طوفان الأقصى

الخليج والعالم

بريطانيا: تيريزا ماي تهجر عرش
08/06/2019

بريطانيا: تيريزا ماي تهجر عرش "المحافظين"

بعد حوالي ثلاث سنوات في منصب رئيسة حزب "المحافظين" الحاكم الذي تنتمي إليه، استقالت، تيريزا ماي، أمس، رسميا، من زعامة الحزب، ما يفتح الطريق أمام المنافسة لاختيار رئيس وزراء جديد للبلاد، سيتسلّم مهمة إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، "بريكست".

ماي ستبقى رئيسة للوزراء وقائمة بأعمال زعيم الحزب، إلى حين اختيار نواب وأعضاء حزب المحافظين زعيما جديدا، في ختام عملية يتنافس فيها 11 مرشحا، ويتوقّع أن تستمر أسابيع عدة، علما أن باب الترشّح للمنصب سيُغلق الإثنين المقبل.

 وقد أعلن "المحافظون"، أمس، خبر الاستقالة في بيان، قالوا فيه إن ماي "سلّمت طلب الاستقالة إلى اللجنة المسؤولة في الحزب".

ربّما لم تخطط تيريزا ماي لأن تصبح رئيسة وزراء بريطانيا. فهي لم تكن تعرف أن تلبية رئيس الوزراء السابق، ديفيد كاميرون، دعوة حزب "استقلال بريطانيا" إلى إجراء استفتاء على عضوية لندن في الاتحاد الأوروبي ستتنتهي إلى تقديمه استقالته، وترشيحها نفسها لرئاسة الحزب، لتفوز بالمنصب من دون انتخابات، بعد انسحاب وزيرة الطاقة أندريا ليدسوم.

جاءت ماي في ظروف استثنائية تمرّ بها بلادها، فكانت مهمتها تنفيذ رغبة أغلبية البريطانيين في الخروج، وهو ما تعهدت به على الرغم من أنها من مُعسكر الراغبين في البقاء، لكنها لطالما رددت "الخروج يعني الخروج"، ليصبح "بريكست" العامل المحرك لفترة حكمها، والعامل الحاسم أيضًا في تركها الحكم، حتى بات أشبه بظلّها الذي سيلاحقها كلّما ذُكرت.

باءت جميع مساعي ماي بالفشل في ما يخصّ "بريكست"، ولم تنجح محاولتها الثلاث في تمرير صفقة الخروج في مجلس العموم، لتبقى هذه الهزيمة وصمة في مسيرتها السياسية. وفي 24 أيار/ مايو الماضي، لم تستطع رئيسة "المحافظين" السابقة تمالك نفسها عند إعلان موعد استقالتها، لتذرف دموعها على الملأ وهي تعلن "الاستسلام".

ويبدو أن مغادرة تيريزا ماي "العاطفية" لم تثر مشاعر الكثيرين من متابعي المشهد السياسي البريطاني، بما في ذلك وسائل الإعلام المحلية التي احتفت باستقالتها، على اعتبار أن الفوضى الكبيرة التى طغت على المملكة المتحدة طوال فترة المفاوضات مع بروكسل كانت بسبب "إدارة ماي السيئة".

وقد أدت هذه الفوضى إلى استقالة عدد من كبار حزب "المحافظين" رفضًا لخطة ماي المتعلقة بالخروج. وما ضاعف المأزق أيضا أن حزبَي "المحافظين" و"العُمّال" سجّلا خسائر فادحة في الانتخابات المحلية البريطانية التي أجريت بداية الشهر الماضي، لصالح حزبَي "الديموقراطيين الأحرار" و"الخُضر". إذ خسر حزب ماي أكثر من 20 من المجالس المحلية وأكثر من 1000 مقعد، في ظلّ معاقبة الناخبين له على أدائه في ملف "بريكست".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم