يوميات عدوان نيسان 1996

يوم القدس العالمي

الشاشات اللبنانية رهن الوصاية السعودية!!!
02/06/2019

الشاشات اللبنانية رهن الوصاية السعودية!!!

وائل كركي

من غير الاسهاب في شرح كيفية بلطجة ال سعود وتسلطهم على كثير من الاعلام اللبناني وشراء ذمم اهله، ومن دون ذكر كل المحطات السابقة التي اثبتت اكثر من مرة ان جل مؤسساتنا الاعلامية هي رهينة مسلوبة من كل حقوقها الوطنية وانها لا تمتلك قرارها، من الواضح ان العديد من المواقع الاخبارية والصحف والمحطات الاذاعية والشاشات اللبنانية هي نموذج صارخ للرضوخ والانبطاحية للبلاط الملكي السعودي.

اليومية التي نعيشها في عالمنا العربي، وبات مكشوفا وظاهرا دور وسائل الاعلام العربية المملوكة او المرهونة للبلاط السعودي .... لكن يوم القدس بمعزل عمن اطلقه وما يمثله من وزن في تاريخ الضمائر والشعوب عنيت الامام روح الله الخميني قدس الله سره الشريف كيف يغيب عن شاشاتنا اللبنانية كيف ننسى حقنا بالقدس وان كان من سيتحدث في هذه المناسبة نخالفه الرأي بالمنهج والمبدأ والسياسة.

من غير المستغرب ما حصل. الشاشات اللبنانية لم تنقل خطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كرمى لعيون "صفقة القرن"، وعمّدت نفسها رسميا بيدقا عند ال سعود واسيادهم الاميركيين الصهاينة. شاشاتنا اللبنانية اكملت "مشوارها الرمضاني المبارك" بمسلسلات السم في العسل ولم تنقل خطاب السيد نصر الله فلم نر السيد الا على  قناة المنار وNBN و OTV وباقي المحطات اللبنانية لم تستح واعلنت نفسها جارية في معبد صفقة القرن عند الاله ال سعود اله المال وسفك الدم.

تقنيا لا مانع من نقل خطاب سماحة السيد نصرالله فهو ليس حدثا طارئا بل معين قبل وضع التلفزيونات برمجتها الرمضانية فكان بامكانها برمجة هذه النهار وجدولة برامجها ومسلسلاتها  قبيل بدء شهر رمضان المبارك، بل فعليا بقصد وعن سابق اصرار وتصوير لم ترد تلك المحطات نقل خطاب من يحمل لواء تحرير القدس مع كل افرقائه من الشرفاء في العالم العربي والاسلامي خاصة ان شعار هذه السنة جاء تاكيدا على اصرار المقاومين وثباتهم بعودة القدس الى اهلها الشرفاء وصرخة لعدم تمرير ما يسمى بصفقة القرن.

أي اذلال هذا واي رعونة قدمتهما هذه المحطات بعدم نقل كلمة السيد نصر الله خاصة ان بدائل بثها جاهزة لتقديم برامجها لمتابعيها ومنها مواقع التواصل الاجتماعي وخدمات البث المباشر على الانترنت. من المعيب جدا ما حصل في جمعة يوم القدس. انه يوم اسود جديد في تاريخ ميدان الاعلام اللبناني.

مروجو صفقة القرن سقطوا في ميدان الشرف والمروءة، وخروا ساجدين لرسل الدين الجديد سفراء ال سلول ومن لف لفهم من العربان اذعانا لتوجيهات الدب الداشر بن سلمان، اي غباء هذا واي تفلت من ادنى علامات التضامن مع قدسنا الحبيبة؟

حسنا لا نطالع من جديد فضائح ويكيليكس ولن نمر على تمويل السعودية لتلك المحطات ولكن ادنى شعور بالمسؤولية يحتم عليها ان تتضامن مع القدس واضعف الايمان ان تنقل كلمة سيد المقاومة لا من باب التماهي مع موقف قوى المقاومة بل من الباب المهني الصرف. فلتماثل بادائها الاعلامي اعداء هذه الامة الذين ينقلون كل خطابات سيد المقاومة في شتى المناسبات والظروف ويحللونه امام رأيهم العام.

الشاشات اللبنانية رهن الوصاية السعودية ورهن من يتربص بالامة شرا. للاسف ليس للميثاقية وجود في اعلامنا اللبناني ولا للحفاظ ماء الوجه حيز فيما رايناه فالمجد للمال والتبجيل لمن يريد محو عروبتنا وضرب تاريخ هذه الامة الزاخر بالنضال. فعندما تصبح الخيانة وجهة نظر والتطبيع ناموساً تسقط كل المحاذير. انه عصر سطوة السعودي على اعلامنا اللبناني. هذا ما جاهرت به شاشاتنا اللبنانية.

إقرأ المزيد في: يوم القدس العالمي