طوفان الأقصى

نقاط على الحروف

رمضان الأروع في تاريخ اليمنيين.. لماذا؟
10/06/2019

رمضان الأروع في تاريخ اليمنيين.. لماذا؟

حميد رزق(*)
مر شهر رمضان المبارك على اليمنيين هذا العام ليس كما قبله في السنوات السابقة ، صحيح ان الحرب والحصار مستمران في التأثير على حياتهم وتفاقم معاناتهم في مختلف المجالات،  غير ان المعادلة العسكرية تتبدل بمرور الوقت وظهرت تجليات ذلك في العمليات النوعية التي نفذها سلاح  الطيران المسير في العمق السعودي  ، وكانت العملية الفارقة في هذا المسار ما عرف بعملية الطائرات السبع التي استهدفت خزانات الوقود التابع لشركة ارامكو في الدوادمي والعفيف قرب الرياض في التاسع من شهر رمضان الموافق 14 مايو.

الظرف الاقليمي والتوتر الحاصل في المنطقة على خلفية التهديدات المتبادلة بين ايران وامريكا اعطى عملية الطائرات السبع اهمية استثنائية وابعاد واسعة وكبيرة بالاضافة الى كونها العملية الاولى التي تطال بنجاح اهداف نفطية سعودية مركزية وحساسة بدقة عالية، بعد يومين فقط من حادثة الفجيرة واشتعال النيران في عدد من ناقلات النفط في الميناء الاماراتي النفطي الاستراتيجي.

توقيت عملية الطائرات السبع دفع بعض المراقبين للربط بينها وبين حادثة الفجيرة وتصوير المسألة  باعتبارها رسائل ايرانية متزامنة الى الادارة الامريكية غرضها الضغط لرفع الحصار الاقتصادي عن طهران، غير ان اليمنيين باعتقادي استفادوا من الظروف الاقليمية ومن التوقيت بشكل ذكي فهدف العملية ليس الاصابة المباشرة للهدف النفطي السعودي فقط (كما هو حال عمليات يمنية اخرى غير معلنة)، كان المطلوب لعملية الدوادمي والعفيف ان تأخذ صدى اعلامي وسياسي واسع وبالتالي فالظرف وطبيعة الهدف والتوقيت تخدم الاجندة السابقة وأسهمت في تحقيق كامل اهداف العملية الميدانية والسياسية والاعلامية .

لم يكتف الجيش اليمني بالعملية السابقة وبعد ايام قليلة اعلنت قناة المسيرة عن عرض مقاطع مسجلة تظهر لأول مرة عملية قصف الطيران المسير لمطار ابو ظبي في شهر يناير العام الماضي، ولقيت المشاهد تفاعل كبير وواسع في الاعلام العالمي والأهم من ذلك انها عززت من رسالة الردع والاقتدار الذي وصل اليه اليمنيون في مجال التطوير والتصنيع العسكري الامر الذي يشير الى تغيير كبير في قواعد المواجهة مع النظامين السعودي والاماراتي خلال المراحل القادمة برغم مرور اربع سنوات من الحرب والحصار التي حصدت الفشل المدوي.
 
السلطات الاماراتية التي نفت العام الماضي حدوث اي ضربة يمنية في مطار ابو ظبي، اكتفت بالصمت وتجاهلت التعليق على المشاهد التي عرضتها قناة المسيرة، في دلالة واضحة على صدمة وارباك كبيرين لدى صانع القرار في مشيخة الامارات ولم يكتف اليمنيين بالانجازات العسكرية السابقة ولم ترهبهم حالة التجييش والصراخ السعودي الاماراتي الامريكي فعاود الطيران المسير ممارسة مهامه التي صارت شبه يومية في العمق السعودي فنفذ هجمات مزدوجة استهدفت مرابض الطائرات في مطار نجران الاقليمي يوم السادس عشر من شهر رمضان قبل ان يعود في اليوم التالي وينفذ ضربة ثالثة استهدفت مخازن الاسلحة في ذات المطار، وبعد ايام قليلة وفي نهاية شهر رمضان المبارك نفذ سلاح الطيران المسير هجمات مركزة استهدفت مطار جيزان الذي صار شبه قاعدة عسكرية امريكية بحسب مصادر عسكرية يمينة.

العمليات التي نفذها الجيش اليمني بواسطة سلاح الطيران المسير في شهر رمضان المبارك حظيت بترحيب واسع في اوساط اليمنيين فكان عيدهم عيدين وارتفعت معنويات ملايين المواطنين الذين انطلقوا في حلمة تبرعات لدعم التصنيع الحربي في ظل اجواء يسودها الشوق لسماع المزيد من الاخبار عن ضربات نوعية وموجعة ضد النظامين السعودي والاماراتي.

لقد كان شهر رمضان المبارك هذا العام متميز عند اليمنيين تذوقوا فيه طعم الانتصار وعاشوا لحظات عزة وتفاؤل بقرب الخلاص والاقتصاص من ال سعود ومشيخة الامارات بعكس السنوات السابقة التي استمر فيها القصف والتدمير من جانب واحد، وبات اليمنيون اكثر تفاؤل وثقة في جيشهم ولجانهم الشعبية وفي القيادة الثورية والسياسية التي تمكنت بفضل الله من تحويل المستحيل الى حقيقة لتقر اعين الشعب المكلوم بضربات نوعية ومفصلية لدول الجريمة والعدوان على يمن الحضارة والمجد والتاريخ ..

(*) مدير البرامج السياسية في قناة المسيرة

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف