يوميات عدوان نيسان 1996

لبنان

المحرومون من امتحانات البروفيه يتصدّرون المشهد وشهيب يتجاهل مطالبهم
12/06/2019

المحرومون من امتحانات البروفيه يتصدّرون المشهد وشهيب يتجاهل مطالبهم

انطلقت امتحانات الشهادة الرسمية "البريفيه" في يومها الأول وسط أجواء هادئة وتدابير اتخذتها القوى الأمنية على داخل مراكز الامتحانات وفي محيطها لتأمين حسن سيرها وضبط الأمن، ووجود كاميرات المراقبة للمرة الأولى في تاريخ لبنان.

في المقابل، تجمّع عدد من الطلاب الذين لم يحصلوا على بطاقات ترشحهم لامتحانات الشهادة الرسمية أمام وزارة التربية في محلة الأونيسكو في بيروت، احتجاجًا على حرمانهم من المشاركة في الإمتحانات.

وشارك الطلاب في وقفتهم الاحتجاجية أهاليهم ومديرة مدرسة "الاتحاد التربوي" حنان كرباج، التي حاولت إحراق نفسها أمام الوزارة بعد رفض إعطاء طلابها بطاقات لإجراء إمتحاناتهم.

وسكبت كرباج كمية من الوقود على ثيابها ووجهها محاولة إشعال النيران بجسدها، إلا أن الأهالي والتلامذة المعتصمين سارعوا إلى منعها من ذلك وعملوا على رمي كمية من المياه عليها، وحضر عناصر من الدفاع المدني عملوا على نقلها إلى المستشفى لإصابتها بحروق بسيطة في وجهها.

وأكدت كرباج أن مدرستها "ليست دكانة بل مسجلة وفق القوانين".

كما حاول الطلاب المحتجون اقتحام مبنى وزارة التربية، وقطع عدد منهم الطريق أمام وزارة التربية عند مستديرة الاونيسكو قبل أن تعيد القوى الامنية فتحها، بعدما وقع اشكال بين الطلاب وسائقي السيارات المارة.

شهيب

من جهته، أكد وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب بعد تفقده سير امتحانات شهادة البريفيه في الجامعة اللبنانية - الحدث أن "همنا أن نساعد أولادنا على النجاح في المرحلة المقبلة، ونحن نحاول تعويدهم على الابتعاد عن الفوضى وخوض الامتحانات بشكل أدق".

وعن عدم إعطاء طلبات الترشيح لعدد من الطلاب قال: "هذه المدارس لا تملك داتا في الوزارة ولا أي رخصة وانما هي مدارس تجارية"، موضحًا أنه "في نيسان قلنا لهذه المدارس أن يأتوا إلى الوزارة للحصول على رخصة والأوراق سليمة لكي يتمكن تلاميذها من المشاركة في الامتحانات ولم تقم بالخطوات الرسمية للحصول على الرخص اللازمة".

وأضاف: "وزارة التربية موجودة لخدمة الطلاب ولخدمة المجتمع والتربية، وأقول لكل الطلاب الذين حركتهم مدارسهم البارحة هذه المدارس تتاجر بهم فظلمتهم وظلمتنا".

واردف: "أنا مع الاهل والطلاب ومع المدارس التي تلتزم القوانين مرعية الإجراء فقط".

يُشار الى أنه على الرغم من كلّ الاحتجاجات الطلابية أمام وزارة التربية في الأونسيكو، لم يُحرّك شهيب ساكنًا أو يحاول التواصل أو النزول الى الشارع وتهدئة أجواء المحتجّين.

أجواء هادئة في كافة المناطق

في الجنوب، بلغ عدد المرشحين لشهادة البريفيه في الجنوب  7613 طالبًا وطالبة توزعوا على 32 مركزًا،  2815 منهم  توزعوا على 12 مركزًا في مدينة صيدا وحارة صيدا وعبرا.

وقد اشرف رئيس المنطقة التربوية في الجنوب الدكتور باسم عباس على سير الامتحانات في مراكز مدينة صيدا.

وأكد اثر جولته على مراكز الامتحانات لشهادة البريفيه المتوسطة في صيدا اليوم  أن "193 مرشحًا غابوا عن الامتحانات من اصل 7613 على صعيد الجنوب، أما حالات ذوي الاحتياجات الخاصة فقد بلغت 103 مرشحين منها 27 حالة إعفاء و58 في صيدا و18 في صور".

وقال إن "الأجواء كانت هادئة إلى أقصى الحدود بل هي أكثر هدوءًا مقارنة بالسنوات الماضية نسبة لوجود الكاميرات التي ساعدت في بث هذه الاجواء".

واضاف: "كاميرات المراقبة خلقت جوًا من الراحة بعكس ما قد اشاعته  وسائل الاعلام والتهويل أن لدى الطلاب خوف من الكاميرات"، قائلًا: "تبين لي خلال جولتي على المراكز أن جميع الطلاب يكتبون وهم مرتاحون وليس لديهم أزمة بل على العكس ساد الهدوء لدى الجميع من المراقبين إلى رئيس المركز  وصولًا إلى الطلاب".

ورأى عباس أن "الكاميرات أحدثت نقلة نوعية في الامتحانات الرسمية وستظهر نتائجها بعد صدور النتائج اي بمعنى حتى لو حصل انخفاض قليل بنسب النجاح فهو  أمر طبيعي".

وحول وجود  شكاوى من الطلاب بسبب الكاميرات  أشار عباس إلى أنه "لم يكن هناك أي شكوى من الطلاب سواء بسبب الكاميرات أو في صعوبة الأسئلة أو ضيق الوقت".  لا

وطمأن عباس "الأهالي أن كل الطلاب اليوم لم تبدو عليهم بوادر القلق أو التوتر بل ارتسمت على وجوههم علامات الارتياح"، متمنيًا أن تكون هذه التجربة لمصلحة الامتحانات والطلاب والوطن.

وختم عباس" أن الهدف التربوي الذي وضعت لاجله الكاميرات قد أنجز وتحقق بامتياز ونحن نطمح  أن نصل جميعًا لمستوى من المثالية عبر إنجاز الامتحانات بشكل مثالي".

في النبطية جرت الامتحانات بهدوء، وقد بلغ عدد الطلاب المرشحين 2336 طالبًا وطالبة توزعوا على 11 مركزًا في مدينة النبطية ومنطقتها، وذلك باشراف مباشر من رئيس المنطقة التربوية في محافظة النبطية أكرم أبو شقرا الذي أكد خلال جولة على عدد من المراكز اطلع خلالها على سير الامتحانات، أنها "طبيعية ولا مشاكل لوجيستية"، مشيرًا الى أنها "تجرى للمرة الاولى بوجود الكاميرات الموصولة بوزارة التربية والتعليم العالي".

وقال إن "هذه الكاميرات هي لمصلحة التلميذ وهي لزيادة الاطمئنان".

ونوه بـ "دور الجيش والقوى الامنية التي تتولى الاشراف على مراكز الامتحانات".

في البقاع ايضًا انطلقت عجلة الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة في أجواء هادئة وطبيعية أمنتها اجراءت عناصر قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني المنتشرة في محيط مراكز الامتحانات وداخلها.

وقد تجمع الاهالي عند مداخل المراكز بانتظار أبنائهم الذين يخضعون للامتحانات هذا العام تحت المراقبة المباشرة امام عدسات الكاميرات للمرة الاولى.

وبلغ عدد المرشحين لطلاب الشهادة المتوسطة في محافظة البقاع 4705 طلاب، حضر منهم في اليوم الاول 4631 طالبًا، وتغيب 75 مرشحًا ضمن نطاق 25 مركزًا، ضم مراكز قضائي زحلة والبقاع الغربي.

وقد بلغت نسبة المشاركة 98.41، أما نسبة الغياب فبلغت 1.59 بالمئة.

بينما سجلت حالة من الانزعاج سادت أجواء الامتحانات الرسمية في مركز صغبين بعد أن حضرت سيارة قوى الأمن الداخلي، وقبيل وصولها الى المركز شغلّت زمور الخطر ما أثار الرعب والتوتر لدى الطلاب والاهالي.

وقد طالب الاهالي وزير الداخلية ووزير التربية بمحاسبة الافراد الذين ارسوا اجواء التوتر بدلًا من اجواء الارتياح والهدوء.

في الشمال كما البقاع والجنوب لم يسجل أس اشكال، وانطلقت امتحانات الشهادة المتوسطة وسط أجواء هادئة وطبيعية.

وقد جالت رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حماتي على مراكز الامتحانات، مشددةً على أن أجواء الامتحانات تجري بهدوء وراحة.

وكان الطالب احمد الحج قد تعرض لكسر في يده عشية الامتحانات وقد طلبت حماتي تأمين كل المستلزمات لتسهيل عملية الكتابة لدى هذا الطالب.

إقرأ المزيد في: لبنان