خاص العهد
عيون السوريين على المقاومة وسيّدها: الحرب سجال وثقتنا بكم لا تنقطع
بمزيد من الترقب والاهتمام، تابع السوريون تطورات العدوان الصهيوني على لبنان إثر تفجير عدد من أجهزة "البيجر"، وقد آلمهم الغدر "الإسرائيلي" الذي لم يكن بعيدًا يومًا عن الطبيعة الصهيونية المتعطّشة للإجرام.
لكنّ السوريين وجدوا في هذا العدوان مناسبة لتجديد ثقتهم بالمقاومة والتأكيد على أنها قادرة، بالرغم من الجراح، على تجاوز هذا الموقف الصعب واحتوائه والرد على العدوان بما يعزّز استراتيجية الردع التي أوجدتها المقاومة، وعزّزتها طوال الأيام والليالي في الميدان.
ثقتنا بالمقاومة لا تتبدّل
لم يُخفِ المواطن السوري أحمد الموظف، في مؤسسة "عمران" السورية للإسمنت، أنّ شعورًا كبيرًا بالقلق قد ساوره بعد قيام العدو الصهيوني بتفجير عدد كبير من أجهزة البيجر بالمقاومين اللبنانيين وبيئتهم الحاضنة، مشيرًا إلى أنّ خوفه قد تصاعد أكثر خشية قيام العدو الصهيوني بالبناء على هذا الخرق الأمني من أجل شنّ عدوان واسع على لبنان على النحو الذي يفعله في غزة.
يستدرك أحمد بالقول :"إنّ بيان حزب الله الأول عقب العدوان قد أشاع في نفسه الكثير من السكينة والهدوء؛ لأنه ذكّره بأن المقاومة اللبنانية هي فكرة رحمانية نبيلة أصلها ثابت في الأرض وفرعها في السماء، وهي قادرة على تجاوز كل المحن. وحديث البيان عن أنّ العدو "سيلقى قصاصه من حيث يحتسب ولا يحتسب" أعاد إليه الشعور بالفرحة الكبرى التي كانت تعقب كل عملية ثأرًا لدماء الشهداء تقوم بها المقاومة".
من جانبه، يُشير عمار، وهو طالب في كلية التاريخ في جامعة دمشق في حديثه لموقع "العهد" الإخباري، إلى أنّ الأخبار الواردة بالأمس من لبنان كانت قاسية على السوريين وعلى كل محبي المقاومة في العالم، ولكنها مع ذلك ذكرتنا بأنّ الحرب سجال وكل حركات التحرر والمقاومة في العالم قد بذلت الكثير من الدماء والتضحيات قبل أن تُزهر هذه الدماء نصرًا "لا يزال يلوح في الأفق القريب".
عدنان موظف بلدية قال، في حديثه للعهد، بأن ما قام به الكيان هو إحراق ورقة كانت بيده في زمن لا يناسب خططه لتوسيع الحرب، مشيرًا إلى أن اللطف الإلهي قد شمل المقاومة حين أجبر هذا العدو على حرق أوراقه تباعًا في "غير الزمن المناسب"، وساعد المقاومين على ترميم كل خرق تقني أو أمني كان يمكن له أن يُحدث فرقًا لو جاء على ميقات" المفاجأة الصهيونية بحرب شاملة وواسعة".
علا، وهي طالبة الهندسة المدنية في جامعة دمشق، أكدت في حديثها لموقعنا أنّ المقاومين في لبنان وفلسطين قد وطّنوا أنفسهم على الشهادة ويتوقعونها في أي لحظة، وهي بالنسبة إليهم عزّ وفخار، مشيرة إلى أنّ الغدر الصهيوني بالأمس وتفجير البيجر "ليست نهاية المطاف". وأضافت علا أن: " المقاومة، وخلال حربها مع العدو، سجّلت انتصارات كبيرة للمقاومين حتى في بُعدها التقني من قبيل" عملية أنصارية" في العام ١٩٩٧، والتي قتل فيها المقاومون قوة كوماندوس صهيونية كانت تنوي زرع عبوات ناسفة تستهدف المقاومين الذين كشفوا نواياها، فساعدت العبوات الناسفة التي كانت تنوي زرعها بقتل عناصرها هي بعد انفجارها بهم نتيجة كمين المقاومة.
وزارة الصحة السورية تستنفر لأجل لبنان
من جانبه؛ أكد عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أن ما قام به كيان العدو الصهيوني من تفجير أجهزة "البيجر" بالمقاومين وأهاليهم وأسرهم هو جريمة حرب وقرار بالقتل الجماعي. وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري؛ أشار الحاج علي إلى أن ما ارتكبه الكيان الصهيوني جاء نتيجة العجز الأمني والعسكري على الجبهات كافة، وهو محاولة بائسة منه لرفع معنويات المستوطنين المنهارة والفاقدة للثقة بجيشهم وحكومتهم، ومحاولة للتأثير على الروح المعنوية للمقاومين وجمهورهم، لرسم صورة أن "إسرائيل" قادرة على كل شيء. وأضاف عضو مجلس الشعب السوري أن: "خطوة تفجير أجهزة الاتصالات رافقها تكتم شديد داخل الصفوف السياسية لكيان الاحتلال؛ حيث منع الإدلاء بأي تصريح عن مسؤولية "إسرائيل" أو أجهزتها الأمنية وعن دورها في عملية البيجر، لدرجة أن الولايات المتحدة الأميركية نفسها سارعت إلى نفي معرفتها بأي معلومة عن الموضوع".
كما أشار الحاج علي إلى أنّ هذا يدل على أن العدو أدرك تمامًا أن كل تهديداته بعملية بريةن في جنوب لبنان أو سورية أو كليهما معًا، هي محض جعجعة فارغة من مجانين فقط، وهم أدركوا أخيرًا أن أي عمل عسكري موسع في المنطقة يعني الذهاب إلى حرب مفتوحة تُرسم من خلالها نهاية هذا الكيان، يُضاف اليها إنجازات حزب الله في عملية الأربعين التي أصابت قلب المخابرات "الإسرائيلية" (أمان) وعقلها وتحديدًا الوحدة 8200 والصاروخ الباليستي اليمني الذي تجاوز طبقات من الدفاعات "الإسرائيلية" وأصاب هدفه بدقة، ما دفع العدو إلى اللجوء لهذا النوع من العقاب الجماعي في لبنان، من أجل ترميم صورة الردع المنهارة وخاصة أمام المستوطنين بعدما أدرك أنّ جنوده وجنرالاته، أجبن من أن يقوموا بأي عمل بري في لبنان".
يضيف الحاج علي أنّ: "ما قام به العدو على الأرض هو فشل استراتيجي جديد، فهو لم يستطع أن يحقق أيًا من الأهداف التي حدّدها في اجتماع "الكابنيت" الأخير منذ يومين، ولم يستطع إعادة المستوطنين الى الشمال، كما لم يستطع إرهاب وإخافة المقاومين ودفعهم لإيقاف جبهة إسناد جنوب لبنان. ولم يحقق تلك الخسائر البشرية التي يضخمها الإعلامان العبري والعربي"، مشيرًا إلى أن ما حققه العدو كان مزيدًا من التضامن بين أطياف الشعب اللبناني، والمزيد من التعاطف من الشعوب العربية مع الشعب اللبناني المستهدف بكليته، وليس مجرد طيف واحد منه.
هذا؛ وشدّد عضو مجلس الشعب السوري على أن: "ما حصل سيولّد المزيد من الغضب الذي سيترجمه المقاومون في الميدان؛ ليرسموا من خلاله المزيد من معادلات الردع مع هذا الكيان، ويسرّعوا في زواله إن شاء الله". وتوجه عضو مجلس الشعب السوري إلى المقاومة في لبنان والى عموم اللبنانيين بالقول: "أما نحن في سورية نقول: مصابكم مصابنا ودماؤكم دماؤنا، وكلنا فداء للقدس ولفلسطين، وسنستمر في دعم المقاومة وحزب الله تحديدًا بكل ما اؤتينا من قوة، وبكل ما نملك حتى تحقيق النصر الناجز إن شاء الله ".
كما لفت الحاج علي إلى مسارعة وزارة الصحة السورية لتقديم يد العون لشقيقتها اللبنانية كونها الأقرب والأسرع في الوصول، كما لفت إلى بدء حملات التبرع بالدم في سورية لإرسالها إلى لبنان، وإعلان وزارة الصحة السورية عن استعدادها لاستقبال كل الحالات الحرجة في مشافيها، وإرسال أدوية قد تكون مفقودة في لبنان، وهذا واجب تحتّمه العلاقات الأخوية بين البلدين.
المقاومة الإسلاميةسورياطوفان الأقصى
إقرأ المزيد في: خاص العهد
29/09/2024