نقاط على الحروف
كذب الكتائب: الحقد أعمى
منطق العملاء والجبناء متواصل. حلقة اليوم بطلها إعلام حزب الكتائب الذي يتحيّن الفرص من أجل إطلاق سرديات كاذبة تفتقد إلى المصداقية، لكنّه يمضي.
رواية مُختلقة أصرّ موقع الكتائب على نشرها، على الرغم من حساسيّة الظرف والحرب والعدوان في المناطق الجنوبية. قرّر حساب الموقع على منصة "إكس" اذًا أن يُطلق ادعاءً تحريضيًا في إحدى القرى الجنوبية المتاخمة للحدود: رميش. ولتثبيت الكذبة يعرض فيديو ويعنونه بالتالي "فيديو يظهر آليات تابعة لحزب الله بعد نصبها صواريخ في حرش الصنوبر في رميش"، ثمّ ينشر تغريدة أخرى عنوانها "فيديو آخر يظهر آليات لحزب الله وهي تفرّ من رميش بعد تعمّد إطلاقها صواريخ باتّجاه "إسرائيل" من داخل البلدة"، ويورد لاحقًا أن الكنيسة تقرع أجراسها "بعد تعمّد حزب الله إطلاق الصواريخ من البلدة"، وفق تعبيره.
أبواق الحزب التحريضي تبدأ بمعزوفة تعريض أهالي المنطقة للخطر وأنهم يرفضون القصف من قراهم. ذباب الكتائب الإلكتروني يشارك في الحملة المبرمجة بدءًا من رئيس الحزب سامي الجميل وصولًا إلى أصغر مستخدم لـ"إكس" لديهم.
وعلى الرغم من ركاكة الرواية وضعفها، أصرّ إعلام الكتائب على البقاء عليها ولم يتراجع عنها بل تبنّاها، وكأنه حصل على صيْد ثمين.
في الحروب يظهر الخبيث من الطيّب، أو ربّما المتآمر من الوطني والمقاوم. إلى الآن، لم يدرك حزب الكتائب أنه هو من يعرّض "ناسه" في رميش للخطر الحقيقي، مع نشره رواية من السهل أن تصل إلى العدوّ الذي لن يتردّد في قصف المكان الذي أشار إليه الحساب. إعلام الكتائب سهّل المهمّة على الطائرات الحربية الإسرائيلية حتّى لا تسهو أو تضيع حينما تقرّر إطلاق الصاروخ نحو الهدف المزمع.
اذًا ماذا جنى الكتائبيون؟ تتوازى خطورة التحريض مع تواطؤ كبير قد ينسف أهل رميش بمن فيهم جراء حقد أعمى لا يتوقّف ضدّ المقاومة، لا في الحرب ولا في السلم. الغاية الأساسية الواضحة والجليّة: خدمة العدوّ وضرب كلّ مشروع يتصدّى له، حتّى لو كلّف ذلك حربًا نفسية وكذبًا حقيرًا يؤذي أبناء الجنوب بكلّ أطيافهم وفئاتهم وطوائفهم.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
01/11/2024