يوميات عدوان نيسان 1996

يوم القدس العالمي

نشيدٌ من ذهب..
31/05/2019

نشيدٌ من ذهب..

لطيفة الحسيني

تُرسّخ الأناشيد الثورية مفهوم فلسطين في ذاكرة "مُعتَنقيها". الارتباطٌ وثيقٌ بين الموسيقى الحماسية وبين الكلام الذي يحمل قِيَم الإقدام والتضحية والفداء والبسالة التي تقود الى الانتصار. منذ الثمانينيات، رافقت المقاومة في لبنان وفلسطين ألحانٌ حفّزت المجاهدين وشجّعتهم في عملياتهم البطولية بوجه العدو، واستمرّت الحالة وتطوّرت حتى أضحت جزءًا أساسًا في مسيرة دعم القضية.

في مرحلة ما بعد تحرير العام 2000، وتحديدًا عام 2001 ، أطلقت فرقة الإسراء نشيدها الشهير "القدس لنا" ضمن إصدار "انهض". العمل كان فريدًا، حُفر في الذاكرة، حمل معاني الخلود. دقيقتان ونصف كفيلة في نقلنا الى حقبة ذهبية لا تُفارق أدمغتنا، كما رائحة الشجر والتراب والمطر، "القدس لنا" تستحضر أيّامًا لن تكون غابرة في المخيّلة القومية والثورية لأنصار المقاومة، حين كان إحياء يوم القدس على الأرض محطةً تنتظرها أمة حزب الله لمشاهدة العروض العسكرية والتعبوية في كلّ المناطق اللبنانية، من البقاع الى الجنوب وفي الضاحية الجنوبية لبيروت حيث كانت الأوزاعي وبئر العبد وأتوستراد السيد هادي نصر الله بيئة حاضنة لنشاطات ملبّي نداء الإمام الخميني (قده) بجعل آخر جُمعة من شهر رمضان يومًا عالميًا للقدس.

عند استذكار تلك المرحلة، تحضر "القدس لنا" التي استطاعت أن تُكرّس تقليدًا اتُبّع في كلّ إحياء للمناسبة. الأعلامُ التي كانت تُنصب على المباني وفي الشوراع والأحياء، الشعارات التي كانت تُرفع، الأزياء العسكرية التي كان يرتديها عناصر التعبئة في كلّ استعراض عسكري، كلّها تقود الى أن "قدس السماء" محفورة في العقول، وفداؤها بالدماء ثابتٌ لا مساومة عليه، هي مسرى الأنبياء وأرض المسيح.

بحزمٍ وحميّة جليّتيْن، تتوجّه فرقة الإسراء في نشيدها الشهير الى المحتلّين، تقول "اعلم يا يهود نحن الغالبون من كلّ الدروب حتمًا زاحفون". هي جُملةٌ تُحيلُنا الى فعاليات الضاحية، حين كان المُقاومون "يتسلّقون" المباني المُرتفعة ويُحاكون النزول الى مواقع الأعداء، تمامًا كالنسور، يُحلّقون في السماء، ويعرفون هدفهم: "قادمون نحو القدس".

على الأرض، كانت"خبطة قدمهم هدّارة"، التعبويون يتقدّمون بخطوات مصفوفة ومتراصّة كجيشٍ يُناور قبل المواجهة. جنبًا الى جنب تسير الأفواج موحّدةً. من تحت الحجر، من بين الشجر مع عصف الرياح هم قادمون فـ"الأرض والمجد لنا.. وحتمًا النصر لنا ونحن الغالبون".

 

 

إقرأ المزيد في: يوم القدس العالمي