية التي واجهها النظام في هذا العام. إن تعامل إيران القاسي والمرهق مع النظام يتجاوز حدودها. إن نظام الاحتلال كالقطة، إذا تركت وحدها في الزاوية، قد تنقض رغم مخاوفها. وهذا يعني أنه ينبغي للمرء أن يكون مستعدًا لأنه كلما اقتربت "إسرائيل" من النهاية، أصبحت أكثر وحشية وإجرامًا. ولذلك فإن سياسة ضبط وموازنة التوّتر لا تجدي نفعًا، بل على العكس، فإن تصاعد التوّتر وزيادة مستوى الصراع مؤشر على تدهور هذا النظام. إن كلّ إجراء "إسرائيلي" ضدّ إيران يجب أن يكون مصحوبًا برد لا شك فيه. لقد كانت وعودنا حقيقية ويجب أن تظل صادقة".
انتخابات بلا معنى
كتبت صحيفة إيران: "يتقدّم دونالد ترامب في 5 ولايات رئيسية من أصل 7 ولايات تحدد مصير الانتخابات الأميركية، وقد تمكّن من التفوق على منافسته الديمقراطية. ومن أجل الحصول على المزيد من الأصوات، حاول ترامب كسب استحسان عامة الناس من خلال ارتداء ملابس عمال الخدمة والبقاء في أحد متاجر ماكدونالدز، ولكي يكسب ثقة العرب الأميركيين، وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط. وبينما تشير البيانات الإحصائية إلى تقليص المسافة التنافسية لدونالد ترامب مع كامالا هاريس، تشير بعض النتائج أيضًا إلى أن هاريس لا تزال أكثر شعبية في عدة ولايات رئيسية ومقارنة بترامب. لكن وفقًا لاستطلاعات الرأي، فإن ترامب يتمتع بتقدم طفيف في نورث كارولينا وجورجيا، الولايتين المتأرجحتين اللتين سيزورهما اليوم، مقارنة بهاريس في ولاية أيوا؛ التي فاز بها ترامب بسهولة في الانتخابات الأخيرة، ومن المتوقع أن يكون الناخبون في هذه الولاية مسؤولين عن التأرجح السياسي لصالح هاريس...
والآن يعتزم كلا الحزبين التركيز على الأيام الأخيرة من حملتهما في الولايات "ساحة المعركة" مثل نورث كارولينا وبنسلفانيا وميشيغن وويسكونسن والحديث عن خططهما وتحديد مستقبل جميل للولايات المتحدة".
وتابعت الصحيفة "خلقت التهديدات والوعود المختلفة لكلا المرشحين للانتخابات أجواء ملتهبة ومضطربة لهذه المنافسات. وقال ترامب مرارًا وتكرارًا في خطاباته إنه إذا تم انتخابه فسوف يقوم بترحيل ملايين المهاجرين، وحذّر من أنه إذا فاز خصمه فإن كلّ مدينة في أميركا ستتحول إلى مخيم رهيب وخطير للاجئين".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
08/12/2024