طوفان الأقصى

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: أميركا ستواجه أيامًا وأشهرًا حرجة
18/03/2024

الصحف الإيرانية: أميركا ستواجه أيامًا وأشهرًا حرجة

سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الاثنين (18/3/2024) الضوء على تحليل الأحداث المفصلية الجارية في قطاع غزة، لا سيما مع كثرة الحديث حول الهجوم على رفح. كما اهتمت الصحف بتصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التهديدية والتصريحات الإسرائيلية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.

الهجوم على رفح واستكمال مشروع التهجير

في هذا السياق، أجرت صحيفة "إيران" مقابلة مع المتخصّص في الشؤون الفلسطينية محسن فائضي حول آخر التطورات الميدانية والسياسية في حرب غزة، والتي يلوح معها في الأفق القرار ببدء حملة عسكرية جديدة على رفح. ورأى فائضي أنّ: "الهجوم على رفح هو استكمال للمشروع والخطة العسكرية للهجوم على قطاع غزة بأكمله، والذي بدأ خطوة بخطوة من الشمال"، مضيفًا أنّ: "الهجوم على رفح يمكن أن يكمل لغز الهجرة القسرية للفلسطينيين، فمثل هذا الهجوم مع حجم الكثافة البشرية التي يعيشون فيها، سيجبر عددًا كبيرًا على الهجرة من غزة، وسيجعل الحياة في القطاع صعبة للغاية، إضافة إلى أنّ إغلاق معبر رفح ونقص المساعدات القادمة من هذا الجانب سيجعل الحصار ثقيلاً للغاية". وقال: "لهذا السبب يتابع جيش الاحتلال ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو نفسه الحرب، لكن على مستويات أخرى، هدف نتنياهو هو تصعيد الحرب، لأنه يرى الهدنة عائقًا في هذا الوقت، فيحاول إطالة أمد الحرب حتى يتمكّن من البقاء في السلطة للأشهر المقبلة والعام المقبل".

وفي ما يتعلق بدور القاهرة، أشار فائضي إلى أن: "المصريين قلقون للغاية من الهجرة القسرية للفلسطينيين، وحتى الآن قاوموا فكرة نقل الفلسطينيين إلى صحراء سيناء وحاولوا إنشاء معسكرات عند حدود رفح لنقلهم إلى هناك إذا حدث شيء ما". وأضاف: "بشكل عام، حاول المصريون حتى الآن الوقوف مقابل هذه القضية ومنع هجرة الفلسطينيين إلى صحراء سيناء، لأنها ستضر بهم كثيرًا من عدة جوانب اقتصادية وأمنية وسياسية، وقد حاولوا حتى الآن ألا يثقلوا كاهلهم بهذا الموضوع وثبتوا في قضية رفح".

وختم فائضي بالقول: "في الأسابيع الأخيرة، أصبح احتمال شنّ الهجوم ضيقًا للغاية ولا يوجد استعداد له، ومن المحتمل أن الإسرائيليين يبحثون أيضًا عن خطط أخرى، أي على سبيل المثال، ليس من الواضح ما إذا كانوا يريدون الهجوم بعد وقف إطلاق النار المؤقت أو إذا كانوا قد استسلموا تمامًا". وأوضح: "ما يبدو بحسب الظاهر أنه لا توجد خطة جدية في الأساس، واحتمال مهاجمة رفح يتضاءل، لكن في اليوم أو اليومين الأخيرين كثرت الأخبار عن قرار مهاجمة هذه المنطقة".

معضلة "الترامبية" في السياسة الأميركية

من جهة أخرى، أشارت صحيفة "وطن أمروز" إلى أن: "دونالد ترامب كرّر في حملته الانتخابية مرة أخرى جملة تبيّن أنّ العام 2024 سيكون صعبًا للغاية على الولايات المتحدة وأن هناك ظلالًا من صراع داخلي كبير في هذا البلد بسبب قرب موعد الانتخابات الرئاسية. إذ ذكّر ترامب، يوم السبت الماضي خلال خطاب أمام أنصاره في ولاية أوهايو، بادعائه تزوير انتخابات العام 2020، وقال: "إذا لم أفز بالانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر فهذا يعني نهاية الديمقراطية في أميركا".

الصحيفة لفتت إلى أنّ: "ترامب بدأ خطابه في ولاية أخرى بالإشادة بأنصاره الذين يقبعون حاليًا في السجن بتهمة أعمال الشغب في الكونغرس الأميركي في 6 كانون الثاني/يناير 2021، وذكر أنه سيطلق سراحهم فور وصوله إلى منصبه الرئاسي". وأضافت أن: "أميركا حاولت جاهدة خلال السنوات الأربع الماضية التخلص من أحداث 6 كانون الثاني/يناير، لكن حطام هذا الحدث غير المسبوق في التاريخ الأميركي يعود بقوة أكبر". وتابعت: "بالنسبة إلى ترامب وأنصاره الذين يشكلون نصف أميركا، فإنّ شعار "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" ربما يأتي من حرب أهلية". فبرأيها: "الترامبية أصبحت المشكلة الأكثر تعقيدًا في التاريخ السياسي الأميركي، والتي لا يملك أحد إيجاد حل لها، وحتى لو كان هناك حل، فلن ينجح في ظل الانقسام غير المسبوق في المجتمع الأميركي". وقالت: "الأمر الذي زاد من تعقيد هذه الأزمة السياسية بالنسبة إلى حكّام أميركا هو أن الترامبية قادرة على التقدم من دون ترامب، إذ تتحرك هذه الظاهرة على خلفية تاريخ أميركا وهويتها". وأوضحت أن "شعار الترامبية -أي "أميركا أولًا"- هو عودة إلى أجندة "عقيدة مونرو" التي يعود تاريخها إلى 150 عامًا في الولايات المتحدة، ففي تاريخ هذا البلد، تعد أزمة "الهوية" إحدى الأزمات التي غذّت الانقسام فيه".

الصحيفة أشارت إلى أنّ: "فرانسيس فوكوياما، والذي تنبأ بفوز ترامب في العام 2016، قال في كتابه الأخير "الهوية": إنّ "السبب الرئيسي لفوز ترامب هو الاقتتال الداخلي في أميركا، المعارك التي إذا استمرت ستجعله يفوز مرة أخرى، وسيكون أمام أميركا أيام وأشهر حرجة، عاصفة رهيبة قادمة".

غضب صهيوني من تقدم إيران

وكتبت صحيفة كيهان: "بعد مرور عامين على بداية الحرب في أوكرانيا، وأكثر من 5 أشهر على الصراع في قطاع غزة، يشعر الأميركيون أنهم أهملوا الضغط على إيران ولا يستطيعون العمل على عدة جبهات في الوقت نفسه. فقد أثارت هذه القضية قلق الصهاينة، لأن تواجد الدول الغربية في حرب أوكرانيا، ودعم "إسرائيل" في حرب غزة، جعل أميركا وحلفاءها ينأون بأنفسهم عن البرنامج النووي الإيراني إلى حد كبير". والصحيفة لفتت إلى أنّ: "مراكز الفكر والنخب الغربية والصهيونية تعمل معًا منذ عدة أيام لخلق مساحة لزيادة الضغط على إيران بحجة البرنامج النووي، بسبب عدم وجود خطة محددة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه إيران، وتصرفات ترامب غير المتوقعة في حال فوزه المحتمل في الانتخابات".

وبحسب الصحيفة: "جاء، في بعض تقارير مراكز التحليل الصهيونية، أنّ إيران زادت بشكل كبير احتياطياتها من اليورانيوم، وفي مثل هذا الوضع، فإن كيان العدو والمنظمات الدفاعية والسياسة الخارجية للدول ملزمة بدق ناقوس الخطر والانتباه إلى التحديات التي يسببها البرنامج النووي الإيراني. وبطبيعة الحال، إذا لم تتعاون الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، فيمكن لـ"تل أبيب" أن تستغل مخاوف الوكالة والدول الثلاث (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) بما يتماشى ومناهضتها التصرفات الإيرانية وتغيير موقف الولايات المتحدة وأوروبا".

وختمت كيهان بالقول: "في الوقت نفسه، يزعم الصهاينة أنهم قلقون بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهم الذين هدّدوا مرارًا وتكرارًا سكان غزة باستخدام الأسلحة النووية في الأشهر القليلة الماضية، في مثل هذا الوضع، عندما يواجه الكيان الصهيوني أزمة شرعية، فهو يحاول صرف انتباه العالم من خلال إطلاق ادعاءات مناهضة لإيران، مع أنه واضح بالفعل أن هذا السيناريو محكوم عليه بالفشل".

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم