ابناؤك الاشداء

لبنان

الشيخ الخطيب: المقاومة والجيش والشعب الوسيلة الوحيدة للدفاع عن الوطن
13/09/2024

الشيخ الخطيب: المقاومة والجيش والشعب الوسيلة الوحيدة للدفاع عن الوطن

لفت نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب إلى "خطورة ما ابتُليت به مجتمعاتنا وأسَرِنا من آفات أخلاقية وسلوكية، تنذر بأشدّ الأخطار وتدعو إلى استنفار كل طاقاتنا من أجل مكافحتها وجعلها أولوية الأولويات لدينا"، مشيرًا إلى أن هذه الآفات هي باب للعدو لاستخدامها سلاحًا أفعل في نتائجها من الحرب العسكرية.

وقال في خطبة الجمعة التي أمّها في مقر المجلس في بيروت: "ما نواجهه اليوم ليس حربًا عسكرية محضة وإنما يخوض أعداؤنا اليوم أشرس حربهم مع أمتنا بالثقافة والأخلاق، وهم يمزّقون شملنا حيث تركت الأنظمة بين أيديهم وضع أنظمتنا وبرامجنا التربوية والثقافية بعد وضع أيديهم على وسائل الإعلام والإعلان التي تُروّج لثقافة الفساد الأخلاقي والاجتماعي والسياسي وتفريغ النشء من أي مضمون أو هدف ذي قيمة في الحياة، بل ليكون ضائعًا يمشي دون هدف، فضلاً عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية، وخلت البرامج المدرسية من التربية على القيم الدينية والوطنية بعد تشويه الدين لدى الرأي العام وتحميله أسباب الفتن والفساد السياسي والاجتماعي والإداري نتيجة الضخ الإعلامي والانحرافات التي يمارسها بعض الملتحفين بغطاء الدين، ومن ثم تحميلها لقوى المقاومة التي تلاقي مع الأسف رواجًا لدى بعض الفئات في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ومنها لبنان، وخلقت حالة من سوء الفهم داخل كل دولة من دولنا وهو ما يُفسّر الموقف من المعركة التي يخوضها الغرب اليوم ضد الشعب الفلسطيني".

ورأى أن ذلك يستدعي قوانا الداخلية لأخذ المبادرة بالتواصل مع القوى الأخرى وخلق الثقة بينها لإفشال هذه المؤامرة، لافتًا إلى أن "هذه المهمة لا تقتصر على قوى المقاومة وإنما نأمل من بعض الدول وخصوصًا العربية منها الحريصة على وحدة الأمة أن تبادر إلى وضع خطة للتواصل والحوار تفضي إلى حل للتعقيدات والإشكالات التي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن، لأن ما حصل حتى الآن تجاوز المقبول وأكثر من كافٍ في أخذ العبرة لتصحيح المسار". 

وأضاف: "كما ندعو القوى السياسية الداخلية في لبنان إلى سلوك هذا المسار لتخفيف الخسائر ووضع حد للانهيار والحفاظ على ما تبقى من الوطن، فالوطن لا يقوم بالكسر والانكسار وإنما بالتلاقي والحوار والتفهّم والتفاهم بين أبنائه ومكوناته، كما لا يقوم برفع السقوف وإنما بالواقعية السياسية والتواضع بين القوى السياسية المختلفة، فلا محل لشعار الطلاق بين اللبنانيين لأننا محكومون بواقع لا يمكن تجاوزه لأحد وهو أن لبنان وطن نهائي لبنيه وبثقافة الدين الذي يدعو إلى توثيق العُرى بين المختلفين: {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، وأن نعلم أنّ المقاومة إلى جانب الجيش والشعب هي حتى الآن الوسيلة الوحيدة للدفاع عن حدود الوطن وسيادته حتى نتفاهم على وسيلة أخرى نتفق عليها تحقق هذا الهدف، وهذا لا طريق إلى بلوغه إلا بالحوار أو التشاور، فلا مشكلة في التسميات كمدخل لانتخاب رئيس للجمهورية، فلنتواضع جميعاً من أجل الوطن بدل الرهانات الخاسرة التي تضر بالوطن". 

وتطرق الشيخ الخطيب إلى الحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية فقال: "لقد سقطت الأمم المتحدة ومنظماتها ومجلس الأمن والقانون الدولي بالضربة الغربية القاضية التي جاء ممثل الاتحاد الأوروبي بالأمس ليعلن وفاتها والتهيؤ لدفنها متأخرًا بعد أن تعفّنت وفاحت رائحتها النتنة، فهي لم توجد إلا كغطاء لتحقيق غاياتهم الخبيثة وليس لتحقيق العدالة الدولية كما يدّعون، وهذا يؤكد اليوم أن الحق المغتصب لا يُعطى بقوة القانون بل يؤخذ بقوة أهله والتضحيات التي هم على استعدادٍ لتقديمها، فلا محلّ للضعفاء في هذا العالم".

وختم موجهًا "تحية للجنوب وتحية للجنوبيين الشرفاء والأوفياء، تحية لجبل عامل جبل الإباء والصمود، وتحية لغزة والضفة وأهلها الشرفاء الصابرين في معركة البطولة والفداء، تحية للمقاومة في جنوب الفداء، وتحية الفخار للشهداء الأبطال الذين روت دماؤهم ساحات الوغى، دفاعاً عن لبنان وعن سيادته، ليبقى أرزه شامخاً وشعبه مرفوع الرأس لن يُذلّ".

الشيخ علي الخطيب

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل