طوفان الأقصى

خاص العهد

كيف استعد السوريون لعيد الفطر في ظل الحصار الاقتصادي؟
10/04/2024

كيف استعد السوريون لعيد الفطر في ظل الحصار الاقتصادي؟

يحرص السوريون على الإبقاء على حالة البهجة في العيد رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها وارتفاع أسعار البضائع على نحو غير مسبوق في تاريخ البلاد التي عرف عنها الاستقرار في كلّ شيء لعقود طويلة. فكيف استعد السوريون لاستقبال عيد الفطر المبارك لهذا العام؟

الحوالات الخارجية قوامُ العيد

تحدث المواطن السوري ناصر لموقع "العهد" الاخباري عن ظروفه الاقتصادية تزامنًا مع عيد الفطر: "كنت قلقًا لحين وصول الحوالة المالية التي أرسلها لي أخي من ألمانيا والآن أستطيع أن أبتاع لأولادي ثياب العيد". ناصر سمحت له حوالة الـ300 دولار التي وُعِد بها بالتجول في حيّ الصالحية وسط العاصمة السورية، بعد أن كان يخشى تأخر وصولها نتيجة القيود التي وضعها الغرب على عمليات تحويل الأموال إلى سورية، لكن الأمور في النهاية سارت على نحو إيجابي ليكسب جولة واحدة على الأقل في معركة الصراع الطويل مع المعيشة الغالية في سورية.

حال ناصر يشبه حال الكثير من السوريين الذين ينتظرون أن يرسل إليهم أقاربهم من الخارج التحويلات المادية التي "بالكاد تيسّر الأمور" كما يقول عبد الرحيم لموقع "العهد" الإخباري، مشيرًا إلى أنه يعاني الكثير قبل أن تصله التحويلات المالية من ابنه خالد الذي يعمل مصورًا في سلطنة عمان.

ويوضح عبد الرحيم أنه يحاول ترشيد استهلاكه قدر المستطاع لكنّه في العيد لن يفعل، وسيبتاع لأولاده ما يطلبونه منه، والله بعد ذلك سيتدبر الأمور كما تدبرها طوال هذه الأزمة.

يحرص السوريون في الخارج على تحويل الأموال وخصوصًا في الأعياد والمناسبات أكثر من بقية أيام العام ولعل هذا ما فسر الحركة الجيدة للأسواق في مرحلة الاستعداد لشراء حوائج العيد.

مهدي صاحب محل أحذية في أحد الأسواق الشعبية في دمشق، أشار في حديثه لموقعنا إلى أن |إقبال الناس للشراء في هذه المناسبة يبدو جيدًا على اعتبار أن هذا الشعب يحب الحياة ولن يبخل على نفسه وأسرته خلال العيد حتّى لو صرف من مدخراته".

سامي صاحب كشك أكد من جهته بأنه كان يحرص خلال المدة الماضية على السهر كلّ الليل في الكشك حتّى يتمكن من جمع مبلغ إضافي يستر به نفسه وعائلته في العيد: "لا اريد أن أحرمهم من الثياب والألبسة والعيدية حتّى لو اضطررت للسهر كلّ يوم حتّى الصباح".

كيف استعد السوريون لعيد الفطر في ظل الحصار الاقتصادي؟

على مدخل أحد الأحياء الشعبية في العاصمة السورية تنشغل إحدى الورش بتركيب عدة ألعاب للأطفال على مدى أيام العيد، يدرك سعيد صاحب الفكرة أن مشروعه رابح لا محالة، فالسوري لا يمكن أن يحرم أطفاله من اللعب مهما كلفه الأمر، مشيرًا إلى أن نظرته في هذا الشأن لا تخيب.

في حيّ الميدان الدمشقي، يستحضر أحمد حيدر صاحب محل حلويات شرقية تلك الأيام التي كان يصدر فيها حلوياته الشهيرة إلى كلّ أنحاء العالم العربي وصولًا إلى الغرب والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن سمعة الحلويات السورية لا يعلو عليها لكن الحصار المفروض على سورية وانصراف السياح عن هذا البلد أبقى تصريف الحلويات الفاخرة في حدود طبقة صغيرة مقتدرة مع قيام بعض اللبنانيين والأردنيين بشراء ما يتيسر لهم خلال زيارتهم العابرة لدمشق، في حين أن الظروف الاقتصادية الصعبة تمنع بقية السوريين من شراء هذه الحلويات الفاخرة والانصراف إلى أخرى أقل منها سعرًا علمًا بأنها كانت متاحة للجميع تقريبًا قبل الأزمة الحالية.

ومع ذلك يرجو أحمد أن يعيد الزمن تلك الأيام الخوالي.

العيد الأول في سورية خلال الأزمة

يتذكر حيدر أيام العيد في الفوعة المحتلة اليوم بالإرهاب، تدمع عينا الرجل وهو يتذكر الالفة والاجتماع ببن الأهل والأصدقاء، إقامته اليوم في منطقة السيدة زينب عليها السلام قرب المقام الطاهر تشيع في نفسه السكينة وتخفف من غلواء الشوق والحنين للأيام الخوالي في الفوعة.

لكن في المقابل يعيش محمود سعادة كبيرة لأنه سيقضي عيده الأول في الأزمة في قريته (السحل) في القلمون بريف دمشق.
يؤكد محمود في حديثه لموقع "العهد" بأن كرامة الإنسان في وطنه وليست في أي مكان آخر، مشيرًا إلى أنه قرر العودة إلى سورية من الأردن بعدما توصل إلى هذا القناعة بشكل نهائي "وعلي الآن أن أعيد تأسيس حياتي مجددًا فبيتي وارضي ينتظران من يعمل فيهما، ولا كرامة للإنسان خارج وطنه وأرضه".

سورياالاقتصادقانون قيصر

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة