يوميات عدوان نيسان 1996

عين على العدو

03/06/2019

"اسرائيل هيوم": إطلاق الصواريخ على حرمون يُثبّت قواعد لعبة جديدة‎

يوآف ليمور - صحيفة "إسرائيل هيوم"

إطلاق الصورايخ مساء السبت بدا وكأنه إشارة لـ"إسرائيل" الى أنها ليست وحدها من يحدد قواعد اللعبة في الساحة الشمالية، وهو ليس الأول من نوعه، فقط أطلقت صواريخ نحو حرمون في السنوات الأخيرة.

حادثة أول من أمس كان فيها شيءٌ إستثنائيٌ: لقد كانت، ظاهريًا، بدون صلة وسبب مباشر. خلافًا لحالات سابقة، إطلاق الصواريخ لم يأتِ ردًا أو إنتقامًا من عمل إسرائيلي ما.

"إسرائيل" لا تعلم حتى الآن من يقف وراء الصواريخ التي أطلقت من مسافة حوالي 30 كيلومترًا، حيث تعمل فيها جهات كثيرة، ثلاثة منها  قد تكون لها مصلحة في المس بـ"إسرائيل":

- سوريا (أو أحد من قبلها) أرادت إظهار أنها صاحبة القرار على أرضها،
- أوصياء إيرانيون (فصائل شيعية أوحزب الله) يبحثون عن إنتقام من "إسرائيل" لأسباب كثيرة كمهاجمة الوسائل القتالية والعقوبات الإقتصادية على طهران،
- جهات فلسطينية أومنظمات أخرى وضعت يدها على صواريخ وقررت تنفيذ عملية.

من ناحية "إسرائيل" لا يهم من أطلق الصواريخ. الردّ وُجّه نحو أهداف سورية للتوضيح أن أصحاب البيت واجبهم منع عمليات من أراضيهم ضدّ "تل أبيب". هذه السياسات الثابتة لـ"إسرائيل" (أيضًا في غزة)، لضرب الحاكم لكي يطبق سيادته، و"إسرائيل" دأبت على ذلك ايضًا في سنوات الحرب قبل أن يسيطر نظام الأسد على المنطقة القريبة من الحدود، ولذلك من المنطقي أن تواصل ذلك الآن بعد أن أعاد الجيش السوري سيطرته الكاملة على المنطقة. مع ذلك، إطلاق الصواريخ يجب أن يُقلق "إسرائيل" لأن هناك أحدًا ما في سوريا يرغب بتحديها.

هذا لا يغير الآن صورة الوضع الأساسية- الجيش "الإسرائيلي" ينعم بهيمنة كاملة على الساحة الشمالية، وإذا لم يرتكب أخطاءً (خاصة مع روسيا)، يمكنه مواصلة في الفترة القريبة النشاطات المعروفة ضد التمركز الإيراني و"تهريب الأسلحة"، لكن على المدى الطويل هذا يستلزم تفكيرًا وتخطيطًا لطرق جديدة للعمل، بطريقة تضمن الحفاظ على الردع وتحقيق الأهداف "الإسرائيلية" في سوريا.

على خلفية الإضطراب السياسي في "إسرائيل"، هذا الملف يقع على عاتق الجيش حصرًا. وهذا يُلقي على كوخافي مسؤولية زائدة لفترة طويلة نسبيًا، لأنه سيكون هناك وقت طويل إلى حين تشكيل حكومة جديدة ومستقرة تُبلور سياسيات واضحة، بما في ذلك سياسات أمنية. حتى ذلك الوقت، يبدو أن ما كان سيبقى على ما هو عليه: من أوجاع الرأس في غزة، مرورًا بالقلق الأمني الأكثر إزعاجًا في الشمال.

 

إقرأ المزيد في: عين على العدو

خبر عاجل